«سهل حشيش»... «مدينة الصفوة» ووجهة عشاق الهدوء بمصر

من أحدث المشاريع السياحية على ساحل البحر الأحمر

روعة الماضي تمتزج بالحاضر (صفحة الغردقة على فيسبوك)
روعة الماضي تمتزج بالحاضر (صفحة الغردقة على فيسبوك)
TT

«سهل حشيش»... «مدينة الصفوة» ووجهة عشاق الهدوء بمصر

روعة الماضي تمتزج بالحاضر (صفحة الغردقة على فيسبوك)
روعة الماضي تمتزج بالحاضر (صفحة الغردقة على فيسبوك)

توصف بأنها «مدينة الصفوة» ووجهة عشاق الهدوء، كونها من المنتجعات السياحية القليلة بمصر، التي يندر بها السكان المحليون أو الشقق السكنية، فكل من حولك هم سياح جاءوا من أقاصي الأرض ليستمتعوا بتجربة استثنائية من الترفيه والمتعة. هي منطقة منتجع «سهل حشيش»، جنوب الغردقة على ساحل البحر الأحمر بمصر.

هناك ستجد كل ما هو فخم ومدهش، منذ اللحظة الأولى وأنت تخطو خطواتك الأولى إلى المدينة عبر بوابة فرعونية عملاقة، كأنك تتسلل إلى معبد قديم تقف على جانبيه الأعمدة الضخمة المزدانة بالنقوش البديعة. تتراص على جانبي الممشى الذي يلي البوابة نماذج مقلدة ببراعة لتماثيل فرعونية تبدو وكأنها اصطفت خصيصا مثل حرس الشرف لتحيتك وأنت تمضي مأخوذا بكل هذا السحر والجمال. بعدها يستقبلك مجمع «إريفال بلازا» ليعيدك إلى الحاضر وفق طرز معمارية لا تقل فخامة عن نظيرتها في مصر القديمة، هنا أنت تتجول مبهورا في ساحات تشبه قصص القصور الأسطورية، ثم تتعدد أمامك الخيارات من فنادق فاخرة إلى منتجعات غاية في الرفاهية، ثم مطاعم أنيقة تفوح منها روائح مغرية. الشواطئ هناك أشبه بـ«سجادة من الرمال الذهبية الناعمة»، والمياه زرقاء تنعش الروح.

إطلالة ساحرة لسهل حشيش من أعلى (صفحة الغردقة على فيسبوك)

ووفق موقع الهيئة المصرية العامة للاستعلامات، فإن «سهل حشيش» منطقة سياحية فريدة من نوعها، حيث تقع على بُعد 25 كيلومتراً جنوب مدينة الغردقة على الشريط الساحلي للبحر الأحمر، كما تعد من أحدث المشاريع السياحية العملاقة على سواحل هذا البحر.

تضم المدينة التي تمتد على مساحة 42 كيلومتراً مربعاً وبطول 12 كيلومتراً بمحاذاة الساحل 14 فندقاً وقرية سياحية، فضلاً عن مجمع عرض سينمائي عملاق وجسر علوي يمتد داخل حدود البحر. ويمكن للسائح القادم من خارج مصر أن يصل إلى سهل حشيش مباشرة عبر مطار الغردقة الدولي الذي لا يبعد سوى 20 كيلومتراً عن المدينة.

تمتد المدينة على هيئة سهل هائل من الرمال الذهبية المنبسطة. وتتميز بسطوع أشعة الشمس طوال العام مع اعتدال درجات الحرارة التي تبقى في العشرينيات معظم شهور العام باستثناء فترة بسيطة أثناء ذروة الصيف، حين تكسر حاجز الثلاثين درجة مئوية.

روعي في تصميم المدينة أن تكون وجهة عالمية لسياحة الأثرياء التي تعد أغلى أنواع السياحة في العالم من خلال إنشاء ملعبين للجولف ومدينة فرعونية تحت الماء تعتبر الأولى من نوعها لهواة سياحة الغطس، فضلا عن مارينا لسياحة اليخوت. ويستوفي ملعبا الجولف جميع المعايير الاحترافية في هذه النوعية من الرياضة، كما توفر المدينة كثيراً من الألعاب المائية الترفيهية التي تجذب الصغار والكبار على حد سواء. وتضم تلك المدينة نماذج مقلدة لآثار فرعونية وتماثيل تجعلها أشبه ما تكون بمدينة غارقة مبهرة تشبه أفلام الخيال العلمي.

بينما تجذب مارينا اليخوت هواة الرحلات البحرية التي تبدأ منذ شروق الشمس حتى غروبها في تجربة مذهلة وسط مياه زرقاء وشواطئ خلابة. وتمتد المارينا على مساحة 1.1 مليون متر مربع وتشمل مسطحاً مائياً بمساحة 117 ألف متر مربع، بطاقة استيعابية تتجاوز 330 يختاً، بالإضافة إلى 3 فنادق حول حوض المارينا، ومنطقة ترفيهية تضم محلات للتسوق ومطاعم ومقاهي وأماكن للسهر والترفيه.

ويعد مطعم «سايجون» على رأس المطاعم التي تُجمع عليها المواقع المتخصصة في السياحة والسفر بسهل حشيش، حيث أسسته سيدة فيتنامية ليصبح أشهر مطعم متخصص في الوجبات الآسيوية الكلاسيكية. ولعشاق الطعام المصري، هناك مطاعم عدة تقدم الأكل على الطريقة الكلاسيكية المصرية مثل الفتة، وحمام محشي، وورق عنب وأنواع المحاشي الأخرى، والمكرونة البشاميل.

تضم المدينة عدداً من المنتجعات والقرى السياحية التي تملك إمكانات أكثر تطوراً على مساحات ضخمة، وتضم شواطئ خاصة ومتنزهات وملاعب مائية وخدمات ترفيهية ورياضية وتسوقية غير مسبوقة. ويعطي موقع بوكينغ أعلى التقييمات لعدد من الفنادق والمنتجعات بسهل حشيش، وتوجد وحدات فندقية حصرية للأجانب.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».