يعتبر خبراء الاستفتاء الكردي المرتقب حول الاستقلال وسيلة ضغط لإعادة التفاوض مع بغداد حيال حصة الأكراد الاقتصادية والسياسية أكثر منه بداية لتقسيم البلاد. في يوليو (تموز) الماضي، قال ممثل أربيل في طهران ناظم دباغ لوكالة الصحافة الفرنسية إن الاستفتاء يهدف إلى «تسوية المشاكل مع العراق» وليس «الانفصال». وحتى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أشار إلى أن الاستفتاء لا يعني إعلان الاستقلال، بل بداية «محادثات جدية» مع بغداد.
ويوضح كريم باكزاد، من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (إيريس)، لوكالة الصحافة الفرنسية أن «مسعود بارزاني يريد الحصول على مزايا شاملة» في حين لا يزال هناك الكثير من القضايا الشائكة. ويضيف المختص بالشأن العراقي أن بارزاني يطالب «بدور سياسي واقتصادي أكبر والاعتراف بحق الأكراد في استغلال النفط وتصديره من الشمال». ويأمل رئيس الإقليم من مساعدة أكبر من الولايات المتحدة، خصوصا في الشق العسكري. ويشير المدرس نوزاد محمد في السليمانية إلى أن حكومة الإقليم، ومنذ أشهر: «تؤكد أنها تعيش في أزمة» وقامت بتخفيض رواتب الموظفين. ويضيف «كنت أتقاضى مليونا ومائتي ألف دينار عراقي شهريا (860 يورو تقريبا)، والآن لا يصلني إلا 400 ألف دينار».
وبالتالي، فإن أولوية أربيل هي إعادة التفاوض، من موقع قوة، على «دفع حصة كردستان في الموازنة الوطنية، والتي تم حظرها حاليا بسبب تصدير النفط من جانب واحد من قبل الإقليم دون المرور عبر بغداد، كما وميزانية البيشمركة»، بحسب ما يرى باكزاد.
والقضية الكبيرة الأخرى، هي المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد، بما فيها من ثقل ديموغرافي للعرب والأكراد. وقد وسعت كردستان بالفعل أراضيها، وسيطرت قوات البيشمركة على مناطق خارج حدودها بالاستفادة من تراجع المتطرفين في الشمال. وفي تلك المناطق، حيث خلفت المعارك ضد تنظيم داعش أعدادا كبيرة من القوات شبه العسكرية الشيعية والكردية والسنية والتركمانية، فإن شبح الطائفية والاشتباكات بين الأقليات تبرز من جديد. وتتجه الأنظار حاليا إلى كركوك، المحافظة الغنية بالنفط التابعة لبغداد، حيث تجتمع كل العناصر التي يمكن أن تفجر الوضع. وقد قرر مجلس المحافظة التي تضم أقليات عدة، شمولها بالاستفتاء المرتقب. وفي المقابل، أقالت بغداد المحافظ الكردي نجم الدين كريم، الذي يرفض ترك منصبه. وتدور شائعات في المحافظة، مفادها أن جميع المكونات فيها بدأت بعملية التسلح، فيما يتأهب عدد كبير من القوات شبه الحكومية في أنحاء البلاد، في إطار الحرب ضد تنظيم داعش. وحذر هادي العامري، الأمين العام لمنظمة «بدر» المنضوية في الحشد الشعبي، من أن استفتاء إقليم كردستان قد يجر إلى «حرب أهلية»، داعيا الجميع إلى منع التداعيات السلبية للاستفتاء.
وطفت على السطح التناقضات بين الأحزاب السياسية الكردية. وفي هذا الإطار، يقول المتحدث باسم الجماعة الإسلامية المقربة من إيران في السليمانية ريبوار خضر إنه «قبل الاستفتاء، يجب تنشئة الظروف الداخلية الكردية، وبدء حوار جدي مع دول الجوار كي تقوم بمساندتنا».
خبراء: استفتاء كردستان وسيلة ضغط
خبراء: استفتاء كردستان وسيلة ضغط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة