روني... هداف إنجلترا التاريخي الذي فشل في البطولات الكبرى

بوجوده مع لامبارد وجيرارد وبيكام وسكولز كان من المتوقع أن يستعيد المنتخب رونقه وكبرياءه

روني حصد ألقاباً لمانشستر يونايتد ولم يحقق شيئاً مع منتخب بلاده («الشرق الأوسط»)
روني حصد ألقاباً لمانشستر يونايتد ولم يحقق شيئاً مع منتخب بلاده («الشرق الأوسط»)
TT

روني... هداف إنجلترا التاريخي الذي فشل في البطولات الكبرى

روني حصد ألقاباً لمانشستر يونايتد ولم يحقق شيئاً مع منتخب بلاده («الشرق الأوسط»)
روني حصد ألقاباً لمانشستر يونايتد ولم يحقق شيئاً مع منتخب بلاده («الشرق الأوسط»)

أعلن وين روني، اللاعب السابق لمنتخب إنجلترا لكرة القدم، اعتزاله اللعب دوليا بعد ساعات من حديث غاري لينكر المهاجم السابق عن أن الهداف التاريخي لمنتخب بلاده لا يحظى «بالتقدير المناسب».
وروني هو آخر لاعبي الجيل الموهوب الذي ضم مجموعة تشمل فرنك لامبارد وستيفن جيرارد وديفيد بيكام وبول سكولز. وفي وجودهم كان من المتوقع أن تستعيد إنجلترا رونقها وكبرياءها وأيضا الألقاب بعد أن فشلت الدولة التي اعتبرت نفسها إحدى القوى الكبرى في عالم كرة القدم في تكرار نجاحها في كأس العالم 1966.
وعندما ظهر روني في المشهد وأحرز أربعة أهداف في بطولة أوروبا 2004 تمت المقارنة بينه وبين تأثير بيليه. وكان ينظر إلى روني، وهو أصغر لاعب يمثل إنجلترا، على أنه المنقذ الذي يستطيع تكرار ما فعله اللاعب البرازيلي مع بلاده.
وبينما فاز روني بكل البطولات على مستوى الأندية وتصدر قائمة هدافي مانشستر يونايتد عبر العصور متفوقا على بوبي تشارلتون فإن مسيرته مع إنجلترا كانت أكثر صعوبة رغم أنه أنهاها وهو الهداف التاريخي لبلاده وأكثر من مثلها على مستوى المباريات الدولية.
ومع الأهداف جاءت الإصابات، مثل الكسر الذي أثر عليه في كأس العالم 2006، إضافة إلى عدم سيطرته على أعصابه. وقال لينكر «(إنجلترا) مرت بفترة افتقرت فيها للمواهب الكبيرة، وكان هو (روني) فقط الموجود. كان يلعب مع إنجلترا في بطولات، وهو غير لائق بدنيا في أغلبها وأحيانا وهو لائق، ووسط تشكيلة لم تكن جيدة بالشكل الكافي وقد عانى قليلا من ذلك». وقال لينكر عند سؤاله عن كون روني لا يحظى بالاحترام الكافي: «نعم أعتقد ذلك. سيكون من أفضل عشرة لاعبين (بريطانيين) على الإطلاق». ومثل أغلب بقية المجموعة الرائعة واجه روني إحباط البطولات عندما كانت إنجلترا تقدم أداء متواضعا.
ويعتقد بعض النقاد أن روني مثله مثل إنجلترا لم يقدم الأداء المنتظر في البطولات الكبيرة حيث إن سجله بعد 2004 يشمل تسجيله هدفا واحدا في 11 مباراة في ثلاث مشاركات في كأس العالم. لكنه ظل الاختيار التلقائي لستة مدربين تولوا تدريب إنجلترا حتى استبعده غاريث ساوثغيت من تشكيلة المنتخب في بداية العام الحالي عندما بدا أن مسيرته مع يونايتد في طريقها للنهاية.
وهذا يعني أن آخر مباراة لروني مع إنجلترا كانت ضد اسكوتلندا في نوفمبر (تشرين الثاني) ي من العام الماضي، واعتذر بعدها عن ظهوره ثملا في إحدى حفلات الزواج في الفندق الذي كان يقيم به الفريق. وكان رد فعل روني على الكثير من إحباطات الموسم الماضي جيدا ولم يتهرب من الأسئلة حول مستقبله، مشيرا إلى أنه يريد مشاركة أخيرة مع إنجلترا في كأس العالم العام المقبل في روسيا.
والأمر الذي يثير السخرية هو الأداء الرائع للاعب البالغ عمره 31 عاما مع إيفرتون هذا الموسم وتسجيله هدفين في مباراتين، وهو ما يوحي أنه يستطيع فعل ذلك. وكان هدفه الثاني هذا الموسم في مرمى مانشستر سيتي يوم الاثنين عندما تمهل قبل أن يسدد وهو غير مراقب في مرمى المنافس، وهو ما أظهر ما الذي يمكن أن يقدمه روني الكبير في السن كمهاجم حكيم مستفيدا من الشبان حوله.
وفي أفضل حالاته كان روني يستطيع التسجيل من أي مكان، لكن سرعته تراجعت وفقدته إنجلترا بالاعتماد عليه كلاعب وسط، وهي تجربة فاشلة، حيث ودع المنتخب بطولة أوروبا 2016 من الدور الثاني أمام آيسلندا. وأدى هذا إلى رحيل المدرب روي هودجسون وليس روني الذي قال إنه سعيد باللعب في أي مكان.
ولم يظهر ذلك جليا أكثر من الليلة التي حطم فيها الرقم القياسي لتشارلتون على صعيد الأهداف مع إنجلترا بتسجيله هدفه 50 في مرمى سويسرا عام 2015. ففي غرفة خلع الملابس بعد المباراة حصل على قميص يحمل الرقم 50. وتحدث روني إلى زملائه وهو يكاد يبكي بكل تواضع واعتزاز حول «الفخر الكبير» الذي يعنيه اللعب لإنجلترا بالنسبة له. ورغم كل شيء فإن روني لم يفقد هذا الشعور حتى عندما بدأت قواه تخور. وصمد رقم تشارلتون لمدة 45 عاما، لذا فربما سيصمد رقم روني أكثر.


مقالات ذات صلة

جمهور الأهلي المصري يطالب بـ«تجديد الدماء» وإبعاد «مهدري الفرص»

رياضة عربية وسام أبو علي لاعب الأهلي  (حساب الأهلي على فيسبوك)

جمهور الأهلي المصري يطالب بـ«تجديد الدماء» وإبعاد «مهدري الفرص»

ارتفع صوت جماهير الأهلي المصري غاضباً عقب خسارة الفريق أمام باتشوكا المكسيكي، في قبل نهائي كأس القارات للأندية لكرة القدم.

محمد عجم (القاهرة )
رياضة عربية فرحة لاعبي منتخب لبنان بأحد أهدافهم الثلاثة في مرمى منتخب الكويت ودياً (الشرق الأوسط)

تحضيرات «خليجي 26»: الكويت تخسر مجدداً أمام لبنان

واصل منتخب لبنان لكرة القدم عروضه الجيدة بتحقيق الفوز على نظيره الكويتي بنتيجة 2-0 في المباراة الودية الثانية التي جمعت الفريقين على ملعب نادي قطر.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
رياضة عالمية بولونيا هزم فيورنتينا في الدوري الإيطالي (د.ب.أ)

الدوري الإيطالي: بولونيا يُسقط فيورنتينا

توقف مسلسل انتصارات فيورنتينا عند 8 على التوالي وذلك بسقوطه على أرض بولونيا.

«الشرق الأوسط» (بولونيا)
رياضة عالمية باير ليفركوزن سيواجه كولن في كأس ألمانيا (أ.ب)

«كأس ألمانيا»: القرعة تضع ليفركوزن في مواجهة كولن

يستضيف فريق باير ليفركوزن، حامل لقب بطولة كأس ألمانيا لكرة القدم، جاره كولن في دور الثمانية للمسابقة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عربية منتخب الإمارات يستعد لـ«خليجي 26» (منتخب الإمارات)

الإمارات تعول على كتيبة من لاعبي الجزيرة استعداداً لـ«خليجي 26»

يعول باولو بينتو، مدرب الإمارات، على ثنائي هجومي وحيد، إضافة لكتيبة من لاعبي الجزيرة المنافس في دوري المحترفين الإماراتي لكرة القدم لخوض منافسات «خليجي 26».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».