بدأت شركة البريد والبرق والهاتف النمساوية المملوكة للدولة، منذ عام 2009، تقليص عدد موظفيها، وهي اليوم تسعى لتسريح 22 ألف موظّف لا تحتاج إليهم، نتيجة تقلص خدماتها أمام المنافسة الحادة من وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وتطبيقات الهواتف الجوالة الذكية، فأضحى قطاع واسع لا يحتاجها إلا لتوصيل طرود في مواسم الأعياد وهدايا «عيد الميلاد» بوجه خاص.
من جانب آخر، لا تزال الشركة نشطة في نقل مراسلات رسمية كتلك التي تنقلها بين المصارف وعملائها، ومراسلات المحاكم على سبيل المثال بجانب دورها الفاعل لتوصيل طلبات التسوق أون لاين، خصوصاً مع زيادة التسوق الإلكتروني. وعدا ذلك، فنادراً ما تعمل الشركة بالانتشار نفسه السابق، حين كانت الوسيلة الأولى لتوصيل الرسائل على أنواعها.
وقد دفع نقص الحاجة للخدمات البريدية، الحكومة النمساوية لإغلاق معظم مكاتب البريد، والاعتماد على عدد رئيسي أقل من السابق. وفي هذا السياق، فإنّ معظم الأحياء بركن قصي، يخصص لخدمات البريد داخل صيدلية أو مقر مصرف، لا أكثر.
من جانب آخر، حُوّل عدد من فائض الموظفين لسد نقص في هيئات ومؤسسات حكومية، بما يتناسب ومؤهلاتهم، كملء وظائف إدارية، وسد فجوات بما في ذلك بمدارس ثانوية تحتاج لمساعدين يقومون بخدمات إدارية.
ومن القطاعات التي استقبلت عدداً من ذلك الفائض للقيام بأعمال مكتبية، رئاسة الشرطة ووزارة العدل، ووزارة المالية، ممّا اعتبر نعمة بدلاً من الانتظار في البيت بحالة تعرف بـ«انتظار مكالمة»، أي يظلّ الموظف في حال انتظار وترقب مكالمة هاتفية توجهه للقيام بإتمام معاملة معينة أو سد فراغ في مهمة بعينها، وغالبية هؤلاء ممّن هم أقرب لسن المعاش وفضلوا الاستمرار في الخدمة بدلاً من الخروج بمكافأة مالية.
من جانبه، رفع رجل من مدينة بونغاو عمره 82 سنة، شكوى ضد شركة البريد أخيراً، متهماً إياها بإزعاجه بدعوى أنّ الشركة ولثلاث مرات متتالية، طلبت منه أن يبعث لها نسخة من جواز سفره ونسخة بتوكيل لتحويل معاشه، وهذا لم يحدث في الموعد المتفق عليه مطلقاً.
وكانت شكاوى في الفترة الأخيرة قد توالت على الشركة المنكوبة، بعد سرقة حقيبة من حقائبها الصفراء، تحمل 400 وثيقة، ما بين خطابات وطرود ودوريات تركها ساعي البريد (كما جرت العادة)، أمام باب عمارة سكنية كان قد دخلها لتوزيع ما بحوزته لسكانها، ولدى خروجه لم يجد للحقيبة أثراً، في حادثة غريبة من نوعها.
«البريد» في النمسا تسعى لتسريح 22 ألف موظف
لتقلص خدماتها أمام المنافسة الحادة من وسائل التواصل الاجتماعي
«البريد» في النمسا تسعى لتسريح 22 ألف موظف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة