أعلنت الحكومة الصومالية، أمس، عن تغيير مفاجئ في قيادات الأمن في العاصمة مقديشو، على خلفية تورط مسؤولين في حادث مقتل الأمينة العامة لاتحاد النساء الوطني عنب عبد الله، ونجل رئيسة الاتحاد في مقديشو، على أيدي مسلحين يوم الأربعاء الماضي. وقال محمد دعالي، وزير الأمن الداخلي بالحكومة الصومالية، إنه قرر إقالة قائد أجهزة الأمن وقائد الشرطة بمديرية حي حمرويني بالعاصمة، مشيراً في مؤتمر صحافي عقده أمس إلى اعتقال شخص لتورطه في اغتيال ناشطين من منظمة المرأة الوطنية في مقديشو. كما أعلن دعالي عن توقيف 12 جندياً، قال إنه «تم زجهم في السجن المركزي بسبب إخفاقهم في حماية المدنيين الذين تعرضوا للقتل الأسبوع الماضي». وكان دعالي قد كشف النقاب عن اعتقال مسؤولين أمنيين على خلفية الحادث الذي وقع في مديرية حمروينا، التي تعتبر أكثر المديريات أمناً في مقديشو، مؤكداً أنه سيتم عزل أي مسؤول يثبت تقصيره.
وكان مسلحون قد هاجموا، يوم الأربعاء الماضي، سيارة تابعة لرئيسة اتحاد النساء الوطني أثناء مرورها في أحد شوارع حمروينا، مما أدى إلى مقتل شخصين كانا على متنها. وتأتي هذه التطورات فيما تستعد قوات بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي (أميصوم) إلى مغادرة الصومال العام المقبل، من دون أن تظهر قوات الجيش الصومالي قدرة على ضبط الأوضاع الأمنية والعسكرية في البلاد بمفردها.
وتحظى الحكومة والمؤسسات الصومالية، وبينها الجيش الوطني، بدعم المجتمع الدولي عبر انتشار 22 ألف عنصر في قوة «أميصوم» في الصومال. لكن الانسحاب التدريجي لهذه القوة سيبدأ في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2018، مع تزايد الشكوك في قدرة الجيش الصومالي على أن يواجه وحده المتمردين الإسلاميين، بينما في الانتظار، تتولى دول أجنبية، بينها الولايات المتحدة وكينيا وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة، تدريب الجيش. وفي هذا الإطار، افتتحت تركيا قبل يومين أكبر قاعدة أجنبية للتدريب العسكري في الصومال، بهدف تدريب القوات الصومالية التي تسعى إلى تولي الأمن بنفسها في هذا البلد الذي يواجه هجمات حركة الشباب الإسلامية. ومن شأن القاعدة التركية تعزيز قدرة تدريب الجيش الصومالي، مع تمركز نحو 200 جندي ومدرب فيها، حيث يمكن تدريب نحو 1500 جندي صومالي في الوقت نفسه بالقاعدة التي تجاور مطار العاصمة مقديشو، ما يجعلها أكبر مركز تدريب عسكري في البلاد.
وقال الجنرال الصومالي أحمد محمد جمال خلال الاحتفال إن «هذه الأكاديمية مختلفة لأن الأتراك لن يكتفوا بتدريب القوات بل سيقومون بتجهيزها». وقال رئيس الحكومة الصومالية حسن خيري «نود أن نشكر الشعب والحكومة التركيين لدعمهما بلادنا. تقام هذه الأكاديمية في وقت نحن في أمس الحاجة إليها. ستساعدنا في جهودنا لمكافحة الإرهاب».
وسعت تركيا في الأعوام الأخيرة إلى تعزيز حضورها الاقتصادي والدبلوماسي في أفريقيا، علماً بأن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قام بالعديد من الزيارات الرسمية للصومال على مدى العامين الماضيين.
وطُرد المتمردون الإسلاميون (الشباب) من مقديشو في أغسطس (آب) 2011، وخسروا بعدها العدد الأكبر من معاقلهم، لكنهم لا يزالون يسيطرون على مناطق ريفية مترامية يشنون منها عمليات انتحارية وهجمات غالباً ما تستهدف العاصمة وقواعد عسكرية صومالية وأجنبية.
إطاحة قادة أمنيين في مقديشو بعد مقتل مسؤولة حكومية
شكوك حول قدرة الجيش على مواجهة المتطرفين بعد انسحاب قوات «أميصوم»
إطاحة قادة أمنيين في مقديشو بعد مقتل مسؤولة حكومية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة