مفوضية «شؤون اللاجئين»: نواجه تحديات في إغاثة لاجئي الروهينغا

أكدت أن الدعم السعودي لجهودها جاء في الوقت المناسب

مفوضية «شؤون اللاجئين»: نواجه تحديات في إغاثة لاجئي الروهينغا
TT

مفوضية «شؤون اللاجئين»: نواجه تحديات في إغاثة لاجئي الروهينغا

مفوضية «شؤون اللاجئين»: نواجه تحديات في إغاثة لاجئي الروهينغا

أكد مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالسعودية، وجود تحديات في العمل الإغاثي للاجئين الروهينغا النازحين إلى بنغلاديش؛ وذلك في ظل استمرار تدفق الوافدين إلى المناطق الحدودية في بنغلاديش، واستنزاف خدمات المياه والصرف الصحي والصحة والمأوى.
وأضاف مكتب المفوضية في تقرير أصدره، حصلت «الشرق الأوسط» نسخه منه، أن تعهد السعودية بتخصيص 15 مليون دولار جاء في الوقت المناسب لمساعدة آلاف اللاجئين الروهينغا، مشيراً إلى أنه يأتي استكمالاً لمساهمات السعودية السخية التي تهدف إلى توفير ودعم الخدمات المنفذة للحياة لهؤلاء اللاجئين.
ولفت المكتب إلى أن المفوضية أعلنت «أعلى درجة من حالة الطوارئ» لأزمة الروهينغا، مضيفاً أن ما يزيد على نصف مليون لاجئ من الروهينغا يبحثون حتى الآن عن ملاذ آمن في منطقة كوكس بازار ببنغلاديش.
وأفاد مكتب المفوضية بأن بين هؤلاء اللاجئين عدداً كبيراً من الأطفال غير المصحوبين بذويهم، إلى جانب وصول العديد من الفارين الجدد متأثرين بصدمات نفسية جراء التعرض للعنف الشديد والاعتداءات الجسدية والنفسية، موضحة أن كثيراً من اللاجئين فقدوا كل شيء، بما في ذلك الأقارب والممتلكات الخاصة.
وأكد أن المفوضية تجري حالياً نقاشات مع السلطات المحلية حول إنشاء طريق يصل مخيمات كوتوبالونغ مع الطريق الرئيسي، وذلك لإيجاد منفذ عبور للمساعدات الإغاثية للاجئين، إذ لا تزال هناك صعوبة للوصول إلى مخيمات اللاجئين بسبب انعدام الطرق المؤدية لها.
وأشار التقرير إلى مساعي المفوضية لتأمين 83.7 مليون دولار من أجل المساعدة على توفير الاحتياجات العاجلة لفترة الستة أشهر المقبلة، من خلال إطلاق النداء العاجل من أجل تعزيز القدرة المحلية على استضافة اللاجئين، وتعزيز تعايشهم السلمي مع المجتمعات المضيفة، منوهاً بدعم المفوضية للسلطات البنغلاديشية في إنشاء مواقع جديدة، وتحسين البنية التحتية لخدمة الوافدين الجدد والمجتمع المضيف على حد سواء.
وبيّن أن أزمة نزوح لاجئي الروهينغا تعد أسرع تدفق للاجئين شهدته آسيا في العقود الأخيرة، وبأعداد تصل في بعض الأحيان إلى 20 ألف شخص يومياً، إذ يقدر عدد الروهينغا حتى الوقت الراهن منذ بدء الأزمة في أغسطس (آب) الماضي ما يزيد على نصف مليون شخص تحديداً في كوكس بازار في بنغلاديش، ولا سيما في مخيمات كوتوبالونغ ونيابارز.
وذكر مكتب المفوضية أن العمل جار لتوفير مستلزمات الحياة اليومية الأساسية التي تعتبر من أهم عوامل حماية اللاجئين ومساعدتهم على تحمل أعباء اللجوء والتخفيف من وطأته، إذ يعيش اللاجئون ظروفاً مريرة خلال رحلة فرارهم من العنف الذي تعرضوا له في إقليم راخين - ميانمار، حيث اضطر بعضهم للسير على الأقدام لعدة أيام للوصول إلى ملاذ آمن.
وأوضح أن العمل جارٍ مع السلطات المحلية وشركائها والمجتمع الدولي على توفير الدعم المنقذ للحياة للوافدين الجدد في المخيمات، مشيراً إلى أن اللاجئين الحاليين فتحوا منازلهم للوافدين الجدد بينما فتحت المفوضية مدارس للاجئين والمراكز المجتمعية لإيواء القادمين الجدد.
وأضافت المفوضية أن أربع عمليات نقل جوي نفذت حتى الآن، وقدمت أولى عمليتين مواد الإغاثة الأساسية لـ3500 أسرة، و1700 خيمة عائلية، أما عملية النقل الجوي الثالثة فاحتوت على لوازم الإغاثة الأساسية وخيمة كبيرة، فيما نقلت العملية الرابعة نحو 250 ألف غطاءً بلاستيكياً، فيما يجري التخطيط لعمليتي نقل جوي أخريين، إضافة إلى الموظفين الـ49 الذين كانوا يعملون في بنغلاديش وقت وقوع الأزمة، ولا يزال يجري نشر أكثر من 48 موظفاً آخر متخصصين في الإغاثة، وذلك من أجل التعامل مع عناصر محددة من الاستجابة مثل دعم الحكومة بالتسجيل، أو دعم أو إدارة التدخلات الأخرى المنقذة للحياة. وستواصل المفوضية توسيع وجودها وموظفيها وعملياتها حسب الضرورة لمواءمة حجم وتعقيد أزمة اللاجئين هذه التي لا تزال سائدة جداً ومتزايدة.
ويتزامن تفاقم أزمة اللاجئين الروهينغا مع اقتراب فصل الأمطار الغزيرة في بنغلاديش، حيث يُتوقع أن ترتفع الاحتياجات الإنسانية للاجئين مع تواصل موجات اللجوء من جهة والأجواء الماطرة في المنطقة من جهة أخرى.
من جانب آخر، ذكر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن فريق العمل المتواجد حالياً في بنغلاديش واصل الزيارات الميدانية لمخيمات اللاجئين الروهينغا، كما حضر فريق المركز الاجتماع الدوري التنسيقي للمنظمات الدولية والمحلية العاملة في قطاع الصحة في مدينة كوكس بازار، وزار المستشفى الرئيسي الوحيد في مدينة كوكس بازار.
ويدرس المركز تنفيذ مشروعات في مجال الصحة في مخيمات اللاجئين الروهينغا بالشراكة مع الجهات والمنظمات الدولية المعنية والمتخصصة.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.