علماء أميركيون يطورون «ميزاناً للحكمة» الفردية

أداة علمية جديدة لتقييم مستواها لدى الإنسان

TT

علماء أميركيون يطورون «ميزاناً للحكمة» الفردية

طور باحثون أميركيون بكلية الطب في مدينة سان دييغو أداة علمية جديدة أطلقوا عليها اسم «ميزان سان دييغو للحكمة» (SD - WISE)؛ بهدف تقييم مستوى الفرد من الحكمة، استناداً إلى مفهوم الحكمة بوصفها توليفة من الخصائص البيولوجية العصبية والخصائص النفسية. ونشروا نتائج دراستهم في عدد هذا الشهر من مجلة «جورنال أوف سايكتريك ريسيرتش» المعنية بأبحاث الطب العقلي.
وقال الدكتور ديليب جيستي، البروفسور في الطب العقلي وعلوم الأعصاب المشرف على التطوير: إن «هناك عدداً من القياسات لتقييم مستوى الحكمة لدى الفرد، إلا أنها لا تشتمل على نماذج من الخصائص البيولوجية العصبية النامية. ويتضمن ميزان الحكمة الجديد هذه الخصائص. وإننا نؤمن بأن الميزان ربما يكون مفيداً في العمليات الإكلينيكية».
ودرس فريق البحث بيانات عن 524 شخصاً من سكان سان دييغو تراوحت أعمارهم بين 25 و104 سنوات، شاركوا في دراسة سابقة تسمى «تقييم الهرم الناجح»، ودققوا في الجوانب الجسدية والإدراكية والنفسية للنجاح في العيش مع تقدم العمر. وكان عدد النساء أكثر قليلاً من نصف المشاركين، وثلاثة أرباعهم من البيض من غير العرق اللاتيني، وغالبيتهم من المؤهلين جامعياً، وكان متوسط العمر لديهم 58 سنة. وقورن ميزان الحكمة الجديد بمقياسين سابقين يوظفهما العلماء لتقييم الحكمة.
وتفترض النظريات العلمية المنطلقة من عمليات تصوير الأعصاب وغيرها من الدراسات، أن الحكمة تتحدد بستة أنواع من النطاقات يرتبط كل نطاق منها بمنطقة معينة في المخ. وعلى سبيل المثال، فإن سلوكيات مثل التعاطف وروح الإيثار والتعاون الاجتماعي ترتبط بقشرة الفص الجبهي الموجود في مقدمة الدماغ. ومن النطاقات الأخرى لقياس الحكمة: اتخاذ القرارات الاجتماعية ومعرفة عيش الحياة انطلاقاً من مبادئ براغماتية، ضبط المشاعر، التفكير والتأمل وفهم النفس، رحابة الصدر تجاه القيم المتنوعة، وأخيراً القدرة على التعامل بشكل فاعل مع المسائل المبهمة في الحياة. وقد نجح ميزان الحكمة الجديد في قياس خمسة من هذه النطاقات.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.