لافروف يدعو واشنطن لقتال «النصرة» والتنسيق ضد «داعش» شرق سوريا

TT

لافروف يدعو واشنطن لقتال «النصرة» والتنسيق ضد «داعش» شرق سوريا

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الاتصالات مستمرة بين العسكريين الروس والأميركيين؛ بهدف تفادي الصدام خلال تنفيذ عملية تحرير الرقة من جانب، وتحرير دير الزور من جانب آخر.
وقال لافروف بعد لقائه الثاني خلال يومين مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في نيويورك، إن الأزمة السورية أخذت الجزء الأكبر من الوقت خلال المحادثات، وأشار إلى أنه بحث مع تيلرسون الاتصالات حول سوريا، بينما «يعمل العسكريون من البلدين للاتفاق على الخطوات الضرورية كي لا يتضرر هدف التصدي للإرهاب».
ومع إشارته إلى أن الوجود الأميركي في سوريا «غير شرعي» على عكس التواجد العسكري الروسي الذي جاء «بموجب طلب من السلطات الشرعية»، قال لافروف: إن الوجود الأميركي هناك أمر واقع «ونرى أنه يمكن استخدام هذا الواقع في الحرب على الإرهاب، بموازاة العمليات التي تنفذها القوات الحكومية بدعم من القوات الجوية الروسية».
ودعا وزير الخارجية الروسي الولايات المتحدة إلى التصدي كذلك لـ«جبهة النصرة»، وقال: إنه «براغماتي للغاية عندما يركز المشاركون في هذه العملية جهودهم على التصدي لـ(داعش)»، وأضاف: «اليوم ذكّرت زميلي الأميركي بأن (جبهة النصرة) أيضاً تنظيم إرهابي، ويجب القضاء عليها. وأقر تيلرسون بأن الأمر كذلك، وعبر في الختام عن أمله بأن ينعكس هذا الإقرار في الممارسات على الأرض».
من جانبه، أكد تيلرسون، أن الولايات المتحدة وروسيا تعملان على إيجاد مجالات للتعاون في سوريا. وقال في حوار تلفزيوني أمس «نحن نعرف ما هي المسائل الأكثر أهمية اليوم، ونواصل البحث عن مجالات التعاون، التي تشكل اهتماما مشتركا لبلدينا. ونركز على تدمير (داعش) في سوريا، واستقرار الوضع هناك (...) نريد أن نكون على يقين بأن الحرب الأهلية لن تتجدد هناك»، وأشار إلى أنه «لدى روسيا والولايات المتحدة مهمات مشتركة في سوريا، لكن أحيانا نختلف في تكتيك تنفيذ تلك المهام»، وأضاف: «لدينا مصالح مختلفة، إلا أننا نعمل على الكثير بصورة جدية في سوريا».
وجاءت حادثة قصف «قوات سوريا الديمقراطية» في دير الزور وحفزت محادثات أميركية - روسية بين العسكريين والسياسيين في محاولة للتوصل إلى صيغة عمل مشترك جديدة «كي لا تتكرر حادثة دير الزور».
وفيما يبدو أنها معالم اتفاق جديد بين الجانبين، قال مصدر دبلوماسي - عسكري روسي مطلع لوكالة «ريا نوفوستي»: إن القوات الأميركية أبدت موافقة مبدئية على الانسحاب من قاعدة التنف، لكن لم تحدد الفترة التي يمكن أن تنفذ خلالها الانسحاب. ويعود التنافس الأميركي - الروسي على التنف إلى صيف العام الماضي، حين قامت قوات روسية باستهداف قاعدة للمعارضة السورية المدعومة من الولايات المتحدة. حينها عقد عسكريون روس وأميركيون محادثات عبر دارة تلفزيونية توصلوا خلالها إلى اتفاق حول حدود مناطق عمليات كل طرف لتفادي الصدام مجدداً، بما في ذلك بين النظام والمعارضة. وتجدد الخلاف حول تلك القاعدة بعد قصف أميركي لميليشيات تقاتل إلى جانب النظام السوري كانت قد اقتربت من قاعدة التنف في مايو (أيار) الماضي، وتجاوزت خطوط الفصل التي حددتها اتفاقية مايو 2016.
إلى ذلك، ما زالت فرنسا مصرّة على المضي قدما في اقتراح الرئيس إيمانويل ماكرون حول تشكيل آلية جديدة للتسوية السورية وتأسيس مجموعة اتصال دولية بهدف تفعيل الجهود السياسية للتسوية السورية. وقالت سيلفي بيرمان، سفيرة فرنسا في موسكو في تصريحات أمس، إن مجموعة الاتصال ستضم مبدئيا الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، بما في ذلك روسيا، موضحة أنه «لم يتم بعد اتخاذ القرار النهائي بشأن من سيكون ضمن مجموعة الاتصال (...) وتجري مفاوضات في نيويورك حاليا بهذا الخصوص».
وأكدت أن باريس ترى أهمية الانتقال إلى التسوية السياسية للأزمة السورية. وكانت موسكو أعلنت رفضها تشكيل مجموعة الاتصال، وشدد لافروف عقب محادثاته في موسكو مؤخرا مع نظيره الفرنسي جان إيف لورديان، على أهمية التمسك بالآليات التي تم تأسيسها سابقا لتسوية الأزمة السورية، بما في ذلك المجموعة الدولية لدعم سوريا، وتفعيل عمل تلك الآليات عوضا عن تشكيل آليات جديدة. وعقد دبلوماسيون روس وفرنسيون محادثات في جنيف في محاولة لإيجاد قواسم بين الاقتراح الفرنسي والمبادرات الروسية حول سوريا، ولم تصدر أي تصريحات عقب تلك المشاورات.


مقالات ذات صلة

لافروف يتهم الغرب بالسعي إلى وقف إطلاق النار لإعادة تسليح أوكرانيا

العالم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي في أثينا 26 أكتوبر 2020 (رويترز)

لافروف يتهم الغرب بالسعي إلى وقف إطلاق النار لإعادة تسليح أوكرانيا

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الدول الغربية، الاثنين، بالسعي إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في أوكرانيا بهدف إعادة تسليح كييف بأسلحة متطورة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية السفينة الحربية الأوكرانية التركية «كورفيت آضا» (موقع ديفينس تورك نت)

أوكرانيا أجرت تجارب على سفينة حربية أنتجتها بشكل مشترك مع تركيا

أكملت البحرية الأوكرانية بنجاح الاختبارات على السفن الحربية «هيتمان إيفان مازيبا» من نوع «كورفيت» فئة «آضا» التي تشارك تركيا في تصنيعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا المرشد الإيراني علي خامنئي يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران العام الماضي (موقع خامنئي)

روسيا: دعوات إلى دعم إيران ترافقها تلميحات رسمية

لافروف اتهم تل أبيب بـ«محاولة توريط» واشنطن، وأشاد بسلوك طهران «المسؤول»... ومعلقون روس يحذرون من خسارة موسكو «حليفاً مهماً» إذا تلقت إيران ضربة استراتيجية.

رائد جبر (موسكو)
المشرق العربي ديمتري بيسكوف أدان اغتيال إسرائيل زعيم «حزب الله» حسن نصر الله في بيروت (إ.ب.أ)

الكرملين يدين اغتيال نصر الله ويحذّر من زعزعة الوضع الإقليمي

قال الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف، الاثنين، إن التطورات المتصاعدة في لبنان أدت إلى «زعزعة استقرار المنطقة بشكل كبير».

رائد جبر (موسكو)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يلقي كلمة أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك (أ.ف.ب)

لافروف: الشرق الأوسط على شفا «حرب شاملة»

حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الجمعة، من أن الشرق الأوسط على شفا «حرب شاملة» مع قيام إسرائيل بشن هجمات على «حزب الله» في لبنان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.