مباحثات مغربية ـ أميركية شملت الشراكة ومكافحة الإرهاب ونزاع الصحراء

الوزير بوريطة التقى تيلرسون وكوشنر ضمن سلسلة اجتماعات في واشنطن

مباحثات مغربية ـ أميركية شملت الشراكة ومكافحة الإرهاب ونزاع الصحراء
TT

مباحثات مغربية ـ أميركية شملت الشراكة ومكافحة الإرهاب ونزاع الصحراء

مباحثات مغربية ـ أميركية شملت الشراكة ومكافحة الإرهاب ونزاع الصحراء

أجرى ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون المغربي، أول من أمس، في واشنطن، مباحثات مع كبار المسؤولين الأميركيين، حول العلاقات المغربية - الأميركية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
واستقبل بوريطة في البيت الأبيض من طرف جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس دونالد ترمب، بحضور دينا باول، المستشارة المساعدة لشؤون الأمن الداخلي، وجيسون غرينبلات مساعد الرئيس ترمب والممثل الخاص في المفاوضات الدولية. وشكل هذا اللقاء مناسبة للتنويه بالدور الريادي الذي يضطلع به العاهل المغربي الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، في نشر السلم والوئام والاستقرار في الشرق الأوسط.
واجتمع بوريطة في بداية زيارته لواشنطن مع ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأميركي. كما أجرى أيضا بمقر وزارة الخارجية الأميركية،، مباحثات مع كل من ديفيد ساترفيلد، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، وتيري وولف، المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة «داعش».
وتناولت مباحثات بوريطة مع المسؤولين الأميركيين حصيلة وآفاق الشراكة الاستراتيجية المتعددة الأبعاد القائمة بين الرباط وواشنطن، وعلى الخصوص تقييم اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين التي دخلت حيز التنفيذ في 2006، ومبادرة الحوار الاستراتيجي التي تم إطلاقها في 2012، وسبل تعزيز هذه الشراكة أكثر على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية وفي مجال مكافحة الإرهاب. كما تناولت هذه المباحثات الوضع في المنطقة المغاربية خصوصا الملف الليبي، وكذا الوضع في منطقة الساحل، ونزاع الصحراء.
في السياق ذاته، اجتمع بوريطة في واشنطن مع رئيسي لجنتي الخارجية بمجلس الشيوخ ومجلس النواب في الكونغرس الأميركي، بوب كوركر وإيد رويس، كما أجرى مباحثات مع السيناتور بين كاردين، كبير الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
وقال بوريطة، في تصريحات، إن هذه اللقاءات كانت مناسبة لتأكيد العلاقات القوية التي تجمع الولايات المتحدة بالمملكة المغربية، والتي أرساها العاهل المغربي الملك محمد السادس مند توليه الحكم على أسس قوية واستراتيجية، تتمثل في إبرام اتفاق التجارة الحرة المبرمة قبل عشر سنوات، والحوار الاستراتيجي الذي أطلق منذ سنة 2012، مبرزا أن هذه الدينامية تتجسد أيضا من خلال التعاون الأمني والعسكري والثقافي.
وأكد بوريطة، أن زيارته لواشنطن شكلت مناسبة كذلك، للتأكيد على أهمية هذه الآليات في مجال العمل الثنائي وضرورة تدعيمها، مع الأخذ بعين الاعتبار السياق العالمي والإقليمي الجديد.
وأشار الوزير إلى أن المسؤولين الأميركيين، سواء بالكونغرس أو في وزارة الخارجية، أكدوا أهمية العلاقات مع المغرب، منوهين بالدور الذي يقوم به العاهل المغربي على المستوى الإقليمي خصوصا في أفريقيا وعلى صعيد العالم العربي.
وأبرز أن هذه المباحثات كانت فرصة للتنويه بالمغرب كنموذج في مجال الإصلاحات السياسية والاقتصادية، تحت قيادة الملك محمد السادس، وكذا الاعتراف بالدور الذي تقوم به المملكة المغربية في مكافحة الإرهاب، ليس فقط من الجانب الأمني والعسكري، ولكن وفق المقاربة الشمولية التي اعتمدها المغرب والتي تحظى بالاعتراف على المستوى الدولي، مشيرا إلى أن مباحثاته مع كبار المسؤولين في واشنطن تطرقت أيضا إلى قضية الصحراء، حيث تم التأكيد على الموقف الثابت للإدارة الأميركية منذ سنوات، الذي يصف مخطط الحكم الذاتي بالصحراء، المقترح من طرف المغرب، بـ«الواقعي والجدي وذي المصداقية».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».