إبطال آلاف الألغام الأرضية والبحرية في ميدي ومينائها

التحالف العربي زود الجيش اليمني بتقنيات متطورة لمسح وتطهير الأراضي المحررة... والحديدة الهدف المقبل

TT

إبطال آلاف الألغام الأرضية والبحرية في ميدي ومينائها

دخلت الأوضاع في مدينة ميدي اليمنية الساحلية القريبة من الحدود السعودية، في تطورات ميدانية مهمة، وسط تقدم قوات الجيش اليمني في أجزاء واسعة من المدينة، وتحديداً في جهتها الشرقية، مسنودة بطيران قوات التحالف العربي الداعم للشرعية.
وأعلن مسؤول كبير في الجيش اليمني لـ«الشرق الأوسط»، أن الطاقم الهندسي التابع للمنطقة العسكرية الخامسة، تمكن من نزع وانتشال آلاف الألغام الأرضية والبحرية في المناطق التي تم تحريرها داخل مدينة ميدي الساحلية.
وقال الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد الركن عبده مجلي، إن ميليشيات الانقلاب عمدت إلى زرع ألغام في عدد من مساكن المواطنين التي تم إخلاؤها بالقوة الجبرية، وعلى الطرقات، وفي مناطق الصحراء المجاورة لمدينة ميدي الساحلية.
وأوضح مجلي في اتصال هاتفي أجرته معه الصحيفة، أن الجيش اليمني يواصل في هذه الأثناء مهمة تطهير الأراضي المحررة داخل مدينة ميدي، عقب أن زودته قوات التحالف العربي بتقنيات متطورة لمساعدته في عمليات المسح.
وسيحدث استكمال تحرير مدينة ميدي الساحلية من ميليشيات الانقلاب، نقلة نوعية واستراتيجية في إطار المعركة التي تخوضها قوات الجيش اليمني مع الميلشيات الانقلابية، لكثير من الاعتبارات.
وتبرز 5 أهداف استراتيجية خلف العملية القائمة في مدينة ميدي الساحلية، التي لطالما استخدمها الانقلابيون في تهديد أمن اليمن والسعودية على حد سواء، من خلال جعلها نقطة لاستقبال الأسلحة والذخائر والصواريخ المهربة عن طريق البحر.
وأمام ذلك، يشرح العميد الركن عبده مجلي، الأهمية الاستراتيجية للعملية القائمة في ميدي الآن، حيث يقول إن تحريرها بالكامل من شأنه أن «يقطع طرق الإمدادات عن الميليشيات، كما سيسهم ذلك في التقرب نحو مديرية حيران التابعة لمحافظة حجة، وستشكل عملية تحرير ميدي انطلاقاً لاستكمال تحرير مديرية حرض، كما ستكون الطريق الأهم والمهم في استكمال تحرير محافظة حجة وتحرير محافظة الحديدة ومينائها الاستراتيجي».
ووقعت الجهة الشرقية في مدينة ميدي الساحلية بقبضة الجيش الوطني اليمني، حيث وصف مجلي ما جرى بأنه بـ«الانتصار الكبير»، الذي تم بإسناد من طيران ومدفعية قوات التحالف العربي.
وفيما تواصل وحدات الجيش اليمني تقدماتها في المدينة الساحلية، يواصل الطاقم الهندسي التابع للمنطقة العسكرية الخامسة في مهام مسح وتطهير الأراضي المحررة.
وقال الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية إن قوات التحالف العربي قدمت أدواراً لوجيستية كبيرة، من خلال تزويدها للوحدات الخاصة بأجهزة متطورة في نزع الألغام.
وقدر العميد ركن عبده مجلي، أعداد الألغام التي تم رفعها وانتشالها بـ«الآلاف». وقال إن الميليشيات عمدت إلى زرع ألغام أرضية كما قامت بزرع ألغام بحرية مقابل سواحل المدينة.
وعما إذا كان هناك جدول زمني محدد لاستكمال تحرير ما تبقى من المناطق الساحلية التي تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية، لفت مجلي إلى أن هناك «خططاً استراتيجية معدة من قبل رئاسة هيئة الأركان والقادة المعنيين وبإشراف مباشر من الرئيس عبد ربه منصور هادي... هذه الاستراتيجية يسير الجيش الوطني بالتعاون مع التحالف في إطار خطة زمنية محددة الأهداف لتحقيقها، وذلك بهدف إبعاد الانقلابيين من حرض وبقية المحافظات المسيطر عليها».
وكان الجيش اليمني قد أعلن عن تطهيره مبانٍ ومواقع جديدة في مدينة ميدي الساحلية وطرد ميليشيات ‏الانقلابيين منها.
وأوضح مصدر عسكري أن قوات من الجيش شنَّت، أمس، عملية اقتحام وتطهير مبانٍ جديدة في ‏أحياء المدينة الغربية أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.‏
وأشار المصدر في بيان بثه الموقع الإلكتروني للمنطقة اليمنية العسكرية الخامسة على شبكة ‏التواصل الاجتماعي (فيسبوك) إلى وقوع أسير من عناصر الميليشيات بيد الجيش، تم الزج به ‏للقتال في صفوفها بعد اختطافه من بلدته في محافظة حجة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.