منذ عام 2012، يشهد لبنان نشاطاً ترفيهياً يجمع ما بين الرياضة والبيئة معا، ألا وهو «مهرجان لبنان المائي»، في نسخته الخامسة لهذا العام، أدرج على برنامج المهرجان نشاطات كثيرة ترتبط ارتباطاً مباشراً بالرياضات المائية، وبينها التزلّج والتجديف وسباق الحسكة والغطس تحت المياه وغيرها.
ويعدّ هذا المهرجان الذي يندرج على خريطة النشاطات الرياضية في العالم، حدثاً ينتظره اللبنانيون من عام إلى آخر لما يزخر بتدريبات وتمرينات تُسهِم في التعرّف إلى مياه البحر عن كثب وكذلك في الحفاظ على بيئته.
فكما هو معروف، فإن بحر لبنان غني بثروة حيوانات مائية (سلاحف وحصان البحر)، وكذلك بآثار تهمّ الباحثين في عالم البحار ليقفوا على تفاصيل معالم مطمورة أو حادثة غرق باخرة وما شابهها.
هذا المهرجان، الذي تمتدّ نشاطاته على طول الشاطئ اللبناني ابتداء من طرابلس الشمالية، ووصولاً إلى مدينة صور الجنوبية بحيث تتوزّع على عدة مراحل، استهلَّ فعالياته في يوليو (تموز) الماضي بمسابقة دولية في الشراع واليخوت بمشاركة لاعبين من نادي «الأمير حمزة» ونادي «مارينا سبور» الأردنيين، ومن النادي اللبناني للسيارات والسياحة (ATCL) ونادي طرابلس للشراع. وفي 12 أغسطس (آب) الحالي أي في المرحلة الثانية منه جرى سباق الحسكات على شاطئ جبيل. أما المراحل المقبلة من المهرجان فستنتقل في 25 و26 و27 إلى شاطئ عمشيت الذي سيشهد مسابقة للغطس على عمق يتراوح ما بين 40 و60 متراً.
وسيصل إلى لبنان خصيصاً في هذه المناسبة اختصاصيون تابعون للاتحاد الرياضي العالمي بحيث يجرون تدريبات لهواة هذا النوع من الرياضة في اليومين الأولين (25 و26) يحصلون إثرها على شهادات رسمية تخوّلهم المشاركة في المسابقة المذكورة نهار الأحد 27 الحالي.
ومن بعدها وعلى شاطئ صور بالتحديد تقام مسابقة التزلّج والقفز على المياه تجري ليلاً في 9 سبتمبر (أيلول) المقبل ونهاراً في 10 منه.
«المهرجان صار يشكّل حدثاً عالمياً يشارك فيه محترفون من لبنان وخارجه»، توضح آنيت خوري المؤسسة للمهرجان في حديث لـ«الشرق الأوسط». وتضيف: «المهمّ في الموضوع هو أن المهرجان لا يقتصر فقط على الاستعراضات الرياضية كمادة ترفيهية بل أيضاً يسهم مساهمة مباشرة في الحفاظ على بيئتنا البحرية، بعد أن صرنا نلمس اهتماماً كبيراً من قبل أهالي وبلديات المناطق، التي تشهد هذه النشاطات فيقومون بحملات تنظيف الشواطئ استعداداً لاستقبال فعاليات المهرجان».
وفي هذا الإطار، تبيّن أن بحر صور يعدّ من الأنظف في لبنان إذ لم يصادف هواة الغطس فيه نفايات أو مواد مضرّة لبيئة مياه البحر.
وأشارت خوري إلى أن لجان دولية خاصة تشرف على نتائج المسابقات التي تندرج على برنامج «مهرجان لبنان المائي». كما ذكرت أن اللبناني مروان حريري ما زال يتصدّر مسابقة الغطس التي تجري على عمق 54 متراً، ويتخللها عروض فنيّة تأخذها لجنة الحكم بعين الاعتبار كون هذه الرياضة تعدّ فنيّة ويلزمها لياقة بدنية لحامل لقب «أفضل غطّاس».
وتجدر الإشارة إلى أن جزيرة الأرانب الواقعة على شاطئ طرابلس تعدّ مكانا يقصده هواة الغطس من لبنان وخارجه، لمشاهدة باخرة بريطانية «فيكتوريا» غرقت في مياهها في 22 يونيو (حزيران) من عام 1839. هذه الباخرة التي شكّلت حكاية غرقها واختفائها أسطورة يتداولها صيّادو الأسماك بين بعضهم، اكتشفها الغطّاس اللبناني كريستيان فرنسيس (من بلدة أنفة) في عام 2004 غارقة على عمق 140 متراً، بعد أن قرّر تصديق الأسطورة والاستماع إلى الحقائق التي كان يرويها صيادو الأسماك في تلك المنطقة. واعترفت البحرية البريطانية بوجود الباخرة بعد تأكدها من الصور الفوتوغرافية التي نقلها إليها كريستيان، الذي شارك من خلالها في معرض «الصالون الدولي لاستعراضات الغوص» في لندن.
«مهرجان لبنان المائي» يجمع بين متعة الرياضة والحفاظ على نظافة البحر
يشمل الشواطئ الممتدة من طرابلس حتى صور
«مهرجان لبنان المائي» يجمع بين متعة الرياضة والحفاظ على نظافة البحر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة