غارات إسرائيلية على «مخزن حزب الله» قرب مطار دمشق

TT

غارات إسرائيلية على «مخزن حزب الله» قرب مطار دمشق

أعلنت دمشق استهداف طائرات إسرائيلية مواقع قرب مطار دمشق الدولي، من غير الإفصاح عن الأهداف، فيما تحدث معارضون و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن أن الغارات استهدفت مستودع أسلحة تابعاً لـ«حزب الله» اللبناني قرب مطار دمشق الدولي.
وأعلن ناشطون معارضون أن انفجارات متتالية هزت محيط المطار جرّاء 3 غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت المنطقة، فيما نشرت بعض الحسابات على مواقع التواصل صور حرائق، قالت إنها «ناتجة عن غارات جوية إسرائيلية، استهدفت مواقع ومستودعات ذخيرة للجيش السوري وحزب الله قرب مطار دمشق».
لكن «المرصد» أكد أن الانفجارات التي سُمِعَت في العاصمة وضواحيها، ناجمة من قصف إسرائيلي استهدف مستودعات أسلحة لـ«حزب الله» اللبناني قرب مطار دمشق الدولي. ونقل عن مصادر متقاطعة تأكيدها أن القصف جرى بواسطة صواريخ طائرات حربية كانت تحلق خارج الأجواء السورية، وتسبب الاستهداف في تدمير وأضرار في مكان سقوط الصواريخ.
وذكرت قناة «الميادين» اللبنانية المقربة من النظام السوري أن صاروخين أصابا منطقة قرب مطار دمشق فجر الجمعة في هجوم قالت إنه ربما من تنفيذ طائرات حربية إسرائيلية من خارج حدود سوريا. كما تحدثت شبكة «الإعلام الحربي السوري» على «فيسبوك»، عن أن أحد وسائط الدفاع الجوي أطلقت صاروخاً باتجاه أحد الصاروخين الإسرائيليين، فيما نقلت صفحة «دمشق الآن» القريبة من النظام، عن مراسلها في ريف دمشق، أن صاروخاً سقط في نقطة قرب مطار دمشق الدولي.
وقال ناشطون معارضون إن مطار دمشق الدولي الذي تكرر استهدافه بضربات جوية وصاروخية إسرائيلية، يستخدم لنقل الأسلحة جواً من إيران إلى سوريا، وبعض الأسلحة تعود إلى «حزب الله» اللبناني. واستهدفت إسرائيل مواقع قرب مطار دمشق في وقت سابق، كان آخرها في 27 أبريل (نيسان) الماضي، وقيل إن القصف استهدف مستودعاً تابعاً لـ«حزب الله» في المكان.
وتقول إسرائيل إنها قصفت قوافل الأسلحة المتجهة للجيش السوري النظامي وحليفه «حزب الله» المدعوم من إيران نحو 100 مرة خلال الخمس سنوات الماضية.
ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت إسرائيل مرات كثيرة أهدافاً سورية أو أخرى لـ«حزب الله» في سوريا، آخرها في السابع من سبتمبر (أيلول)، حين طال القصف موقعاً عسكرياً في غرب سوريا يضم مركزاً للبحوث العلمية ومعسكر تدريب يستخدمه مقاتلون من «حزب الله» وإيرانيون يقاتلون إلى جانب قوات النظام.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.