«روس كوسموس» و«ناسا» تشيدان «بوابة الفضاء العميق» على مدار القمر

لدراسة أفضل للكوكب وإقامة محطات أكثر بعداً عن الأرض

محطات فضائية أكثر بعداً عن الأرض
محطات فضائية أكثر بعداً عن الأرض
TT

«روس كوسموس» و«ناسا» تشيدان «بوابة الفضاء العميق» على مدار القمر

محطات فضائية أكثر بعداً عن الأرض
محطات فضائية أكثر بعداً عن الأرض

يستعد الإنسان لخطوة نوعية جديدة ترمي إلى الكشف عن مزيد من أسرار الفضاء، والاستعداد للهبوط على كواكب أخرى في المجموعة الشمسية وإنشاء محطات مدارية حولها، مثل المحطة الفضائية الدولية المأهولة على مدار الكرة الأرضية. وفي هذا الإطار أعلنت وكالتا الفضاء الروسية والأميركية عن التوصل لاتفاقية حول تنفيذ مشروع فضائي واعد آخر، بهدف دراسة القمر بصورة أفضل، وإقامة محطات فضائية أكثر بعداً عن الأرض من المحطات الحالية، ما سيساهم في ولوج الإنسان مع الزمن لمسافات أبعد في عمق الفضاء. ويعمل علماء الفضاء من الوكالتين الروسية والأميركية حالياً على مشروع إنشاء محطة فضائية تستقر على مدار القمر. ولن تكون المحطة مجرد تقنية معينة، وإنما محطة مأهولة شبيهة بالمحطة الدولية، التي يتناوب على العمل فيها رواد فضاء وخبراء من عدد من دول العالم، وساهمت روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في إنشائها.
ووقعت وكالة الفضاء الروسية «روس كوسموس» ووكالة الفضاء الأميركية «ناسا» اتفاقية إنشاء تلك المحطة على هامش أعمال الكونغرس الدولي للعلوم الفضائية في أستراليا يوم 27 سبتمبر (أيلول) الماضي. وستحمل اسم «Deep Space Gateway»، أي «بوابة الفضاء العميق». وحسب قول إيغر كوماروف، مدير عام «روس كوسموس» فإن الأجزاء الأولى من المحطة قد يتم وضعها على مدارها حول القمر في الفترة ما بين عامي 2024 - 2026. وأكد أن وكالته ستقوم بتصنيع تلك الأجزاء، أو المركبات التي ستتكون منها المحطة، مرجحاً استخدام ذات التقنيات لاحقاً في إنشاء محطات مدارية حول كوكب مارس. وجاء التوقيع على اتفاقية المحطة المدارية القمرية بعد عام وزنيف من المحادثات بين الجانبين، درسوا خلالها أدق تفاصيل المشروع، وتقاسموا المهام خلال التنفيذ. ونظراً لأهمية المشروع تنوي وكالة الفضاء الروسية تعديل خطتها المالية حتى عام 2025، وستعمل مع الحكومة على تأمين مصادر التمويل الضرورية للمشروع.
وأكدت «ناسا» أنباء توقيع اتفاقية محطة «بوابة الفضاء العميق»، وقالت إن هذه الخطوة تعكس الرؤية المشتركة للمؤسسات الفضائية في البلدين بخصوص المضي في استكشاف الفضاء. ووصف إقامة المحطة المدارية القمرية بـ«خطوة استراتيجية ومكون غاية في الأهمية لاستكشاف الفضاء، الذي يتطلب كثيرا من الدراسة». ويتيح الاتفاق بين الوكالتين الروسية والأميركية إمكانية مشاركة دول أخرى في المشروع، وتحديداً الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا. ويقول مختصون في العلوم الفضائية إن المحطة المدارية القمرية ستساعد الإنسان على إنشاء محطات على سطح القمر لدراسته بصورة أدق، وربما يتم استخدام المحطة ذاتها كمنصة لإطلاق مركبات فضائية نحو كواكب بعيدة، وبهذا الشكل ستلعب محطة «بوابة الفضاء العميق» مستقبلاً دوراً يتناسب مع الاسم الذي اختار أصحاب المشروع إطلاقه عليها.


مقالات ذات صلة

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ شعار وكالة «ناسا» (رويترز)

ترمب يرشح جاريد إيزاكمان لرئاسة «ناسا»

رشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اليوم الأربعاء جاريد إيزاكمان لقيادة إدارة الطيران والفضاء (ناسا).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق صورة رادارية تكشف عن قاعدة عسكرية مهجورة في غرينلاند (ناسا)

إنجاز علمي جديد... «ناسا» ترصد «مدينة تحت الجليد» مدفونة في غرينلاند

كشفت صورة رادارية التقطها علماء «ناسا» أثناء تحليقهم فوق غرينلاند عن «مدينة» مهجورة من حقبة الحرب الباردة تحت الجليد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق رواد الفضاء ماثيو دومينيك ومايكل بارات وجانيت إيبس يعقدون مؤتمراً صحافياً في مركز جونسون الفضائي في هيوستن (أ.ب)

بعد 8 أشهر في الفضاء... رواد «ناسا» يرفضون الإفصاح عن شخصية من أصيب منهم بالمرض

رفض 3 رواد فضاء تابعين لـ«ناسا» انتهت مهمة طويلة قاموا بها في محطة الفضاء الدولية بالمستشفى، الشهر الماضي، كَشْفَ مَن منهم كان مريضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.