حذر خبراء من أن مضخات الحقن المستخدمة في المستشفيات حول العالم بها عيوب يمكن استغلالها من جانب قراصنة إلكترونيين لتغيير الجرعات التي تُعطى للمرضى.
واكتشف الخبير الأمني سكوت غايو ثمانية عيوب مختلفة في جهاز ضخ الحقن «ميد فيوشن 4000»، الذي تصنعه شركة «سميث ميديكال» للمنتجات الطبية.
ودفع هذا الاكتشاف وكالة الأمن القومي الأميركية إلى إصدار تحذير بشأن مخاطر هذه المضخات.
وتعتزم شركة «سميث ميديكال» إصلاح هذه الأجهزة بحلول عام 2018، وأكدت أنه «من غير المرجح بشكل كبير» أن يستغل أي قراصنة هذه العيوب.
- وضع معقد
وتستخدم أجهزة حقن السوائل عن طريق الوريد، التي حللها غايو، في المستشفيات لإمداد المرضى بجرعات محددة من العقاقير والدم والمضادات الحيوية، وغيرها من السوائل المهمة.
وتُستخدم هذه المضخات أيضاً خلال العمليات الجراحية لضمان بقاء المرضى تحت تأثير المخدر، وكذلك في أجنحة حديثي الولادة لعلاج الأطفال المولودين مبكراً.
وجعلت هذه الثغرات التي اكتشفها غايو الأجهزة عرضة لمجموعة من الهجمات الإلكترونية المعروفة، إذ إن هذه الأجهزة لم تتعرف على هوية الأشخاص الذين يتصلون بها إلكترونياً، ولم تتمكن من فرز الأوامر التي أرسلت إليها لضخ السوائل.
وأفادت وكالة الأمن القومي الأميركية بأن أي شخص ينجح في استغلال هذه العيوب، يمكنه «الدخول غير المصرح به (للمضخة)، والتأثير على وظيفتها الأساسية».
وأوضحت أن هذا الأمر قد يسمح للمهاجمين بالسيطرة على أجهزة الاتصال الخاصة بالمضخة، والتحكم في أنظمتها.
وأقرت الوكالة الأميركية بأن هناك «برمجيات خبيثة عامة ومعروفة» استهدفت بشكل واضح عيوب المضخات، لكنها أكدت أنه يجب على المستشفيات البحث في طريقة استغلال البرمجيات لهذه الثغرات للتعرف على مدى الخطورة التي تشكلها.
وأكدت شركة «سميث ميديكال»، في بيان لها، أنه لا توجد خطورة كبيرة لأي ضرر قد تسببه هذه العيوب لأن ذلك يتطلب وجود «مجموعة من الظروف المعقدة غير المواتية»، قبل أن يتمكن أي مهاجم من إساءة استخدام المضخات.
وقبيل إصدار «سميث ميديكال» التحديث الخاص بالبرمجيات، في يناير (كانون الثاني) المقبل، الذي يهدف إلى إصلاح هذه العيوب، قدمت الشركة إرشادات حول أسلوب تغيير إعدادات المضخات المعيبة للحد بصورة أكبر من فرص استغلالها من جانب القراصنة.
واعتذرت الشركة عن أي إزعاج قد يسببه اكتشاف هذه العيوب لعملائها.
ويأتي التحليل الخاص ببرمجيات هذه المضخات بعد فترة قصيرة من اكتشاف عيوب في أكثر من 745 ألف جهاز لتنظيم ضربات القلب من الممكن استغلالها في اختراق هذه الأجهزة.