أنقرة تنتقد مجدداً تسليح واشنطن لـ «الوحدات» الكردية

TT

أنقرة تنتقد مجدداً تسليح واشنطن لـ «الوحدات» الكردية

كشف وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي أن أكثر من ألف شاحنة محملة بالسلاح والذخائر وصلت إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، الذراع العسكرية لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» السوري خلال الأشهر الأخيرة في إطار الدعم الأميركي لـ«الوحدات» الكردية التي تتحالف معها في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي وعملية تحرير الرقة التي تشكل معقله في سوريا.
وقال جانيكلي في كلمة بمقر حزب العدالة والتنمية الحاكم في مدينة جيريسون (شمال تركيا)، بمناسبة عيد الأضحى، إن حلفاء بلادنا (في إشارة إلى أميركا) الذين يرسلون السلاح إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية يدعون أنه مخصص فقط لمحاربة تنظيم داعش.
وأضاف: «لو كان الأمر كذلك لكان يكفي نقل 80 أو 90 شاحنة سلاح، إلا أننا رصدنا أكثر من ألف شاحنة، أي ما يكفي لتجهيز جيش قوامه 50 ألف شخص».
وتابع: «حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب الكردية هو نفسه حزب العمال الكردستاني»، الذي يعتبره العالم إرهابياً، وبالتالي فإن إمداده بالسلاح يعني تسليح «حزب العمال الكردستاني».
وأضاف أن عدداً من الدول الحليفة لبلاده تطبق حظراً «مقنعاً» على بيع الأسلحة لها في الآونة الأخيرة، إلا أنها تقدم الأسلحة لميليشيات تستهدف وحدة الأراضي التركية.
وكانت تركيا رصدت دخول 112 شاحنة محملة بمعدات عسكرية عبر الحدود العراقية نحو مناطق تمركز تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» الذي تشكل «وحدات حماية الشعب» غالبية قوامه شمال مدينة الرقة.
وسبق أن أرسلت الولايات المتحدة 909 شاحنات محملة بمعدات عسكرية، إلى مناطق التنظيم، خلال الفترة من 5 يونيو (حزيران) إلى 31 يوليو (تموز) الماضيين.
وكانت واشنطن تقدمت بضمانات لأنقرة بأن الأسلحة التي تزود بها «الوحدات» الكردية لن تنتقل إلى أيدي «حزب العمال الكردستاني». كما تزودها بقوائم للأسلحة المرسلة إليها، لكن أنقرة تقول إن جانباً من هذه الأسلحة ينتقل بالفعل إلى «العمال الكردستاني»، وقدمت أدلة على ذلك لوزير الدفاع جيمس ماتيس خلال زيارته لتركيا منذ أسبوعين.
في سياق متصل، قال جانيكلي إن 5 دول، لم يسمها، أرسلت إلى تركيا منظومات دفاع جوي (باتريوت)، بسبب التهديدات المستمرة من الجانب السوري.
وأضاف أن تركيا على أهبة الاستعداد للرد على أي تهديد من داخل الأراضي السورية أو العراقية ولن تتهاون في التعامل مع تلك التهديدات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.