يحظى كثير من الموسيقيين والمغنيين الألمان بشعبية كبيرة ورواج واسع النطاق؛ لذا فإن عددا من الفنانين قرروا في الوقت الحالي أن يستغلوا تأثيرهم داخل المجتمع الألماني لنشر رسالة موجهة ضد التطرف السياسي.
وقامت مجموعة من الفنانين ينتمون إلى مختلف أطياف فن الموسيقى بإنتاج ألبومات غنائية لتذاع على المنصة الإلكترونية «ديموتيبس»، إضافة إلى فيديو يشرح الرسالة التي تحملها أغانيهم. وتهدف المبادرة إلى تدعيم الديمقراطية ومواجهة التيار الشعبوي. واستخدم كثير من المغنيين ألبوماتهم للدعوة إلى إجراء حوار يتسم بالهدوء والتعقل، أو تقديم رسائل تحمل روحا إيجابية وتدعو إلى التوافق والوحدة. وفي هذا الصدد، هناك أغنية لمغني البوب إنجو بوهلمان وعنوانها «جيلاسنهيت» التي تعني الهدوء أو الرزانة.
واستخدم آخرون أغانيهم لتوجيه الانتقادات إلى جوانب معينة من السياسيات الألمانية، وعلى سبيل المثال طرح فريق «سيلي» لأغاني الروك الذي يقيم في ألمانيا الشرقية أغنية عن دور ألمانيا بصفتها منتجا ومصدرا بارزا للأسلحة، تحت عنوان «كيف يمكنني أن أحب دولة مثل هذه؟»، بينما أسهم فريق «رهوندا» الغنائي - والذي يقدم موسيقى تعرف باسم «نيو سول» التي تدخل في إطار موسيقى البوب - أغنية تعرف باسم «قمة السفاهة» في إشارة لقمة العشرين التي استضافتها مدينة هامبورج مؤخرا.
بل إن بعض هذه الألبومات اتخذت خطوات أكثر جرأة، حيث خاطبت بشكل مباشر الشعبويين من التيار اليميني ومؤيديهم (وأحيانا أثارت عداءهم)، ويعبر ألبوم «كيف تنهب البرازيل» لفريق غنائي مستقل عن رسالة احتجاجية.
وتثير الأغاني الأصلية الوعي بالمخاوف السياسية للمبدعين الألمان، أو على الأقل مخاوف أولئك الذين يعارضون الشعبوية، ونشرت منصة «ديموتيبس» بالفعل أكثر من عشرين أغنية مقدمة لها على موقعها، والذي يعلن ترحيبه بإسهامات الفنانين من جميع مستويات الشهرة.وأسست المبادرة المغنية والمنتجة الألمانية آن دي وولف، وهي من هامبورج، بالاشتراك مع المنتج والمخرج تورستن إيشتن، وتم إطلاق شعار على المبادرة يقول: «كل شريط أغانٍ يمثل احتجاجا».
وقالت دي وولف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنها اضطرت إلى تدشين هذا المشروع بعد انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وأضافت إن «الانتخابات الأميركية بينت بوضوح ما الذي يمكن أن يحدث عندما تنشط مجموعة صغيرة من المواطنين، وتتكتل أو أن تذهب للإدلاء بأصواتها في صناديق الاقتراع، وهذا يوضح كيف تصبح الديمقراطية هشة».
الأغاني سلاح الفنانين الألمان ضد التعصب
مبادرة لنشر ألبومات إلكترونية لمكافحة الشعبوية
الأغاني سلاح الفنانين الألمان ضد التعصب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة