نتنياهو يطلب تفكيك سلاح حماس وبينيت يدعو لحجْب أموال الضرائب

TT

نتنياهو يطلب تفكيك سلاح حماس وبينيت يدعو لحجْب أموال الضرائب

بعد أيام من الصمت المبني على توقع القادة الإسرائيليين فشل جهود المصالحة الفلسطينية، خرج عدد من كبار المسؤولين في الحكومة، أمس، بتصريحات كشفت عن غضب من البوادر الإيجابية للمصالحة. فطالب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بتفكيك الذراع العسكرية لحركة حماس، وطالب حليفه رئيس حزب المستوطنين، نفتالي بنيت، بوقف تحويل أموال الضرائب والجمارك للسلطة الفلسطينية.
وقال نتنياهو أمس، في بيان عممه الناطق بلسانه: «نتوقع من كل من يتحدث عن عملية سلام أن يعترف بدولة إسرائيل، وبالطبع أن يعترف بالدولة اليهودية، ولن نقبل بمصالحة كاذبة، يتصالح فيها الطرف الفلسطيني على حساب وجودنا. من يريد أن يقوم بمصالحة، عليه أن يعرف أن فهمنا لها بسيط جدا: اعترفوا بدولة إسرائيل وقوموا بحل الجناح العسكري لحركة حماس، واقطعوا العلاقات مع إيران التي تدعو إلى إبادتنا وما إلى ذلك. هذه الخطوات واضحة جدا ونقول هذا الكلام بشكل واضح للغاية».
من جهته، طالب رئيس حزب «البيت اليهودي» ووزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، بإجراء تصويت في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) في الحكومة الإسرائيلية، وبشكل فوري، على وقف تحويل أموال الضرائب إلى السلطة الفلسطينية، على خلفية المصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح. وبرر بينيت مطلبه هذا بمعاقبة الفلسطينيين على انضمامهم للإنتربول واجتماع الحكومة الفلسطينية، برئاسة رامي الحمدالله في غزة أمس.
والأموال التي يطالب بنيت بوقف تحويلها، هي أموال الضرائب والجمارك التي تجبيها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية، عن الاستيراد والتصدير من الضفة الغربية وقطاع غزة وإليهما، عبر الموانئ الإسرائيلية البحرية والجوية، وعبر المعابر البرية. وتقبض إسرائيل سلفا ما يعادل 12 في المائة من هذه الأموال لقاء الجباية، وتحول بقية المبلغ إلى السلطة الفلسطينية. وتشكل هذه الأموال مصدرا أساسيا في مداخيل السلطة الفلسطينية. وقد اعتادت إسرائيل على وقف تحويل هذه الأموال كأداة عقاب للسلطة أو وسيلة ضغط سياسية.
وقال بينيت، أمس، بعدما شاهد صور استقبال الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، واستمع إلى تصريحات قادة حماس وفتح المتفائلة عن المصالحة «إن على إسرائيل أن تتوقف عن كونها الصراف الآلي للإرهاب. فالحديث هنا ليس عن مصالحة فلسطينية وإنما عن انضمام أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) إلى منظمة إرهابية دموية. وتحويل أموال إلى حكومة حماس أشبه بتحويل أموال من إسرائيل إلى داعش. وسنتلقى صواريخ تطلق علينا مقابل هذه الأموال».
ودعا بينيت إلى وضع ثلاثة شروط تكون «خطوطا حمراء» قبل تحويل أموال الضرائب، وهي إعادة جثتي الجنديين شاؤول أورون وهدار غولدين المحتجزتين في غزة، واعتراف حماس بإسرائيل، ووقف ما وصفه بـ«التحريض»، ووقف دفع السلطة مخصصات للأسرى في السجون الإسرائيلية.
جدير بالذكر أن الأوساط السياسية في إسرائيل، كانت قد شككت بإمكانيات نجاح الجهود المصرية لتحقيق مصالحة حقيقية بين «فتح» و«حماس». وقالت إن هذه الجهود، على الرغم من التصريحات الإيجابية والعناق بين وفود السلطة الفلسطينية ورجالات حماس في قطاع غزة، ستصطدم قريبا بشروط مختلفة يفرضها كل طرف من الطرفين، وتشكل عقبة أمام ترجمتها إلى واقع على الأرض. وقد نشرت عشرات المقالات والتحليلات في الصحافة الإسرائيلية التي تصب في هذا الاتجاه، وتشير إلى عدد من القضايا التي يمكن أن تشكل عقبات أمامها، وفي مقدمتها مطلب حماس بقاء الذراع العسكرية لها وكذلك قضية البرنامج السياسي.



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.