مساعد رئيس أذربيجان: نؤسس لعلاقة استراتيجية راسخة مع السعودية

حاجييف كشف لـ«الشرق الأوسط» عن اتصالات رفيعة مع إيران لتلافي التوتر

TT

مساعد رئيس أذربيجان: نؤسس لعلاقة استراتيجية راسخة مع السعودية

حكمت حاجييف مساعد رئيس أذربيجان (تصوير: يزيد السمراني)
حكمت حاجييف مساعد رئيس أذربيجان (تصوير: يزيد السمراني)

شدد دبلوماسي أذربيجاني رفيع المستوى على أن بلاده تؤسس لعلاقة استراتيجية راسخة مع السعودية، كاشفاً عن أن زيارته الرياض هذا الأسبوع تأتي في إطار بحث تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الشامل بين البلدين في المجالات كافة، وبخاصة مشروع الطاقة المتجددة.

وقال حكمت حاجييف، مساعد رئيس أذربيجان، في حوار مع «الشرق الأوسط» من الرياض، إن بلاده تريد تطوير علاقاتها مع السعودية في المجالات كافة، خصوصاً الاقتصادية والتجارية، والعمل على زيادة الاستثمارات والتعاون في مجالات الطاقة المتجددة، والزراعة والأمن الغذائي إلى جانب السياحة.

وشدد حاجييف على أن بلاده تقدر عالياً الجهود السعودية في الحفاظ على السلام والأمن العالمي، وتأمين الممرات المائية التي تعمل على تحقيق التنمية الاقتصادية في المنطقة، التي عدّها أمراً مهماً ولوجيستياً للتجارة العالمية، وقال: «هنالك منظور كبير للتعاون بين أذربيجان وآسيا الوسطى ودول الخليج، خصوصاً السعودية، ونتطلع إلى التعاون مع الرياض في الطاقة المتجددة»، مشيراً إلى مثال ناجح من خلال شركة «أكوا باور السعودية» المستثمرة في أذربيجان في مجال الطاقة.

حكمت حاجييف مساعد رئيس أذربيجان (تصوير: يزيد السمراني)

وحول الأزمة الأذرية - الأرمينية، قال حاجييف إنه «لا تزال ثماني قرى في أذربيجان تحت الاحتلال الأرمني». وأضاف: «أرمينيا تواصل مطالباتها الإقليمية ضد أذربيجان تحت اسم مختلف»، وتطرح ادعاءات وصفها بـ«السخيفة» مثل «ضمان حقوق وأمن أرمن كاراباخ من خلال مفاوضات باكو - خانكيندي في إطار الآلية الدولية، وعرقلة الاتصالات بين أذربيجان والسكان الأرمن المحليين. وبذلك تخلق أرمينيا عقبات أمام المفاوضات بشأن معاهدة السلام».

ورغم أن الهجوم الأخير على السفارة الأذربيجانية في إيران، وقتل عضو في السفارة، تسببا في توتر وسوء تفاهم بين طهران وباكو، فإن مساعد الرئيس الأذري، أفصح عن اتصالات تجري حالياً بين الطرفين على مستوى وزراء الخارجية لتلافي هذه التوترات وسوء التفاهم، متوقعاً أن يعاقَب مرتكب الهجوم على سفارة بلاده في إيران، فإلى تفاصيل الحوار:

س: بدايةً نودّ أن نسأل عن هدف زيارتكم للسعودية؟ وما المواضيع التي تجري مناقشتها؟

الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية الراسخة بين السعودية وأذربيجان، ولمزيد من التعاون في مختلف المجالات واستكشاف الفرص الجديدة، إذ إن البلدين يرتبطان بعلاقات صداقة تقليدية وتاريخية. أُرسيت أسس علاقات الشراكة طويلة الأمد بين بلدينا خلال زيارة القائد الوطني لأذربيجان حيدر علييف، للمملكة عام 1994 ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (رحمه الله). أدت الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس إلهام علييف إلى السعودية في عام 2015، وزيارة العمل إلى الرياض بهدف المشاركة في القمة العربية الإسلامية - الأميركية في عام 2017 إلى توثيق هذه العلاقات. يمكن وصف العلاقات بين البلدين اليوم بالصداقة والأخوة والشراكة. ولا ينسى شعب أذربيجان أبداً بل يقدّر تقديراً عالياً أن المملكة العربية السعودية الشقيقة أدانت العدوان العسكري لأرمينيا على أذربيجان ولم تقم علاقات دبلوماسية مع الدولة المعتدية (أرمينيا). إن موقف السعودية القائم على العدل و4 قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي، وأعراف ومبادئ القانون الدولي، والتضامن الإسلامي، هي مثال حي للعالم بأسره.

ولا ننسى أنه في التسعينات، واجه شعب أذربيجان أكبر مأساة إنسانية في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، نتيجة احتلال أرمينيا أراضينا والتطهير العرقي الذي قامت به ضد الأذربيجانيين، وأصبح أكثر من مليون شخص في بلدنا لاجئين ومشردين داخلياً. وكان دعم السعودية الشقيقة وشعبها لأذربيجان في ذلك الوقت لا يُنسى أبداً، وكما نقول «الصديق وقت الضيق»، واليوم علاقاتنا تتطور بنجاح في مختلف المجالات، ونتعاون بشكل وثيق مع المنظمات الدولية، وبلداننا يدعم بعضها بعضاً داخل حركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي والمؤسسات الدولية الأخرى، ونقدّر عالياً دور السعودية في تطوير علاقات أذربيجان مع دول مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، ونحن ندعم أيضاً استضافة السعودية معرض «إكسبو 30» ونتمنى التوفيق للمملكة في هذا الحدث المهم. ونقدّر عالياً جهود السعودية في الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة والعالم. ولطالما أدانت أذربيجان الهجمات على السعودية بالصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار التي نعدها تصرفاً غير مقبول.

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مستقبلاً الرئيس إلهام علييف رئيس أذربيجان في الرياض عام 2015 ( واس)

س: لكن هل هناك مشروع جديد للتعاون بين البلدين؟

أولاً، العلاقات بين بلدينا تتطور يوماً بعد يوم. السياحة من المجالات المهمة بالنسبة إلينا، حيث يزداد عدد الرحلات الجوية المباشرة بين أذربيجان والمملكة. وزار العام الماضي ما يقرب من 100 ألف مواطن سعودي أذربيجان، وهذه الديناميكية تزداد هذا العام. ونتوقع المزيد، وحقيقةً نحن نريد تطوير علاقاتنا مع السعودية في المجالات الاقتصادية والتجارية وزيادة الاستثمارات والتعاون في مجال الزراعة والأمن الغذائي. ونتوقع أن تشارك الشركات السعودية بنشاط في عملية إعادة إعمار الأراضي المحرَّرة في أذربيجان.

س: هل لدى أذربيجان خطة لتعزيز وتطوير العلاقات مع السعودية بشكل خاص والدول الخليجية بشكل عام؟

أذربيجان لديها علاقات تاريخية مع أعضاء مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً السعودية. بناءً على ذلك، نعتقد أن إقامة تعاون مؤسسي بين دول الخليج وأذربيجان مهمة جداً. وهناك مذكرة تفاهم حول آلية التشاور بين الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ووزارة الخارجية الأذربيجانية، ويمكننا إجراء حوار أمني بين دول الخليج وأذربيجان لمناقشة قضايا الأمن العالمي والإقليمي. علاوة على ذلك، نحن بحاجة إلى مزيد من التعاون في مجال العلاقات الاقتصادية والتجارية، وتوسيع التعاون الإنساني. ولدينا اهتمام بالسياح من دول الخليج. وقد أسهم تسهيل إجراءات التأشيرة في زيادة السياح الخليجيين، الأمر الذي أدى إلى زيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة، لكن يبقى الميزان التجاري الحالي بيننا لا يعكس إمكانات أذربيجان ودول الخليج، لذلك نجد أنه من المهم زيادة التواصل مع القطاع الاستثماري ورجال الأعمال، وجذب الاستثمار الخليجي إلى أذربيجان، خصوصاً في عملية إعادة إعمار الأراضي لا سيما أن الدولة في أذربيجان مستثمر قوي في هذا القطاع، إضافةً الاستثمار في الممرات المائية التي تعمل على تحقيق التنمية الاقتصادية في منطقتنا.

س: هل تسعى أذربيجان للانضمام إلى منظمة «أوبك»؟

لدينا صيغة «أوبك+» التي وفّرت فرصة تعاون لكل من أذربيجان والسعودية من أجل المساهمة في استقرار أسعار النفط عالمياً، وإيجاد التوازن الصحيح بين العرض والطلب، وفي عام 2016 خلال منتدى دافوس الاقتصادي، جاء الرئيس إلهام علييف بمبادرة لمفهوم «أوبك+» في هذا الإطار، وعُقدت مشاورات مثمرة للغاية بين أذربيجان والسعودية والدول الأخرى ذات الصلة. وبالتالي نتعاون بنشاط ونسهم في القضايا ذات الصلة ضمن صيغة «أوبك+». وفي هذا الصدد، فإن الزيارات المتبادلة المتكررة والاجتماعات والمشاورات بين وزراء الطاقة في بلدينا مهمة للغاية. وهذه الآلية مهمة للغاية من حيث المساهمة في الجزء المهم عالمياً من السوق العالمية، وهي سوق النفط.

الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي مع نظيره الأذربيجاني خلال توقيع اتفاقية تعاون في وقت سابق (واس)

س: أعلنت السعودية عن مشروع الشرق الأوسط الأخضر، وأذربيجان لها دور مهم في إنتاج الطاقة الخضراء... هل نشاهد تعاوناً مثمراً بين البلدين؟

أذربيجان مُصدِّر تقليدي لطاقة الهيدروجين الكربونية، ومع ذلك وكما أعلن رئيس أذربيجان، تنتقل البلاد اليوم إلى إنتاج وتصدير الطاقة الخضراء، وهذا جزء من استراتيجيتنا لتنويع اقتصادنا. وتمتلك أذربيجان إمكانات هائلة للطاقة الخضراء. وقد أعلن الرئيس أن الأراضي الأذربيجانية المحررة منطقة طاقة خضراء، وسنعمل عل تطوير التعاون الدولي في هذا المجال. وفقاً للاتفاقية المبرمة بين أذربيجان وجورجيا ورومانيا والمجر، سيتم إنشاء خط الكابلات تحت البحر الأسود وسيكون الأساس هو نقل الطاقة الخضراء.

وتقوم أذربيجان ببناء شراكة مع المستثمرين الأجانب، من أجل التعاون في مجال التحول إلى الطاقة الخضراء. ويسعدنا التعاون مع السعودية في هذا المجال أيضاً.

المحادثات الثلاثية التي رعتها روسيا بين أذربيجان وأرمينيا الأسبوع الماضي ويبدو في الصورة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (وسط) ووزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف (إلى اليسار) ووزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان (يمين) في موسكو (إ.ب.أ)

س: ما مستجدات الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا حتى الآن؟ ما الرؤية الأذرية لحل الأزمة؟

على الرغم من الاعتراف بسيادة أذربيجان وسلامتها الإقليمية في القرارات الأربعة التي اتخذها مجلس الأمن الدولي في عام 1993 والمطالبة بضرورة مغادرة القوات المحتلة لأراضي أذربيجان على الفور، تجاهلت أرمينيا كل هذه الدعوات لما يقرب من 30 عاماً. بل على العكس من ذلك، عزز الوضع الراهن القائم على الاحتلال. أرمينيا، التي كانت فخورة بالاحتلال والتطهير العرقي الذي قامت به ضد الأذربيجانيين، لم تعلن فقط أنها لن «تعيد شبراً واحداً من الأرض»، بل هددت أذربيجان أيضاً بـ«حرب جديدة من أجل مناطق جديدة» من خلال تصريحات استفزازية مثل «كاراباخ أرمينيا والنقطة».

في عام 2020، خلال الحرب الوطنية، التي استمرت 44 يوماً، حقق الشعب الأذربيجاني بقيادة الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة إلهام علييف، انتصاراً تاريخياً ووضع حداً لاحتلال أراضينا، وتنفيذاً لقرارات مجلس الأمن الدولي. وعلى الرغم من الاحتلال والصعوبات التي استمرت 30 عاماً، بعد فترة وجيزة من الحرب الوطنية، اقترحت أذربيجان معاهدة سلام ومبادئ أساسية لتطبيع العلاقات على أساس الاعتراف المتبادل واحترام وحدة أراضي وسيادة وحدود كل منهما. ومع ذلك، فإن أرمينيا، خلافاً لالتزاماتها، لم تقم بعد بإزالة فلول قواتها المسلحة بالكامل من أراضينا، بل على العكس من ذلك، استخدمت طريق «لاتشين» لأغراض عسكرية، ولا تزال 8 قرى في أذربيجان تحت الاحتلال الأرمني، وتواصل أرمينيا مطالباتها الإقليمية ضد بلدنا تحت اسم مختلف، وتطرح ادعاءات سخيفة مثل «ضمان حقوق وأمن أرمن كاراباخ من خلال مفاوضات باكو - خانكيندي في إطار الآلية الدولية» وعرقلة الاتصالات بين أذربيجان والسكان الأرمن المحليين. وبذلك تخلق أرمينيا عقبات أمام المفاوضات بشأن معاهدة السلام.

س: لكن لماذا أنشأت أذربيجان نقطة عبور «لاتشين» الحدودية؟

من أجل السيطرة على حدودها ومنع الأنشطة غير المشروعة لأرمينيا، أنشأت أذربيجان نقطة عبور «لاتشين» الحدودية في أراضيها السيادية. للأسف، دأبت أرمينيا على نشر ادعاءات كاذبة بشأن «الحالة الإنسانية المتوترة في المنطقة». هدف أرمينيا هو جذب أطراف ثالثة إلى المنطقة، وتوسيع جغرافية التوتر وتعطيل عملية السلام.

مراقب من الاتحاد الأوروبي ينظر في اتجاه ممر «لاتشين» الرابط البري الوحيد لمنطقة ناغورنو كاراباخ المنفصلة (أ.ف.ب)

س: هناك حديث حول أزمة إنسانية في منطقة كاراباخ... ما حقيقة ذلك؟

لا توجد أزمة إنسانية في منطقة كاراباخ الأذربيجانية، ومعارضة الجانب الأرمني عدداً من المقترحات الأذربيجانية، بما في ذلك استخدام طريق «أغدام - خانكيندي» وطرق بديلة أخرى لتلبية احتياجات السكان الأرمن، تُظهر مرة أخرى أن مزاعمه بشأن الوضع الإنساني هي مزاعم سياسية للابتزاز والتلاعب. لم تكن الإجراءات الأخيرة التي قامت بها أرمينيا مع ما تسمى الشحنات الإنسانية سوى عرض سياسي.

في الآونة الأخيرة، اعتقلت أذربيجان فاجيف خاتشاتوريان، على نقطة تفتيش الحدود «لاتشين» عندما كان يحاول الهروب من كاراباخ. هذا الشخص مجرم حرب ومسؤول عن القتل الوحشي للكثير من الأذربيجانيين في أوائل التسعينات. لذا، فإن أي ادعاءات أخرى حول هذه القضية لا أساس لها من الصحة.

س: لكن من يتحمل المسؤولية عن الاستفزازات التي حدثت في الأيام الأخيرة؟

تقع المسؤولية عن كل هذه الاستفزازات التي حدثت في الأيام الأخيرة على عاتق أرمينيا وقيادتها، التي تواصل الوجود العسكري غير القانوني في أذربيجان، وتشجع الانفصالية وتعيق جهود إعادة الإدماج. كل هذه التصريحات المعادية لأذربيجان لن تؤثر على إرادة القيادة الأذربيجانية على الإطلاق. ستكفل أذربيجان حقوق السكان الأرمن، الذين يعيشون في منطقة كاراباخ، على أساس دستور البلاد، وستمنع بحزم أي خطوة ضد سيادتها وسلامتها الإقليمية. كما أننا مصممون على إحراز تقدم في المفاوضات بشأن معاهدة السلام مع أرمينيا.

س: وماذا عن إثارة قضية حقوق السكان الأرمن؟

هذه بالطبع قضية مهمة، إذ تعني حقوق مجتمع أذربيجان الغربية في العودة إلى أوطانهم في أرمينيا، حيث طُردت هذه الطائفة من أرمينيا في أواخر الثمانينات. لذلك، إذا نظرنا إلى التكوين الديمغرافي لأرمينيا في تلك الأوقات، سنلاحظ أن المسلمين خصوصاً الأذربيجانيين، عاشوا في منطقة جغرافية واسعة وكانوا مجتمعاً أصلياً هناك. لكن أرمينيا اليوم مجتمع أحادي العرق. لذلك، يحق للجالية الأذربيجانية الغربية العودة إلى وطنهم. وللأسف، فإن أرمينيا تنتهك حقوق الإنسان الخاصة بهم بشكل كامل في هذا الصدد.

س: في هذا الوقت تسعى إيران لمد جسور مع كل من أذربيجان وأرمينيا... ما انعكاسات ذلك على الأزمة الأذربيجانية - الأرمنية؟

إيران جارة لأذربيجان، وتقيم أذربيجان علاقاتها مع جيرانها على أساس مبادئ الاحترام المتبادَل لوحدة أراضيها وسيادتها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتربط أذربيجان وإيران علاقة جوار تاريخية، لكنّ الهجوم الأخير على السفارة الأذربيجانية في إيران وقتل عضو في السفارة تسببا في توتر وسوء تفاهم في علاقاتنا. تجري الآن الاتصالات عبر القنوات الدبلوماسية، وهناك أيضاً زيارات ذات صلة لمسؤولين إيرانيين إلى أذربيجان. ويتواصل الحوار على مستوى وزراء الخارجية لتلافي هذه التوترات وسوء التفاهم. وتتوقع أذربيجان أن يعاقَب الإرهابي الذي هاجم سفارتنا في إيران والقوى التي تقف وراءه، وفقاً للقوانين الإيرانية. تؤيد أذربيجان دائماً الحوار والدبلوماسية.

حكمت حاجييف مساعد رئيس أذربيجان (تصوير: يزيد السمراني)


مقالات ذات صلة

تشغيل آخر مسارات «قطار الرياض»

الاقتصاد «قطار الرياض» ينطلق نحو وجهات جديدة عبر المسار البرتقالي (واس)

تشغيل آخر مسارات «قطار الرياض»

بدء تشغيل «المسار البرتقالي - محور طريق المدينة المنورة» من «قطار الرياض»، ليكتمل بذلك التشغيل التتابعي لمسارات شبكته، وفق الخطة المعلنة عند افتتاحه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق محافظة طريف سجّلت أدنى درجة مئوية في السعودية السبت عند واحدة تحت الصفر (واس)

السعودية: استمرار انخفاض درجات الحرارة... وأمطار على معظم المناطق

سجّلت محافظة طريف (شمال السعودية) درجة مئوية واحدة تحت الصفر، هي الأدنى في البلاد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد 278 ألف رحلة عبر مطار الملك عبد العزيز في جدة خلال 2024 (واس)

الأعلى تاريخياً... 49.1 مليون مسافر عبر «مطار جدة» خلال 2024

سجّل مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة إنجازاً تاريخياً، بتحقيقه أعلى رقم تشغيل سنوي في تاريخ المطارات السعودية، بإجمالي أكثر من 49.1 مليون مسافر خلال 2024.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج الجسر البري يدعم جهود إيصال المساعدات لجميع الأراضي السورية (واس)

السعودية تسيِّر جسرها البري لإغاثة الشعب السوري

وصلت أولى طلائع الجسر البري الإغاثي السعودي إلى الأراضي الأردنية للعبور منها نحو سوريا، بالتزامن مع استقبال دمشق طائرة المساعدات الخامسة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
يوميات الشرق تشارك الأوركسترا والكورال الوطني بأعمال تعكس جمال التراث الثقافي السعودي (هيئة الموسيقى)

بعد نجاحاتها العالمية... الرياض تحتفي بـ«روائع الأوركسترا السعودية»

يتجدد الإبداع الموسيقي مع حفل «روائع الأوركسترا السعودية» الذي يستضيفه مسرح مركز الملك فهد الثقافي في الرياض خلال الفترة بين 16 و18 يناير الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الأزمة الكورية الجنوبية إلى أين... بعد فشل توقيف الرئيس المعزول؟

متظاهرون مؤيدون ليون يحملون علمي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة خلال تجمع لدعم الرئيس الكوري الجنوبي المعزول في سيول (رويترز)
متظاهرون مؤيدون ليون يحملون علمي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة خلال تجمع لدعم الرئيس الكوري الجنوبي المعزول في سيول (رويترز)
TT

الأزمة الكورية الجنوبية إلى أين... بعد فشل توقيف الرئيس المعزول؟

متظاهرون مؤيدون ليون يحملون علمي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة خلال تجمع لدعم الرئيس الكوري الجنوبي المعزول في سيول (رويترز)
متظاهرون مؤيدون ليون يحملون علمي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة خلال تجمع لدعم الرئيس الكوري الجنوبي المعزول في سيول (رويترز)

من المتوقع وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، إلى سيول مع تفاقم الأزمة والسيناريوهات المحتملة للدولة الحليفة الأساسية بالنسبة إلى الولايات المتحدة.

الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول يلقي خطاباً بالمكتب الرئاسي في سيول (رويترز)

فقد علّق المحقّقون في كوريا الجنوبية تنفيذ مذكرة توقيف أصدرها القضاء بحقّ الرئيس المعزول يون سوك يول لاستجوابه بشأن محاولته الفاشلة قبل شهر فرض الأحكام العرفية في البلاد، بعدما منعهم من ذلك الأمن الرئاسي.

وقال «مكتب التحقيق بفساد كبار المسؤولين»، في بيان، إنّه «فيما يتعلّق بتنفيذ مذكرة التوقيف اليوم، فقد تقرّر أنّ تنفيذها كان مستحيلاً على أرض الواقع بسبب المواجهة المستمرة. إنّ القلق على سلامة الموظفين في الموقع أدّى إلى اتخاذ قرار بوقف التنفيذ».

الشرطة ومحققو مكافحة الفساد يصلون إلى مقر إقامة الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون (أ.ف.ب)

وصباح الجمعة، أعلن المكتب أنّ «تنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة بحقّ الرئيس يون سوك يول بدأ». لكن سرعان ما أفادت وكالة «يونهاب» للأنباء أنّ المحقّقين الذين دخلوا مقرّ الإقامة الرئاسي لم يتمكّنوا في الحال من توقيف الرئيس المعزول لأنّ وحدة عسكرية في الداخل تصدّت لهم.

وفي هذا السياق المتوتر، من المنتظر وصول أنتوني بلينكن، الاثنين، إلى كوريا الجنوبية، الدولة الحليفة الأساسية بالنسبة إلى واشنطن في المنطقة التي تواجه فيها تحديات من الصين وكوريا الشمالية.

رئيس وزراء كوريا الجنوبية هان دوك سو (في الوسط) الذي أصبح زعيماً بالنيابة للبلاد بعد عزل الرئيس يون سوك يول (أ.ب)

ووفق سيول، فإنّ التركيز سيكون على كوريا الشمالية التي التزمت حتى الآن الصمت بشأن الأزمة السياسية التي تواجهها جارتها، لكنّ وسائلها الإعلامية تحدّثت، الجمعة، عن حالة «فوضى اجتماعية وسياسية».

وفيما يأتي عرض للسيناريوهات المحتملة في القضية، والأزمة السياسية المتواصلة منذ شهر إثر محاولة الرئيس فرض الأحكام العرفية، قبل انقضاء مهلة مذكرة التوقيف، الاثنين:

محاولة أخرى

يمكن لـ«مكتب التحقيق بفساد كبار المسؤولين» أن يسعى لتنفيذ مذكرة التوقيف مرة أخرى قبل انقضاء مهلتها. وقال المكتب، بعد تعليق محاولة الجمعة، إنه «سيتخذ القرار بشأن الخطوات المستقبلية بعد مراجعة إضافية».

وفي حال توقيف يون قبل الاثنين، ستكون أمام المكتب 48 ساعة لطلب إصدار مذكرة جديدة لتوقيفه رسمياً، أو الإفراج عنه.

وكرّر محامو يون التأكيد أن مذكرة التوقيف الصادرة بحقه «غير قانونية»، متعهدين «اتّخاذ إجراءات قانونية فيما يتعلق بتنفيذ التفويض خلافاً للقانون».

إلى ذلك، اعتبر جهاز الأمن الرئاسي أن عناصر مكتب التحقيق «تطفلوا بشكل غير قانوني» على حرم مقر إقامة يون، مشيراً إلى أنه سيقوم بتحميلهم المسؤولية القانونية عن هذا الأمر.

ورفض اثنان من كبار المسؤولين في الحماية الرئاسية طلب الشرطة الحضور للاستجواب، السبت، وبرّرا ذلك بـ«الطبيعة الجدية» لمهمة حماية يون، حسب بيان اطلعت عليه «وكالة الصحافة الفرنسية».

حتى في حال لم يتمكن مكتب التحقيق من توقيف يون قبل السادس من يناير (كانون الثاني) يناير، يمكن أن يطلب إصدار مذكرة جديدة صالحة لسبعة أيام. كما يمكن لها أن تكون أشدّ، وتتيح إبقاء الرئيس موقوفاً أكثر من 48 ساعة.

مذكرة جديدة

ويرجح خبراء أن يوافق القضاء الكوري الجنوبي على إصدار مذكرة جديدة أكثر صرامة من سابقتها، نظراً لأن الرئيس المعزول رفض تلبية المذكرة القائمة، وسبق له أن رفض 3 مرات التجاوب مع مذكرات استدعاء لكي يتمّ استجوابه.

وقال المحلل السياسي بارك-سانغ بيونغ لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن المذكرات الأشد صرامة تصدر عادة «عندما يرفض مشتبه به التعاون مع التحقيق». ولفت إلى أن يون «حرّض أيضاً وشجّع مناصريه (اليمينيين) المتطرفين، فيما قد تعتبره المحكمة من وجهة نظرها، إقراراً عملياً بالتهم الجنائية».

لكن تنفيذ مذكرة جديدة قد يلاقي المصير ذاته في حال امتنع يون عن مغادرة مقر إقامته، وبقي بعهدة جهاز حمايته الذي يضم وحدة عسكرية.

الرئيس بالوكالة

كما دفعت الأزمة المتواصلة من شهر والمواجهة التي وقعت، الجمعة، بين المحققين وجهاز الحماية الرئاسي، بمكتب التحقيق والحزب الديمقراطي المعارض إلى الطلب من تشوي سانغ-موك، رئيس الجمهورية بالوكالة، إصدار أمر لجهاز الحماية بالتعاون في القضية.

متظاهر يحمل لافتة ضمن تجمع للمطالبة باعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول في سيول (أ.ب)

وقال مسؤول في مكتب التحقيق، الجمعة، إن 20 محققاً بمؤازرة 80 شرطياً شاركوا في العملية، لكنهم واجهوا نحو 200 جندي وعنصر في جهاز الأمن الرئاسي شكلوا جداراً بشرياً لمنعهم من المرور.

وأكد مكتب التحقيق أنه «يستحيل عملياً تنفيذ مذكرة التوقيف ما دام المسؤولون في جهاز الأمن الرئاسي يواصلون توفير الحماية» ليون.

ولم يدل تشوي، وهو أيضاً نائب لرئيس الوزراء ووزير للمالية ينتمي إلى حزب يون «قوة الشعب»، بأي تعليق بعد.

ويرجح خبراء أن طلب تشوي من جهاز الأمن التعاون مع التحقيق، سيزيد من فرص تنفيذ مذكرة التوقيف قبل الاثنين.

إلا أن تشوي يواجه انتقادات من حزبه بسبب تعيينه قاضيين لشغل اثنين من المناصب الثلاثة الشاغرة في المحكمة الدستورية التي تنظر في قرار البرلمان عزل يون. وبهذا التعيين، زادت حظوظ مصادقة المحكمة على العزل؛ إذ بات ذلك يحتاج إلى موافقة 6 قضاة فقط من أصل 8.

وقبل تعيين القاضيين، كان يمكن لصوت واحد ضد المصادقة على العزل، أن يؤدي إلى عدم رفض المحكمة لقرار البرلمان، وتالياً عودة يون إلى مزاولة مهامه.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة ميونغجي شين يول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنه بالنظر إلى السياق الراهن «من غير المرجح أن يتعاون تشوي مع طلب مكتب التحقيق» بشأن تعاون الأمن الرئاسي.

أعضاء اتحاد النقابات العمالية الكوري يتواجهون مع الشرطة أثناء مظاهرة ضد الرئيس المعزول بالقرب من المقر الرئاسي في سيول (إ.ب.أ)

انتظار المحكمة

وبعد إقصاء يون، عزل البرلمان كذلك أول رئيس بالوكالة، وهو هان داك-سو، على خلفية امتناعه عن ملء المناصب الثلاثة الشاغرة في المحكمة الدستورية. وكانت المعارضة ترى في التعيين خطوة تعزّز حظوظ مصادقة القضاء على عزل الرئيس.

وأمام المحكمة الدستورية 180 يوماً للمصادقة على العزل أو ردّه. وإلى حين البتّ بذلك، يبقى يون رسمياً رئيساً للجمهورية، لكنه لا يؤدي صلاحياته.

ويرى الخبراء أن نزع صفة الرئيس عن يون كان سيجعل مهمة المحققين أسهل في ملاحقته أو توقيفه رسمياً.

عشرات الآلاف من المحتجين يطالبون باستقالة الرئيس يون سوك يول في سيول (د.ب.أ)

ويمكن لطول المهلة المتاحة أمام المحكمة للبتّ بالقضية أن تؤخر الإجراءات، علماً بأن المحكمة تعهّدت بالنظر فيها بسرعة نظراً لأهميتها.

لكنّ محامي الدفاع عن يون يشددون على ضرورة أن تستنفد المحكمة كامل المهلة القانونية لكي تدرس «الظروف التي أدت إلى إعلان فرض الأحكام العرفية».