رحيل محمد عبد الجواد «شيخ الصحافيين» في مصر

عمل مستشاراً للسادات ومبارك ورحل بعد أيام من تكريمه

محمد عبد الجواد (نقابة الصحافيين المصريين)
محمد عبد الجواد (نقابة الصحافيين المصريين)
TT
20

رحيل محمد عبد الجواد «شيخ الصحافيين» في مصر

محمد عبد الجواد (نقابة الصحافيين المصريين)
محمد عبد الجواد (نقابة الصحافيين المصريين)

لم يمر وقت طويل على تكريمه في احتفالية كبرى أقامتها له نقابة الصحافيين المصرية بحضور أجيال متعددة تتلمذت على يديه، حتى رحل، الخميس، محمد عبد الجواد «شيخ الصحافيين المصريين» عن عمر ناهز مائة عام. وتشيع الجنازة بعد غد الجمعة من مسجد مصطفى محمود بحي «المهندسين» بالجيزة.

ونعى نقيب الصحافيين المصريين خالد البلشي الراحل، واصفاً إياه بـ«صاحب رحلة العطاء الطويلة في بلاط صاحبة الجلالة لمدة 77 عاماً».

ووصف المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمصر، برئاسة الكاتب الصحافي كرم جابر، الراحل بأنه «واحد من أهم الكتاب الصحافيين في مصر والعالم العربي، الذي ظل يمارس عمله حتى الرمق الأخير».

وجاءت بدايات عبد الجواد قوية ولافتة تكشف عن نوع من النبوغ المبكر، حيث تخرج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، جامعة فؤاد الأول «القاهرة حالياً» عام 1947، وسرعان ما التحق بالعمل في وكالات الأنباء العالمية، مثل «رويترز»، و«الفرنسية»، كما التحق لفترة بوزارة الخارجية المصرية، حيث عمل ملحقاً إعلامياً لبلاده في ريو دي جانيرو بالبرازيل، كما شغل المنصب نفسه بشيكاغو في الولايات المتحدة.

وكان الراحل أحد مؤسسي وكالة «أنباء الشرق الأوسط» بمصر حين ظهرت للوجود، بوصفها أول وكالة رسمية بالبلاد عام 1956، وتولى رئاسة التحرير ومجلس الإدارة بها لفترة طويلة، امتدت من 1966 حتى 1984، كما ظل وكيلاً للمجلس الأعلى للصحافة لمدة 14 عاماً.

شيخ الصحافيين محمد عبد الجواد (نقابة الصحافيين المصريين)
شيخ الصحافيين محمد عبد الجواد (نقابة الصحافيين المصريين)

واقترب «شيخ الصحافيين» من رؤساء الجمهورية، حيث تم تعيينه مستشاراً صحافياً للرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكان أحد الوجوه الثابتة في الوفد المرفق للسادات في رحلاته الخارجية، كما استمر في المنصب نفسه في بدايات حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

ونال الراحل العديد من أوجه التكريم، منها حصوله على «وسام الجمهورية» من الطبقة الأولى، كما تم تعيينه عضواً بمجلس «الشورى» في الفترة من 1981 حتى 1987، وكان عضواً بنقابة الصحافيين في الفترة من 1981 حتى 1985.

وقال حسين الزناتي، وكيل نقابة الصحافيين المصريين ورئيس تحرير مجلة «علاء الدين» التي تصدرها مؤسسة «الأهرام» الصحافية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الراحل يجسد قيمة كبرى ويعد قدوة لكل صحافي في الجدية والإخلاص والدأب والمثابرة عبر عصور مختلفة».

وأضاف: «كان الراحل بكامل لياقته وحضوره الذهني وخفة ظله وهو يتحدث في حفل نقابة الصحافيين إلى الأجيال الجديدة من أبناء مهنة البحث عن المتاعب ممن تقدموا للحصول على القيد بالنقابة».

وتابع: «من أهم ما يميز (عبد الجواد) الخبرة العملية التي اكتسبها على أرض الواقع، التي مكنته من الكتابة في مختلف الأشكال والقوالب الصحافية بمنتهى الكفاءة والاقتدار، كما نجح ابن محافظة سوهاج القادم من أعماق صعيد مصر في إتقان اللغات الأجنبية وتمثيل بلاده في العالم تمثيلاً مشرفاً».

وأوضح يحيى قلاش، نقيب الصحافيين الأسبق، لـ«الشرق الأوسط» أن «الراحل يعد جزءاً من الحياة الصحافية والسياسية بمصر، وشاهداً عياناً على عصر كامل، فهو أكثر صحافي في الوطن العربي على الأقل - إن لم يكن في العالم - شهد تحولات سياسية واقتصادية عاصفة عاشتها مصر والمنطقة».



تغريم المخرج المصري محمد سامي في «سب» الفنانة عفاف شعيب

محمد سامي  (فيسبوك)
محمد سامي (فيسبوك)
TT
20

تغريم المخرج المصري محمد سامي في «سب» الفنانة عفاف شعيب

محمد سامي  (فيسبوك)
محمد سامي (فيسبوك)

في ثاني حكم يصدر ضده خلال هذا الأسبوع، قضت محكمة «جنح أكتوبر»، الاثنين، بتغريم المخرج محمد سامي 5 آلاف جنيه (الدولار يوازي 50.62 جنيه مصري) في اتهامه بسب وقذف الفنانة عفاف شعيب، وذلك بعد يومين من صدور حكم بحبسه لمدة شهرين عن تهمتي التعدي على مدير مركز صيانة سيارات بالسب والقذف والضرب.

وكانت الفنانة عفاف شعيب قد أقامت دعوى قضائية ضد المخرج محمد سامي عقب تصريحات أدلى بها في أحد البرامج التلفزيونية، طالتها بالسب والقذف، وطالب محاميها بتعويض مادي قدره 5 ملايين جنيه.

وكشف باسم الخواجة، محامي الفنانة عفاف شعيب، عن أن الحكم بالغرامة الذي صدر يعادل الحبس، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «المحكمة المدنية ستنظر في 19 فبراير (شباط) الحالي جانب التعويض في الدعوى المدنية بعد صدور حكم محكمة الجنح»، متوقعاً أن يستأنف محامي الطرف الآخر على الحكم الصادر اليوم.

وأضاف أنه قدم شهادات طبية تؤكد أن الفنانة عفاف شعيب كانت موجودة بالمستشفى للعلاج خلال الفترة موضوع النزاع، وأنه تم استخراج شهادات من المستشفى تثبت ذلك.

وكانت النيابة العامة قد أحالت الدعوى للمحكمة المختصة بعد تحقيقات أثبتت وجود أدلة كافية لدعم اتهامات الفنانة، بعد تصريحات المخرج محمد سامي ضد عفاف شعيب بأحد البرامج ذكر فيها أنها ادعت المرض خلال تصوير مسلسل «آدم» متهماً إياها بالكذب لتصوير مسلسل آخر، ما عدّته الفنانة سباً وقذفاً في حقها وإساءة بالغة لها.

وكان سعيد شعبان، محامي المخرج محمد سامي، قد دافع عن موكله أمام المحكمة، قائلاً إن «التصريحات التي أدلى بها موكله في أحد البرامج التلفزيونية لم تكن مسيئة بل كانت رداً على أسئلة المذيعة، وأنه لم يستخدم عبارات تخدش الشرف أو الاعتبار»، وأفاد بـ«وجود كيدية من قبل الفنانة عفاف شعيب لعدم استعانة موكله بها في الأعمال التي يقوم بإخراجها».

ترجع جذور الأزمة لنحو 13 عاماً مضت خلال تصوير مسلسل «آدم» عام 2011 الذي كانت تشارك به عفاف شعيب ويخرجه محمد سامي ويؤدي بطولته تامر حسني ومي عز الدين، وتجددت الأزمة خلال تصريحات سامي في البرنامج التلفزيوني الذي عُرض رمضان الماضي.

الفنانة المصرية عفاف شعيب (موقع السينما دوت كوم)
الفنانة المصرية عفاف شعيب (موقع السينما دوت كوم)

وأبدت الفنانة عفاف شعيب ارتياحها للحكم الذي صدر اليوم، مؤكدة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكم سيكتمل بالجلسة التي تعقد بعد يومين أمام المحكمة المدنية، وأنها لن تتنازل عن حقها»، ولفتت الفنانة إلى أن «الأجواء لم تكن مريحة من البداية خلال تصوير مسلسل (آدم)، حيث كان المخرج يريد ممثلة أخرى بدلاً مني، في حين تمسك بوجودي كل من المؤلف أحمد أبو زيد والفنان تامر حسني والمنتج محمود شميس»، وفق قولها، مؤكدة أنها التزمت بعملها، واضطرت خلال التصوير لصعود سيارة الشرطة دون درج تصعد عليه رغم معاناتها من آلام الظهر، وأدى مرضها لإلغاء تصوير مشاهدها الأخيرة رغم أن معظم العاملين بالمسلسل زاروها في المستشفى خلال مرضها، بحسب قولها، موضحة أنها «أغلقت هذه الصفحة بعد انتهاء تصوير المسلسل وعرضه».

وقالت: «عملت طوال حياتي مع مخرجين كبار وصغار، ولم يكن بيننا سوى كل احترام، ولم يحدث قط أي خلافات بيني وبين أي منهم، ولكنني فوجئت بتصريحات المخرج التي اعتبرتها سباً وقذفاً في حقي وتتضمن إساءة لتاريخي الفني، وليس صحيحاً ما يقوله محاميه بل العكس هو الصحيح، فأنا سأرفض العمل معه مجدداً».