زعيم طالبان: القوات الأجنبية تعرقل مسار السلام في أفغانستان

مقتل 13 مدنياً في ضربات جوية أميركية

إجراءات أمنية مشددة ونقاط تفتيش على الطريق السريع خارج غزني قبل ساعات من حلول عيد الأضحى (أ.ف.ب)
إجراءات أمنية مشددة ونقاط تفتيش على الطريق السريع خارج غزني قبل ساعات من حلول عيد الأضحى (أ.ف.ب)
TT

زعيم طالبان: القوات الأجنبية تعرقل مسار السلام في أفغانستان

إجراءات أمنية مشددة ونقاط تفتيش على الطريق السريع خارج غزني قبل ساعات من حلول عيد الأضحى (أ.ف.ب)
إجراءات أمنية مشددة ونقاط تفتيش على الطريق السريع خارج غزني قبل ساعات من حلول عيد الأضحى (أ.ف.ب)

صرح زعيم طالبان، الملا هيبة الله أخوندزاده، بأن العقبة الرئيسية للسلام في أفغانستان التي مزقتها الحرب هي «الاحتلال» المستمر للبلاد من جانب القوات الأجنبية. وتأتي رسالته، أمس، تزامناً مع الاحتفال بعيد الأضحى، كما تأتي رداً على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في 20 أغسطس (آب) الحالي، عن استراتيجية جديدة لأفغانستان، مع التركيز على مكافحة الإرهاب. وقال أخوندزاده إن السياسة الأساسية لطالبان هي إيجاد «حل سلمي للقضية الأفغانية... إذا انتهى الاحتلال»، وأوضح أنه قد تم تكليف المكتب السياسي لطالبان بإيجاد هذا الحل السلمي.
ومع ذلك، رفضت طالبان الدعوات المتكررة لمفاوضات السلام من جانب الحكومة الأفغانية، وتعهدت بالقتال حتى النفس الأخير، وتحويل أفغانستان إلى مقبرة للقوات الأميركية، رداً على إعلان استراتيجية الولايات المتحدة، الذي تضمن زيادة عدد القوات المسلحة. كما دعا زعيم طالبان المنظمات غير الحكومية إلى العمل في المناطق الخاضعة لحكم طالبان.
إلى ذلك، أعلن مسؤولون محليون أفغان، أمس، مقتل 13 مدنياً من العائلة نفسها، الأربعاء، خلال الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت متمردي طالبان في شرق أفغانستان. وأشارت القوات الأميركية في أفغانستان، في بيان، إلى «أننا علمنا بحصول حادثة في منطقة بولي علم في مقاطعة لوغار مع سقوط ضحايا من المدنيين»، مضيفة أنه «فُتح تحقيق رسمي بالحادثة». وصرّح المتحدث باسم حاكم مقاطعة لوغار، سليم صالح، لوكالة الصحافة الفرنسية بأن القوات الأميركية كانت تقوم بعملية مشتركة مع نظرائها الأفغان في بلدة دشتي باري، صباح الأربعاء، عندما هاجمها متمردو طالبان.
وأضاف: «القوات الأجنبية ردت، وأجبرت طالبان على الاختباء في منازل مدنيين مجاورة، وطلبت دعماً جوياً قصف المنازل، وأوقع ضحايا مدنيين». وأشار صالح إلى «مقتل 13 شخصاً بالقصف الجوي، وإصابة 15 آخرين، جميعهم ينتمون إلى العائلة نفسها، ومن بينهم نساء وأطفال»، وقال إن «أكثر من 12 عنصراً من طالبان، بالإضافة إلى عدد من القادة، قتلوا في العملية».
وأكد المتحدث باسم الشرطة المحلية، شهبور أحمدزاي، تسلسل الأحداث، وحصيلة القتلى المدنيين الـ13، والـ15 جريحاً». وقال أحد سكان المنطقة، نزار خان كوشي، للصحافة الفرنسية، إن الضربات قتلت «مدنيين عزل، لكنها لم تقتل أياً من عناصر طالبان»، مضيفاً: «لقد انتشلنا الجثث من تحت الأنقاض ودفناها. إنه يوم مؤلم جداً بالنسبة إلينا».
وفي ظل اشتداد الصراع، يدفع المدنيون دائماً الثمن الأكبر، من جهة الخسائر البشرية، علما بأن هذا العام سُجل عدد القتلى الأكبر منذ بدء الإحصاءات عام 2009، إذ إنه بحسب أرقام الأمم المتحدة، قتل 1662 شخصاً، وأصيب أكثر من 3500 جريح، خلال النصف الأول من عام 2017. وأعلن البنتاغون، الأربعاء، وجود 11 ألف جندي أميركي حالياً في أفغانستان، وهو عدد أكبر بكثير من ذلك الذي أعلن عنه حتى الآن، وهو 8400 جندي.
وعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأسبوع الماضي، عن الوعد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية، القاضي بـ«الانسحاب من أفغانستان»، بل فتح المجال أمام إرسال آلاف الجنود إلى البلاد، وقد يصل عددهم إلى 3900 جندي إضافي، بحسب البنتاغون.


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».