أعلنت منظمة العفو الدولية (أمنستي)، أمس، أن هجمات جماعة بوكو حرام النيجيرية المتطرفة أوقعت في الأشهر الخمسة الفائتة، أي منذ شهر أبريل (نيسان)، نحو 400 قتيل مدني، أي «أكثر من ضعف» حصيلة الأشهر الخمسة السابقة.
وقالت المنظمة الحقوقية، في بيان لها، إن «ازدياد الهجمات والاعتداءات الانتحارية من قبل (بوكو حرام) في الكاميرون ونيجيريا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 381 مدنياً في الأشهر الخمسة الماضية»، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، أمس.
وأضاف البيان أنه «من شهر مايو (أيار) حتى شهر أغسطس (آب)، بلغ عدد الضحايا المدنيين 7 أضعاف الحصيلة المسجلة في الأشهر الأربعة التي سبقت. وفي شهر أغسطس وحده، أحصي سقوط 100 قتيل في صفوف المدنيين»، في نيجيريا.
ولفتت المنظمة المتخصصة في الدفاع عن حقوق الإنسان إلى أن «العدد الفعلي (للضحايا) أكبر، على الأرجح، لأنه لم يتم تسجيل كل الهجمات بالضرورة».
وذكر البيان أن الزيادة الحادة في حجم الخسائر البشرية في صفوف المدنيين ناجمة عن زيادة الهجمات الانتحارية التي تنفذها غالباً سيدات وفتيات في شمال شرقي نيجيريا، بالإضافة إلى شمال الكاميرون.
كان الجيش النيجيري قد قال مراراً إن بوكو حرام «انهزمت»، غير أن الجماعة نفذت في الشهور الأخيرة سلسلة من التفجيرات الانتحارية، وغيرها من الهجمات، على مدن وفريق يعمل في التنقيب عن النفط. وأفادت مصادر عسكرية، الجمعة الماضي، أن متطرفي الحركة اقتحموا مخيماً للنازحين على الحدود بين نيجيريا والكاميرون، وقتلوا 11 شخصاً كانوا قد نزحوا جراء أعمال العنف التي يرتكبها المتمردون.
ودخل مقاتلو «بوكو حرام» المخيم الواقع في بانكي، على الحدود بين نيجيريا والكاميرون، الذي يضم 45 ألف نازح، واستخدموا السكاكين لطعن الضحايا حتى الموت.
من جانبه، قال اليوني تيني، مدير مكتب المنظمة في غرب ووسط أفريقيا: «ترتكب (بوكو حرام) مجدداً جرائم حرب على نطاق كبير بهدف واحد، هو قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص»، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية.
يشار إلى أن 2.3 مليون شخص قد نزحوا نتيجة عنف «بوكو حرام» حول منطقة بحيرة تشاد، التي تشمل مناطق من نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر، كما أنهم في حاجة ماسة للمساعدة الإنسانية.
بدوره، قال مجلس اللاجئين النرويجي، اليوم، إن نحو 800 ألف طفل (أقل من 5 أعوام) يعانون من سوء تغذية حاد في منطقة بحيرة تشاد، أي ضعف العدد الذي تم تسجيله العام الماضي.
وفي نيجيريا فقط، يواجه ما لا يقل عن 5.2 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي، بينهم 50 ألفاً يعيشون بالفعل في ظروف مشابهة للمجاعة.
وقدمت بريطانيا، الخميس الماضي، 200 مليون جنيه إسترليني (220 مليون يورو)، على مدى 5 سنوات، لنيجيريا لمساعدتها في مكافحة الجماعة، وفق ما ذكرته وزارة الخارجية البريطانية. وزار وزير خارجية بريطانيا، بوريس جونسون، مايدوغوري (عاصمة ولاية بورنو النيجيرية)، حيث التقى أشخاصاً يعملون على مكافحة الجماعة المتطرفة. وقال الوزير البريطاني، في بيان: «في مايدوغوري، التقيت ضحايا أعمال عنف (بوكو حرام)، خصوصاً الأشخاص الذين أصيبوا بقنابل أو رصاص»، وأضاف: «رأيت أيضاً أشخاصاً أجبروا على الفرار من ديارهم بسبب العنف والفقر».
يذكر أن الحركة المتطرفة تتواجه في نيجيريا مع الحكومة منذ سنوات، حيث قتل 20 ألف شخص على الأقل في أعمال العنف المستمرة منذ 2009.
منظمة العفو الدولية: هجمات «بوكو حرام» أودت بحياة 400 مدني منذ أبريل
تنفذ غالباً من قبل سيدات وفتيات في نيجيريا والكاميرون
منظمة العفو الدولية: هجمات «بوكو حرام» أودت بحياة 400 مدني منذ أبريل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة