«فتح» تندد بمنح مستوطنين سلطات إدارية في الخليل

جندي إسرائيلي في المدينة القديمة بمدينة الخليل في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
جندي إسرائيلي في المدينة القديمة بمدينة الخليل في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
TT

«فتح» تندد بمنح مستوطنين سلطات إدارية في الخليل

جندي إسرائيلي في المدينة القديمة بمدينة الخليل في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
جندي إسرائيلي في المدينة القديمة بمدينة الخليل في الضفة الغربية (إ.ب.أ)

نددت حركة «فتح» أمس السبت، بمنح إسرائيل المستوطنين الإسرائيليين في الخليل جنوب الضفة الغربية سلطة إدارة شؤونهم.
وقال الناطق باسم الحركة عضو المجلس الثوري، أسامة القواسمي، في بيان صحافي، إن القرار الإسرائيلي «خطير جدا ويمثل نسفا لكل الاتفاقيات الدولية الموقعة وتطبيقا عمليا لنظام عنصري». وأضاف القواسمي أن القرار «محاولة لترسيخ فصل قلب مدينة الخليل وبلدتها القديمة، ومحاولة لتنفيذ مخطط التهويد للبلدة القديمة برمتها».
وطالب القواسمي بالتحرك الفوري والعاجل على المستويات الرسمية والشعبية والقانونية والدبلوماسية لوقف هذا الإجراء «الذي ينذر بكارثة حقيقية ستقع على مدينة الخليل وسكانها وتاريخها»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
كما طالب الناطق باسم فتح المجتمع الدولي بـ«ضرورة التحرك الفوري لمنع هذه الإجراءات العنصرية والمدمرة والمنافية للقوانين الدولية والاتفاقيات الموقعة».
وكانت السلطات الإسرائيلية منحت الجيب الاستيطاني في وسط الخليل، الذي يقيم فيه نحو 800 مستوطن إلى جانب 250 ألف فلسطيني، سلطة إدارة شؤونه البلدية.
وقال الجيش، في بيان في هذا الشأن، إنه وقع أمرا بتعزيز سلطات المستوطنين، الذين كانوا يسيرون شؤونهم اليومية عبر مجلس يمثل إدارة محلية، ولم تكن له صفة قانونية.
وذكر الجيش أنه «بموجب هذا الأمر سيتم تشكيل مجلس يمثل سكان الحي اليهودي الاستيطاني في الخليل، ويوفر خدمات بلدية لهم في مجالات مختلفة».
ويعتبر القانون الدولي المستوطنات والبناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة مخالفا للقانون الدولي.
ووصف مسؤول فلسطيني القرار بأنه «الأخطر منذ عام 1967»، وأن السلطة تنظر «بخطورة بالغة للقرار، وهناك ضرورة عاجلة للتحرك السياسي والدبلوماسي، والقانوني».
وقال محافظ الخليل كامل حميد في تصريحات نقلتها الإذاعة الرسمية الفلسطينية، أمس، إن القرار «تمهيد من أجل اقتطاع وفرض السيادة الإسرائيلية، وعرقلة أي تسوية سياسية في المنطقة، وهو ما يتنافى مع كل ما يدور حول عملية السلام، وإقامة دولة فلسطينية»، مضيفا: «سيؤدي القرار إلى حالة إرباك وفوضى، وسيهدد النظام والاستقرار في كافة محافظات الوطن».
وأشار حميد إلى أن «سلطات الاحتلال مهدت لهذا القرار منذ سنوات طويلة بالعمل على عزل السكان بشتى الطرق، لينعم المستوطنون بكافة الخدمات، بقوة السلاح»، موضحا أن هذا القرار سيدفع ثمنه 40 ألف فلسطيني يعيشون في تلك المنطقة، بالإضافة إلى سكان المدينة البالغ عددهم 250 ألف مواطن، مطالبا المجتمع الدولي بالعمل على وقف هذا القرار.
وأوضح المحافظ: «هناك بلورة حاليا لمعرفة طبيعة هذا القرار، والذي قطعت حكومة بنيامين نتنياهو به شوطا كبيرا من أجل تطبيقه، من خلال سلسلة الإجراءات العسكرية المتخذة في المدينة منذ 25 عاما».
يشار إلى أن المستوطنات والبناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة يعد مخالفا للقانون الدولي.
وكانت الأمم المتحدة اعتبرت في يوليو (تموز) مدينة الخليل القديمة إرثا عالميا مهددا، مما أغضب إسرائيل ولقي ارتياحا لدى الفلسطينيين، وهو ما يفسر تخفيض رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مساهمة إسرائيل في تمويل الأمم المتحدة بمليون دولار.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.