لقي عدد من الأشخاص مصرعهم وجرح آخرون في أحداث عنف بين القوات السودانية ونازحين في إقليم دارفور، أثناء محاولة السلطات تفريق مظاهرة، رافضة لزيارة كان مقرراً أن يقوم بها الرئيس عمر البشير لمخيم نازحين، ومخاطبتهم هناك، بيد أن السلطات أقامت اللقاء الجماهيري الرئاسي في منطقة بليل القريبة من المكان.
وأعربت بعثة حفظ السلام الأممية في دارفور (يوناميد) عن قلقها البالغ إزاء الاشتباكات بين القوات الحكومية والنازحين في مخيم «كلمة» الشهير قرب حاضرة جنوب كردفان نيالا. وقالت، أمس، في بيان صحافي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن الاشتباكات أدت إلى مقتل ثلاثة نازحين على الأقل وإصابة نحو 26، فيما قالت تقارير إعلامية إن عدد القتلى بلغ خمسة.
ويقوم الرئيس عمر البشير بجولة في إقليم دارفور منذ الاثنين الماضي، تهدف لدعم حملة جمع السلاح التي أطلقها في يوليو (تموز) الماضي، وزار خلالها عدداً من مدن ومناطق ولايات غرب وجنوب دارفور، ووجه خطابات لسكانها نقلتها مباشرة أجهزة الإعلام الحكومية.
وحثت البعثة الأممية الأطراف المتنازعة «على التحلّي بأقصى قدر من ضبط النفس»، وتعهدت ببذل «كلّ ما في وسعها للخفض من حدّة التصعيد»، ونقل البيان عن الممثل الخاص المشترك للبعثة «جريمايا ماما بولي»، قوله: «أدعو جميع الأطراف المعنيين بهذا الوضع إلى استعادة الهدوء في أقرب وقت ممكن، فالحلّ السلمي للخلافات هو السبيل الوحيد للمضي قدماً بالنسبة إلى شعب دارفور».
من جهتها، نددت حركات مسلحة ونشطاء بما أطلقوا عليه «المجزرة التي ارتكبت في معسكر كلمة»، واعتبر زعيم حركة تحرير السودان مني أركو مناوي في بيان اطلعت عليه الصحيفة ما حدث أمس في كلمة امتداداً لـ«المجازر» التي تقوم بها ما سماه «الميليشيات الحكومية» ضد أهل دارفور.
تجدر الإشارة إلى أن بيان «يوناميد» ذكر أن فريقاً تابعاً لبعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في إقليم «يوناميد» يعمل في معسكر «كلمة» لمساعدة السلطات المحلية على علاج المصابين، والعمل على حل المسألة سلمياً مع الحكومة الولائية وقادة النازحين.
ووقعت الاشتباكات أثناء قيام قوات الحكومة السودانية بتفريق نازحين تجمعوا للاحتجاج على زيارة الرئيس عمر البشير لإقليم دارفور، وإلقاء خطاب في المعسكر «كلمة»، الذي لا يسمح لقاطنيه بدخوله، ويشكل قلقاً للسلطات الحكومية.
واستخدمت السلطات المحلية مروحية لنقل الرئيس البشير إلى موقع اللقاء الجماهيري الذي أقيم في منطقة بليل القريبة والمتداخلة معه، إثر رفض النازحين المقيمين فيه زيارة الرئيس، ونظموا تجمعات احتجاجية ترفض الزيارة.
ولم تبث أجهزة الإعلام الرسمية كلمة الرئيس للحشد الجماهيري الذي نظم بالقرب من معسكر كلمة، بيد أنها نقلت كلمته في منطقة شطايا، التي انتقل إليها من هناك مباشرة، لكن وزير الدولة بالإعلام ياسر يوسف ذكر في إفادة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أن التلفزيون القومي سيبث خطاب البشير مسجلاً.
وأشاد البشير بالحشد الذي استقبله في منطقة شطايا، أمس، وبالاتفاق والصلح الذي توصل له المواطنون هناك، وتعهد بتنمية المنطقة مشترطاً قبول أهلها للسلام بقوله: «أعطونا الأمن نعطِكم التنمية»، كما تعهد بالعمل على إعادة النازحين في المعسكرات إلى قراهم ومدنهم وتوفير الحماية لهم، معلناً رفضه لتلقي الإعانات والمساعدات الدولية.
وشدد البشير على أن قرار جمع السلاح نهائي دون رجعة، بقوله إن «جمع السلاح قرار نهائي لأن السلاح لن يكون إلا في يد القوات المسلحة، وبعد نهاية هذه المرحلة سيكون حمله جريمة يعاقب عليها القانون».
ووجه البشير بضم قوات من المنطقة إلى «قوات الدعم السريع»، باعتبارها قوات قومية، تعمل على حفظ الأمن في الحدود مع ليبيا وإثيوبيا.
3 قتلى في صدامات بدارفور والبشير يدعو للمصالحة
الرئيس السوداني قال إنه يرفض الإغاثة والمساعدات الدولية
3 قتلى في صدامات بدارفور والبشير يدعو للمصالحة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة