فيينا تفتح قلبها لفناني الشوارع

منحتهم مواقع في المدينة ليرسموا ويلونوا «قانونيا»

لوحة لفنان الغرافيتي الأسترالي لوش سوكس للرئيسين الأميركي دونالد ترمب والكوري الشمالي جونغ أون
لوحة لفنان الغرافيتي الأسترالي لوش سوكس للرئيسين الأميركي دونالد ترمب والكوري الشمالي جونغ أون
TT

فيينا تفتح قلبها لفناني الشوارع

لوحة لفنان الغرافيتي الأسترالي لوش سوكس للرئيسين الأميركي دونالد ترمب والكوري الشمالي جونغ أون
لوحة لفنان الغرافيتي الأسترالي لوش سوكس للرئيسين الأميركي دونالد ترمب والكوري الشمالي جونغ أون

بينما ترفض مدن «فن الغرافيتي» وتلاحق من يرسمون على الجدران والطرقات ويرشونها برذاذ ألوانهم تجسيدا لمعتقداتهم وأفكارهم، دعت العاصمة النمساوية فيينا، عددا من «فناني الشوارع» ومنحتهم مواقع بارزة في مناطق مفتوحة بقلب المدينة ليرسموا ويلونوا «قانونيا» ما يشاءون ضمن مهرجان فني بعنوان «شوارع حرة».
رحب عمدة فيينا المهندس ميخائيل هويبل بالفنانين المشاركين، واصفا المدينة بالانفتاح الثقافي والتنوع والتسامح والالتزام الإنساني، لهذا فهي تدعم تنوع أشكال التعبير الفني بالإضافة للمراكز الثقافية التقليدية، واصفا الكتابة والرسم على الجدران بأنهما من أشكال التعبير التي تحمل فنا ونقدا وتمردا. وعبر العمدة عن اقتناعه بأن التسامح والنقاش هما السبيل الأفضل للمضي قدما، متمنيا للمهرجان النجاح. وبالطبع لم تغفل معتمدية فيينا أن تشير في ذات الصفحة الإلكترونية التي نشرت كلمة العمدة، للتنويه أن الرسم سوف يتم في مساحات وجدران معينة وفق قواعد المدينة.
يشارك في المهرجان 7 فنانين من فرنسا وفنزويلا وألمانيا وإيطاليا بالإضافة لـ10 من النمسا كما هناك فرص للراغبين من الهواة. صباح أمس الأحد شاهد جمهور عريض بشارع ماريا اشتراسا أشهر شوارع التسوق بفيينا اشتراك عدد من هؤلاء في عمليات رسم مشترك للوحات ضخمة فاق بعضها ارتفاع 25 مترا.
يشرف على مهرجان «شوارع حرة» جاكوب كاتنر الذي كتب أطروحة نيله لدرجة الدكتوراه عن الفن الحضري في أميركا اللاتينية، وبدأ منذ عام 2014 التحضير لمهرجانات تجمع فنانين من جنسيات مختلفة لتقديم أعمالهم بهدف أن تعكس تنوع الخلفيات الثقافية المختلفة بصورة قانونية تسمح بمنح الفنانين مساحات لملء جدران وواجهات فارغة بأعمال فنية بما في ذلك بوسط المدينة وتلك المواقع التي تعتبر محرمة، موضحا أن الأمر لم يكن سهلا حتى من قبل مواطنين وسكان لم يقتنعوا بفكرة أن هؤلاء الفنانين «آلهة فن تنظر للمدن بعيون طيور».
إلى ذلك، وضمن رسومات لفنانين خارج نطاق المشاركة الرسمية للمهرجان وفي هذا الإطار رسم فنان الغرافيتي الأسترالي المعروف عالميا والمثير للجدل لوش سوكس لوحة بقناة الدانوب على صفحة حائط لجسر السويد، للرئيسين الأميركي دونالد ترمب والكوري الشمالي جونغ أون رسم لكل منهما طريقة تصفيف شعر الآخر.
من جانبه، وضمن الفعاليات الفنية التي تشهدها فيينا هذه الأيام ينظم متحف الموماك ورش عمل فنية مجانية يشارك فيها عدد من فناني الغرافيتي. بدورها استضافت أرض المعارض نهار السبت فعالية رسم لوحة جسدية رسمت بأشكال بحرية على أجساد 253 متبرعا بلغ طولها 187 مترا مربعا.
شارك في الرسم والتلوين فريق تكون من 60 فنانا خلال 8 ساعات ومن ثم انتظم المتبرعون كمجموعة مشكلين لوحة تم تصويرها بكاميرات 3D من ارتفاع 10 أمتار وذلك مشاركة في مشروع عالمي للحفاظ على المحيطات من الآثار الضارة للتغير المناخي والصناعة والسياحة. تنشر الصورة النمساوية التي حققت رقما قياسيا ضمن روزنامة للعام القادم بعنوان Reef Calendar تحمل 12 صورة بهدف لفت النظر لأهمية المحيطات وضرورة الحفاظ على جمالها ونقائها حفاظا على الكائنات الحية التي تعيش في باطنها.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.