3 قتلى في صدامات بدارفور والبشير يدعو للمصالحة

الرئيس السوداني قال إنه يرفض الإغاثة والمساعدات الدولية

TT

3 قتلى في صدامات بدارفور والبشير يدعو للمصالحة

لقي عدد من الأشخاص مصرعهم وجرح آخرون في أحداث عنف بين القوات السودانية ونازحين في إقليم دارفور، أثناء محاولة السلطات تفريق مظاهرة، رافضة لزيارة كان مقرراً أن يقوم بها الرئيس عمر البشير لمخيم نازحين، ومخاطبتهم هناك، بيد أن السلطات أقامت اللقاء الجماهيري الرئاسي في منطقة بليل القريبة من المكان.
وأعربت بعثة حفظ السلام الأممية في دارفور (يوناميد) عن قلقها البالغ إزاء الاشتباكات بين القوات الحكومية والنازحين في مخيم «كلمة» الشهير قرب حاضرة جنوب كردفان نيالا. وقالت، أمس، في بيان صحافي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن الاشتباكات أدت إلى مقتل ثلاثة نازحين على الأقل وإصابة نحو 26، فيما قالت تقارير إعلامية إن عدد القتلى بلغ خمسة.
ويقوم الرئيس عمر البشير بجولة في إقليم دارفور منذ الاثنين الماضي، تهدف لدعم حملة جمع السلاح التي أطلقها في يوليو (تموز) الماضي، وزار خلالها عدداً من مدن ومناطق ولايات غرب وجنوب دارفور، ووجه خطابات لسكانها نقلتها مباشرة أجهزة الإعلام الحكومية.
وحثت البعثة الأممية الأطراف المتنازعة «على التحلّي بأقصى قدر من ضبط النفس»، وتعهدت ببذل «كلّ ما في وسعها للخفض من حدّة التصعيد»، ونقل البيان عن الممثل الخاص المشترك للبعثة «جريمايا ماما بولي»، قوله: «أدعو جميع الأطراف المعنيين بهذا الوضع إلى استعادة الهدوء في أقرب وقت ممكن، فالحلّ السلمي للخلافات هو السبيل الوحيد للمضي قدماً بالنسبة إلى شعب دارفور».
من جهتها، نددت حركات مسلحة ونشطاء بما أطلقوا عليه «المجزرة التي ارتكبت في معسكر كلمة»، واعتبر زعيم حركة تحرير السودان مني أركو مناوي في بيان اطلعت عليه الصحيفة ما حدث أمس في كلمة امتداداً لـ«المجازر» التي تقوم بها ما سماه «الميليشيات الحكومية» ضد أهل دارفور.
تجدر الإشارة إلى أن بيان «يوناميد» ذكر أن فريقاً تابعاً لبعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في إقليم «يوناميد» يعمل في معسكر «كلمة» لمساعدة السلطات المحلية على علاج المصابين، والعمل على حل المسألة سلمياً مع الحكومة الولائية وقادة النازحين.
ووقعت الاشتباكات أثناء قيام قوات الحكومة السودانية بتفريق نازحين تجمعوا للاحتجاج على زيارة الرئيس عمر البشير لإقليم دارفور، وإلقاء خطاب في المعسكر «كلمة»، الذي لا يسمح لقاطنيه بدخوله، ويشكل قلقاً للسلطات الحكومية.
واستخدمت السلطات المحلية مروحية لنقل الرئيس البشير إلى موقع اللقاء الجماهيري الذي أقيم في منطقة بليل القريبة والمتداخلة معه، إثر رفض النازحين المقيمين فيه زيارة الرئيس، ونظموا تجمعات احتجاجية ترفض الزيارة.
ولم تبث أجهزة الإعلام الرسمية كلمة الرئيس للحشد الجماهيري الذي نظم بالقرب من معسكر كلمة، بيد أنها نقلت كلمته في منطقة شطايا، التي انتقل إليها من هناك مباشرة، لكن وزير الدولة بالإعلام ياسر يوسف ذكر في إفادة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أن التلفزيون القومي سيبث خطاب البشير مسجلاً.
وأشاد البشير بالحشد الذي استقبله في منطقة شطايا، أمس، وبالاتفاق والصلح الذي توصل له المواطنون هناك، وتعهد بتنمية المنطقة مشترطاً قبول أهلها للسلام بقوله: «أعطونا الأمن نعطِكم التنمية»، كما تعهد بالعمل على إعادة النازحين في المعسكرات إلى قراهم ومدنهم وتوفير الحماية لهم، معلناً رفضه لتلقي الإعانات والمساعدات الدولية.
وشدد البشير على أن قرار جمع السلاح نهائي دون رجعة، بقوله إن «جمع السلاح قرار نهائي لأن السلاح لن يكون إلا في يد القوات المسلحة، وبعد نهاية هذه المرحلة سيكون حمله جريمة يعاقب عليها القانون».
ووجه البشير بضم قوات من المنطقة إلى «قوات الدعم السريع»، باعتبارها قوات قومية، تعمل على حفظ الأمن في الحدود مع ليبيا وإثيوبيا.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.