دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، اللبنانيين إلى أن «يعملوا متكاتفين لتسهيل عودة النازحين السوريين إلى بلادهم». واعتبر هذه الدعوة «لا تنمّ عن حقدٍ أو بغضٍ، بل للتخفيف من الإرهاق الاقتصادي والفلتان الأمني والاعتداءات والسرقات»، لافتاً إلى أن السوريين «ينافسون اللبنانيين على لقمة عيشهم».
جاء كلام الراعي من مدينة زحلة في البقاع اللبناني التي زارها أمس، وبدأ جولته الرعوية من مطرانية سيدة النجاة للروم الكاثوليك، حيث أبدى دعمه الكامل وتأييده للمشاريع الإنمائية، ونوّه بـ«ثقة أهل زحلة بمجلسهم البلدي الذي يعمل لإيجاد فرص عمل»، وقال: «نعلن تضامننا معكم في الصرخة التي أطلقتموها في قضية النزوح السوري، فهم (النازحون) ينافسون اللبنانيين على لقمة عيشهم، ولا يمكننا أن نهجر شعبنا لأننا نقوم بعمل خير مع إخوتنا».
وأضاف البطريرك الماروني، إن «مساحة سوريا أكبر من مساحة لبنان بـ18 مرة، ولا يمكننا انتظار همّة الدول لحل هذه المشكلة، فهذه الدول لا تهتم إلا بمشاريعها السياسية، علينا أن نعمل معا متكاتفين لتسهيل عودتهم إلى بيوتهم، لا حقداً ولا بغضاً». وأشار إلى أنه «فضلاً عن الاقتصاد الإرهاقي الذي نعاني منه، هناك الفلتان الأمني والاعتداءات والسرقات التي تهز بلدنا».
وشدد الراعي على أنه «لا يمكن للمؤسسات الدولية الدخول إلى المناطق والتعاطي مع النازحين من دون المرور بالبلديات، ونحن سنرفع الصوت بهذا الشأن». وتابع: «شعبنا بحاجة إلى تطمين معنوي وإلى وجود سلطة عامة تهتم به». ورأى أنه «في ظل عجز السلطات (الرسمية) عن إتمام دورها، نقول إنه بإمكان البلديات الأخذ على عاتقها الكثير من القضايا وإتمام عدد من الأمور ذات المنفعة العامة».
ووصف البطريرك الماروني مدينة زحلة بأنها «نموذج لعيش الشركة والتكامل، وهذا يشكل أجمل عمل راعوي ومسكوني للكنيسة». وأردف قائلاً: «من المؤكد أننا نعيش صعوبات كثيرة في لبنان، والناس تنظر إلى الكنيسة لأنها الرجاء والمحبة، وتسألها المساعدة، نحن نتفهم هذا الأمر، ونود المساعدة وفق هذه المرحلة الصعبة على المستويات كافة»، مشدداً على ضرورة «مساعدة الأجيال الجديدة التي بدأت تفقد الأمل بلبنان، ونقول لهم إن الوطن لهم، وليس للغريب الذي يحقره ويهزمه».
الراعي يدعو اللبنانيين إلى التكاتف لإعادة السوريين
الراعي يدعو اللبنانيين إلى التكاتف لإعادة السوريين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة