تونس تنتج 16 مليون قنطار من الحبوب خلال موسم 2016 ـ 2017

TT

تونس تنتج 16 مليون قنطار من الحبوب خلال موسم 2016 ـ 2017

حسم محصول الحبوب في تونس لموسم 2016 - 2017 الجدل الذي حدث بين تقديرات الحكومة التي تحدثت عن صابة تزيد على 17 مليون قنطار، وتوقعات نقابات الفلاحين التي اعتبرت الأرقام الرسمية مبالغة، وأن الصابة لا تزيد على 14 مليون قنطار في أحسن الحالات.
ووفق الحصيلة النهائية التي أوردتها وزارة الفلاحة التونسية والموارد المائية والصيد البحري، فإن الإنتاج الإجمالي التونسي من الحبوب بلغ 16.02 مليون قنطار مقابل 12.876 مليون قنطار فقط خلال الموسم 2015 - 2016.
وكانت التقديرات الأولية قد توقعت صابة هذا الموسم بنحو 17.86 مليون قنطار، وهو ما خلف جدلا بين مختلف الأطراف المتدخلة في القطاع الفلاحي حول طريقة تقدير الصابة من موسم إلى آخر وحقيقة تلف نحو 10 في المائة من صابة الحبوب في كل موسم خلال مراحل جمع الحبوب ونتيجة طريقة نقلها وخزنها قبل توجيه معظمها نحو الاستهلاك المحلي.
وفيما يتعلق بالتفاصيل المتعلقة بصابة الحبوب لهذا الموسم، فقد أكد محمد علي بن رمضان مدير الزراعات الكبرى بالإدارة العامة للإنتاج الفلاحي بوزارة الفلاحة، على أن صابة هذا الموسم توزعت بين 9.509 مليون قنطار من القمح الصلب و1.534 مليون قنطار من القمح اللين، أما إنتاج الشعير فقد قدر بنحو 4.764 ملايين قنطار وبقية الصابة موزعة بين أصناف أخرى أغلبها موجه للاستهلاك الحيواني.
ووفق المصادر الحكومية الرسمية نفسها، فقد استأثرت مناطق الإنتاج في الشمال الممطر (باجة وجندوبة والكاف وسليانة وبنزرت وزغوان) بتوفير النصيب الأوفر من إجمالي الصابة، وذلك بما لا يقل عن 12.3 مليون قنطار، ولم تتجاوز المردودية في الهكتار الواحد عن 17.7 قنطار مقابل 11.54 مليون قنطار خلال الموسم المنقضي، وهي مردودية ضعيفة مقارنة مع حصيلة مواسم فلاحية جيدة ترتفع فيها إلى أكثر من 30 قنطارا في الهكتار الواحد.
أما مناطق الإنتاج في ولايات - محافظات - الوسط والجنوب فقد بلغ إنتاجها 3.8 مليون قنطار بمردود في الهكتار الواحد لا يزيد على 13 قنطار. وبالنسبة للمساحات السقوية البالغة نحو 77.6 ألف هكتار، فقدر إنتاجها بـ2.183 مليون قنطار وهو ما يمثل نسبة 13 في المائة من مجموع الإنتاج الإجمالي من الحبوب وبمعدل مردودية يصل إلى 34 قنطاراً في الهكتار.
وفي هذا الشأن، قال عبد المجيد بن حسن (مهندس فلاحي) إن الإنتاج المحلي المسجل غير كاف لسد مجمل الحاجيات الوطنية من الحبوب المقدرة بنحو 30 مليون قنطار وتبقى تونس مضطرة لاستيراد جزء مهم من احتياجاتها الضرورية من وراء البحار وخاصة من بلدان الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن كل ارتفاع على مستوى الإنتاج المحلي من الحبوب سيكون له أثر إيجابي على حجم العملة الصعبة الموجهة لاستيراد الحبوب.
وخلال الموسم الفلاحي 2016 - 2017، لم تكن معدلات تساقط الأمطار كافية في تونس لضمان صابة حبوب جيدة تتجاوز حدود 20 مليون قنطار مثلما عرفته بعض المواسم الاستثنائية، ولذلك تأثرت عدة مناطق إنتاج بحالة الجفاف التي تواصلت لأشهر خلال فصلي الشتاء والربيع الماضيين.
وكانت المساحات المتضررة جراء الجفاف في حدود 415.5 ألف هكتار من بين نحو مليون هكتار مبذورة، أي نحو 38 في المائة من المساحات المرتبطة بتساقط الأمطار التي توزعت على سبع ولايات - محافظات وشملت زغوان والكاف وبنزرت وبن عروس وسليانة والقيروان، وهو ما كان له أثر سلبي على الحصيلة النهائية من الحبوب.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.