كانت بملء اليد... وضاعت بلمح البصر

السهلاوي يتعرض للعرقلة في إحدى هجمات الأخضر (تصوير: عبد العزيز النومان)
السهلاوي يتعرض للعرقلة في إحدى هجمات الأخضر (تصوير: عبد العزيز النومان)
TT

كانت بملء اليد... وضاعت بلمح البصر

السهلاوي يتعرض للعرقلة في إحدى هجمات الأخضر (تصوير: عبد العزيز النومان)
السهلاوي يتعرض للعرقلة في إحدى هجمات الأخضر (تصوير: عبد العزيز النومان)

أهدر المنتخب السعودي الأول فرصة سانحة للتقدم خطوة كبيرة نحو مونديال روسيا 2018، وذلك بخسارته الصادمة وغير المتوقعة أمام المنتخب الإماراتي 2 - 1 الذي يملك آمالا ضئيلة جدا في بلوغ المونديال بالنظر إلى الحسابات المعقدة التي يتعين عليه الدخول بها.
وفي الوقت الذي احتشدت فيه آلاف الجماهير السعودية في مدرجات ملعب الشيخ هزاع بن زايد في مدينة العين ترقبا لفوز أخضر جديد في الجولة قبل الأخيرة من تصفيات المجموعة الثانية الآسيوية المؤهلة للمونديال، خيب المنتخب السعودي الآمال وورط نفسه في حسابات معقدة تحتم عليه انتظار نتيجة المواجهة المقبلة غدا بين اليابان المتصدرة (17 نقطة)، وأستراليا الثالثة (16 نقطة)، إذ إن خسارة الأولى على أرضها في المواجهة النارية ستمنح الأخضر فرصة بلوغ المونديال مرة أخرى من خلال فوزه على اليابان في المواجهة الأخيرة على ملعب الجوهرة المشعة بجدة والتأهل برصيد 19 نقطة كونه يحمل 16 نقطة في رصيده الحالي.
وتقدم المنتخب السعودي بهدف سجله نواف العابد في الدقيقة 20 من الشوط الأول من ركلة جزاء، وتعادل علي مبخوت للمنتخب الإماراتي في الدقيقة 21، قبل أن يحرز أحمد خليل هدف الفوز للمنتخب الإماراتي في الدقيقة 60.
وتقدم أحمد خليل ليقتسم صدارة هدافي التصفيات مع محمد السهلاوي مهاجم المنتخب السعودي برصيد 16 هدفا لكل منهما.
ورفع المنتخب الإماراتي رصيده إلى 13 نقطة في المركز الرابع بفارق ثلاث نقاط.
ويحتاج المنتخب الإماراتي للفوز على مضيفه العراقي في المباراة المقبلة مع خسارة المنتخب الأسترالي في مباراتيه المقبلتين أمام أستراليا وتايلاند أو خسارة المنتخب السعودي أمام اليابان في الجولة المقبلة، لتصبح أمامه الفرصة لاحتلال المركز الثالث وخوض الدور الفاصل.
يذكر أن صاحبي المركزين الأول والثاني يصعدان مباشرة لنهائيات المونديال، فيما يخوض صاحب المركز الثالث دورا فاصلا مع صاحب المركز الثالث في المجموعة الأولى، على أن يخوض الفائز منهما مباراة فاصلة مع صاحب المركز الرابع في تصفيات كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي).
والخسارة هي الثالثة للمنتخب السعودي في هذا الدور بالتصفيات، حيث فاز في خمس مباريات وتعادل في مباراة. فيما كان الفوز هو الرابع للمنتخب الإماراتي الذي تعادل في واحدة وخسر في أربع مباريات.
وكان المنتخب السعودي فاز على نظيره الإماراتي في لقاء الذهاب بثلاثة أهداف نظيفة سجلها فهد المولد ونواف العابد ويحيى الشهري.
اتضحت نيات المدير الفني للمنتخب السعودي الهولندي مارفيك الهجومية قبل بداية المباراة من خلال الأسماء أصحاب النزعة الهجومية التي اعتمد عليها في التشكيل الأساسي، بمن فيهم ظهيرا الجنب، بالإضافة إلى الأوراق الرابحة التي يحتفظ بها إلى جانبه على دكة البدلاء.
جاءت بداية المباراة سريعة من جانب الطرفين، إلا أن أصحاب الضيافة حاولوا مباغتة الأخضر، وافتتاح التسجيل، وتحصل الأبيض الإماراتي على ركلة ركنية أبعدها عبد الله المعيوف عن مرماه (2)، وواصل إسماعيل مطر ورفاقه السيطرة على منطقة المناورة، وشكلوا تهديدا صريحا على مرمى عبد الله المعيوف، في الوقت الذي حاول فيه لاعبو الأخضر ترتيب صفوفهم، ومجاراة صاحب الأرض.
وبعد مرور الدقائق العشر الأولى حضر التهديد السعودي الأول من رأسية محمد السهلاوي، حيث مرت بسلام على مرمى خالد عيسى، غير أن السيطرة دانت لصاحب الأرض بفضل تحركات إسماعيل مطر وعلي مبخوت وأحمد خليل، والأخير شكل إزعاجا مستمرا لدفاع الأخضر.
ولم يستغل محمد السهلاوي كرة عرضية من قدم الظهير الأيسر منصور الحربي حولها رأسية في أحضان حارس الإمارات خالد عيسى (17)، وتحصل نواف العابد على ركلة جزاء في أول جملة فنية منظمة بين لاعبي الأخضر، تقدم لها نفس اللاعب وركنها في الزاوية اليسرى وحارس الإمارات في الزاوية اليمنى (20).
أفراح لاعبي المنتخب السعودي لم تستمر طويلاً، بعدما تمكن مهاجم الإمارات علي مبخوت من تعديل النتيجة من كرة عرضية روضها من بين متوسطي الدفاع عمر هوساوي وأسامة هوساوي صوبها يسارية زاحفة داخل شباك عبد الله المعيوف (21).
أداء الأخضر تحسن كثيرا بعد مرور الثلث ساعة الأولى وشاطر شقيقه الإماراتي السيطرة على الميدانية، ولم يستثمر محمد السهلاوي فرصة مواتية لعودة الأفراح لمدرج الأخضر، وأهدر فرصة داخل منطقة الجزاء صوبها في أحضان الحارس خالد عيسى، وعاد السهلاوي وأهدر فرصة مواتية للتسجيل سددها بعيدة عن المرمى.
وفي الربع ساعة الأخيرة من هذا الشوط تراجع لاعبو الإمارات لمناطقهم الخلفية، واعتمدوا على الانطلاقات السريعة التي يقف خلفها علي مبخوت من الطرف الأيمن وإسماعيل مطر عن طريق العمق، إلا أن جميع هذه الطلعات الهجومية افتقدت للخطورة، ودائما ما تنتهي بين أقدام مدافعي الأخضر.
وتخلى الحظ عن محمد السهلاوي الذي لم يتعامل مع كرة أمام المرمى بالشكل المحبب للهولندي مارفيك، وحاصر لاعبو الأخضر لاعبي الإماراتي داخل ملعبهم بحثا عن هدف التقدم قبل نهاية هذا الشوط، ولم يستغل نواف العابد كرة سقطت من الحارس خالد عيسى.
وأوعز مارفيك للاعبي خط المنتصف للتسديد من خارج منطقة الجزاء في ظل إغلاق جميع المنافذ الدفاعية التي اعتمد عليها الأرجنتيني باوزا لإيقاف المد الهجومي السعودي، وتناوب على التسديد تيسير الجاسم ونواف العابد، إلا أن جميع الكرات مرت بسلام على مرمى صاحب الضيافة.
ورمى لاعبو الأخضر بكامل ثقلهم الهجومي في الرمق الأخير، بغية تحقيق هدف التقدم قبل التوجه لغرفة تغيير الملابس، إلا أن الكرة الأخيرة أمام المرمى لم تكن حاضرة، في الوقت الذي ظلت فيه الخطورة بعيدة عن مرمى عبد الله المعيوف.
ولم تختلف بداية شوط المباراة الثاني عن نهاية سابقة، وواصل لاعبو الأخضر بحثهم عن الهدف المؤهل لمونديال روسيا، غير أن الضغوط بدت واضحة على اللاعبين لكثرة الأخطاء في التمرير، وبحثهم عن أقصر الطرق للوصول لمرمى المنتخب الإماراتي.
وتسبب اندفاع لاعبي المنتخب السعودي للمناطق الأمامية في فراغات كبيرة في الصفوف الخلفية، وكاد الأبيض الإماراتي يقلب الطاولة في وجه الهولندي مارفيك من كرة أحمد خليل الذي توغل داخل منطقة الجزاء، لكنه تردد في تسديدها حتى انتهت خطورتها.
ووقفت العارضة مع أصحاب الضيافة، ورفضت هدفا محققا من رأسية المدافع السعودي عمر هوساوي بعدما حول كرة برأسه ارتطمت بالعارضة وعادت داخل منطقة الجزاء ولم تجد المتابعة (50).
وأدار الحظ ظهره للاعبي الأخضر، ومرت كرة رأسية من يحيى الشهري بجوار القائم، حتى عاقب المهاجم الإماراتي أحمد خليل لاعبي الأخضر على إهدارهم للفرص المتوالية وصوب كرة صاروخية من خارج منطقة الجزاء استقرت في شباك الحارس عبد الله المعيوف.
وبعد مرور ربع الساعة الأولى من شوط المباراة الثاني تحركت الأوراق الفنية من جانب أصحاب الأرض، وزج المدرب الأرجنتيني باوزا بلاعب محور الارتكاز سالم صالح واستغنى عن المهاجم علي مبخوت.
هدف الإمارات الثاني أصاب لاعبي الأخضر بذهول في الوقت الذي كانوا فيه قريبين من التسجيل، في المقابل منح أصحاب الدار الأفضلية ونظموا صفوفهم وتخلوا عن النهج الدفاعي الذي كانوا عليه مطلع هذا الشوط.
ورمى مدرب المنتخب السعودي الهولندي مارفيك بورقته الأولى وزج بفهد المولد بديلا عن نواف العابد لتنشيط الجهة اليمنى، وكاد الأخضر أن يعدل النتيجة من كرة عرضية مثالية، لكنها افتقدت هي الأخرى اللمسة الأخيرة أمام المرمى.
كما أشرك مارفيك سالم الدوسري بديلا عن يحيى الشهري الذي قل عطاءه في شوط المباراة الثاني، وجاء الرد من مدرب الإمارات باوزا بإشراك لاعب محور الارتكاز محمد عبد الرحمن بديلا عن أحمد برمان.
وعلى الرغم من التغييرات التي أحدثها مدربا المنتخبين فإن اللعب ظل محصورا وسط الملعب بسبب كثرة التمرير الخاطئ وفقدان الكرة من لاعبي الأخضر، وفي ربع الساعة الأخيرة تخلى مدرب الإمارات عن صانع ألعابه وقائد المنتخب الأبيض إسماعيل مطر وأشرك المدافع حبيب الفردان لتأمين خطوطه الخلفية.
وكاد المهاجم الإماراتي أحمد خليل أن يقضي على آمال المنتخب السعودي بعدما صوب كرة قوية من داخل الصندوق، لكنها اعتلت العارضة، وفي الدقائق العشر الأخيرة لم يوفق محمد السهلاوي في استغلال كرة مواتية للتعديل داخل منطقة الجزاء.
ودفع الهولندي مارفيك بورقته الهجومية الأخيرة وأشرك المهاجم ناصر الشمراني، واستغنى عن لاعب محور الارتكاز عبد الملك الخيبري، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والاحتفاظ بأمل الوصول لمونديال 2018.
ومع دخول المهاجم ناصر الشمراني توالت الطلعات الهجومية الخطرة على مرمى شقيقه الإماراتي، وتحصل الأخضر على ركلات ركنية متوالية لم يحسن اللاعبون استغلالها، في المقابل اعتمد لاعبو المنتخب الإماراتي على إغلاق مناطقهم الدفاعية والاعتماد على الكرات الطويلة المرسلة خلف المدافعين عن طريق الأطراف لاستغلال الوقت الذي يصب في صالحهم.
وفي الوقت بدل الضائع تقدم جميع لاعبي الأخضر للمناطق الأمامية، في الوقت الذي اعتمد فيه لاعبو الإمارات على الخشونة أمام المهارات الفردية، وتحصل المدافع الإماراتي محمد خميس على بطاقة حمراء بعد دخوله القوي على قدم فهد المولد.


مقالات ذات صلة

تحضيرات «خليجي 26»: الكويت تخسر من لبنان ودياً   

رياضة عربية فرحة لاعبي منتخب لبنان بأحد الهدفين في مرمى منتخب الكويت (الشرق الأوسط)

تحضيرات «خليجي 26»: الكويت تخسر من لبنان ودياً   

حقق منتخب لبنان فوزاً مثيراً على نظيره الكويتي 2-1 في المباراة الودية على ملعب «النادي الأهلي القطري»، ضمن استعدادات منتخب الكويت لبطولة «خليجي 26».

صفات سلامة (بيروت)
رياضة عربية الدكتور جورج كلاس وزير الشباب والرياضة اللبناني (الشرق الأوسط)

وزير الرياضة اللبناني: استضافة مونديال 2034 تجسيد للقيم السعودية «الثلاث» 

وجّه وزير الشباب والرياضة اللبناني، الدكتور جورج كلاس، تهنئة حارة إلى السعودية بعد نجاحها في الفوز بحق استضافة وتنظيم بطولة كأس العالم 2034.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة عالمية جود بلينغهام (رويترز)

بلينغهام يعزّز فرص الريال لانتزاع الصدارة من برشلونة

منح تراجع برشلونة متصدر دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم الفرصة لريال مدريد لانتزاع قمة الترتيب؛ إذ ستتاح الفرصة لحامل اللقب لصدارة المسابقة لأول مرة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية مدينة مراكش المغربية ستستضيف حفل توزيع جوائز الأفضل في أفريقيا (كاف)

«كاف» يعلن القوائم النهائية المرشحة لجوائزه لعام 2024

أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، الخميس، القوائم النهائية للمرشحين للحصول على جوائزه لعام 2024.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
رياضة سعودية المسؤولون السعوديون كانوا في قمة السعادة بعد إعلان الاستضافة (إ.ب.أ)

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

حققت المملكة العربية السعودية فوزاً كبيراً وعظيماً في حملتها لجذب الأحداث الرياضية الكبرى إلى البلاد عندما تم تعيينها رسمياً مستضيفاً لكأس العالم 2034، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.