الهند تستضيف اجتماعاً سياحياً لمجموعة العشرين في كشمير

عناصر من الجيش الهندي في كشمير (إ.ب.أ)
عناصر من الجيش الهندي في كشمير (إ.ب.أ)
TT

الهند تستضيف اجتماعاً سياحياً لمجموعة العشرين في كشمير

عناصر من الجيش الهندي في كشمير (إ.ب.أ)
عناصر من الجيش الهندي في كشمير (إ.ب.أ)

بدأ (الاثنين) اجتماع لدول مجموعة العشرين معنيّ بالسياحة في ظل تنديد صيني وباكستاني بتنظيم الحدث في الشطر الخاضع للحكم الهندي من إقليم كشمير المتنازع عليه.

تطالب كل من نيودلهي وإسلام آباد بإقليم كشمير ذي الغالبية المسلمة بأكمله منذ استقلالهما قبل 75 عاماً.

وشهد الشطر الخاضع لسيطرة الهند تمرّداً منذ عقود يهدف لاستقلاله أو ضمه إلى باكستان أسفر عن سقوط عشرات آلاف المدنيين والجنود والمتمرّدين الكشميريين.

يستمر الاجتماع ثلاثة أيام في موقع محصّن أمنياً على ضفاف بحيرة دال في سريناغار.

وجرى تعبيد الطرق المؤدية إلى موقع الحدث، وإنارة أعمدة الكهرباء بألوان العلم الهندي تعبيراً عما يصفه المسؤولون بأنه «عودة الوضع إلى طبيعته والسلام» في المنطقة.

وتروّج الهند للسياحة في كشمير علماً بأن أكثر من مليون هندي زاروا المنطقة العام الماضي.

لكن السلطات جرّمت المعارضة، وقمعت الحريات الإعلامية، وفرضت قيوداً على الاحتجاجات الشعبية، وهو أمر يؤكد معارضون أنه يدل على تقليص هائل للحريات المدنية في الهند.

وقال وزير العلوم والتكنولوجيا الهندي جيتندرا سينغ إن حدثاً مماثلاً لاجتماع مجموعة العشرين كان في الماضي سيؤدي إلى دعوة من إسلام آباد لإضراب عام، «وسيجري إغلاق المتاجر في سريناغار». لكن السكان اليوم «يواصلون نشاطاتهم» كالمعتاد.

وقال: «الرجل العادي الذي يسير في شوارع سريناغار اليوم يريد عيش حياة عادية». وتابع: «لقد رأى جيلين يدفعان ثمن هذه الأوقات العصيبة».

الأسبوع الماضي، أفادت الشرطة بأنه جرى تعزيز الأمن في «مواقع معرّضة للخطر منعاً لاحتمال وقوع أي هجوم إرهابي خلال (اجتماع) مجموعة العشرين» الذي سيكون أول حدث دبلوماسي في الإقليم منذ ألغت نيودلهي الحكم الذاتي المحدود الذي كان يتمتع به، لتضعه تحت سيطرتها المباشرة عام 2019.

الاثنين، انتشر جنود ومدرّعات في نقاط مختلفة في سريناغار، لكن ليلًا، جرى تفكيك الكثير من حواجز التفتيش الملفوفة بشبكات معدنية وأسلاك شائكة، ووقف بعض المسلّحين مختبئين خلف لوحات إعلانية لاجتماع مجموعة العشرين في ما بدا أنه محاولة للتخفيف من حجم انتشار القوات الأمنية.

تصريح خاص للصحافيين الأجانب

تعقد القمة في مجمع يخضع لحراسة مشددة على ضفاف بحيرة دال في سريناغار. واستاء السكان من الإجراءات الأمنية المشددة، ووصف أحدهم الوضع بأنه «مجرد واجهة».

واعتقل المئات في مراكز الشرطة، وتلقى الآلاف بينهم أصحاب المتاجر مكالمات من مسؤولين تحذرهم من أي «احتجاج أو اضطراب» حسبما أفاد مسؤول كبير لوكالة «فرانس برس» طلب عدم الكشف عن هويته.

لزيارة كشمير يحتاج الصحافيون الأجانب إلى تصريح خاص لا يجري الحصول عليه بسهولة عادة، على الرغم من أنه منح لحضور اجتماع مجموعة العشرين.

التصاريح صالحة فقط لتغطية الحدث نفسه، وتقتصر على مدينة سريناغار. يُطلب من حامليها عدم «نشر روايات معادية للهند»، ولا التوجه إلى «الأماكن التي ينتشر فيها الإرهابيون دون إذن مسبق».

وتتهم الهند باكستان بتدريب ودعم مسلحين في كشمير، وهو ما تنفيه إسلام آباد.

ونشرت «الجبهة الشعبية لمناهضة الفاشية»، وهي مجموعة متمردة جديدة تأسست في كشمير بعد عام 2019، بياناً أدانت فيه الاجتماع، وهددت «بنشر انتحاريين»، مضيفة: «اليوم أو غدًا أو بعد غد، سيحدث ذلك».

يشارك وزيران من الحكومة الهندية في الاجتماع، لكن الكثير من الدول الغربية سترسل موظفين دبلوماسيين محليين فقط.

ولن يحضر المناسبة أي وفد صيني؛ إذ إن الهند عالقة مع جارتها الشمالية في خلاف عسكري على طول الحدود التي لم يجرِ ترسيم جزء كبير منها في منطقة لداخ. كما أن بكين تطالب بولاية أروناجل برديش كاملة بوصفها جزءاً من التبت، وتعد كشمير منطقة متنازعاً عليها.

وفي غضون ذلك، أثار الموقع المختار لعقد الاجتماع تساؤلات من البعض.

وكتب كاتب العمود بهارات بوشان في صحيفة «ديكان هيرالد»: «هل تعتقد حكومة مودي أنه يمكن الترويج للسياحة في قاعات المؤتمرات المغلقة بجوار بحيرة تحيط بها مناظر خلابة وتسير فيها دوريات كوماندوز بحرية مع طائرات استطلاع مسيّرة؟».

وأضاف: «مثل هذه الأحداث المنظّمة توضح أن الوضع في جامو وكشمير بعيد عن أن يكون طبيعياً».

لزيارة كشمير، يتوجب على الصحافيين الأجانب طلب إذن خاص، وهو عادة لا يُمنح، إنما أُعطي بشكل خاص لهذا الحدث. والإذن صالح فقط لتغطية اجتماع مجموعة العشرين، ومحدود بمدينة سريناغار. ويُطلب من حامله عدم «نشر روايات معادية للهند»، ولا زيارة «الأماكن التي ينتشر فيها الإرهابيون، دون إذن مسبق».

تتولى الهند رئاسة مجموعة العشرين لعام 2023، وخططت لأكثر من 100 اجتماع في أنحاء البلاد. ولم تحضر بكين المناسبات في لداخ وأروناجل برديش.

وقال الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ ونبين للصحافيين الجمعة إن «الصين تعارض بحزم عقد أي اجتماع لمجموعة العشرين في المناطق المتنازع عليها، ولن تحضر اجتماعات من هذا النوع».

تسيطر باكستان غير المنضوية في مجموعة العشرين على قسم أصغر من كشمير، ورأت أن عقد الاجتماع المرتبط بالسياحة في المنطقة ينتهك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والاتفاقات الثنائية.

تتهم الهند باكستان بتدريب ودعم متمرّدين في كشمير، وهو أمر تنفيه إسلام آباد.

الأسبوع الماضي، قال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعنيّ بقضايا الأقليات فرناند دي فارينيس إن نيودلهي تسعى لاستخدام اجتماع مجموعة العشرين «لتصوير أنها حصلت على موافقة دولية» على وضع «ينبغي شجبه وإدانته»، في تصريحات رفضتها الهند.

ويشعر السكان بالامتعاض في ظل الإجراءات الأمنية المشددة؛ إذ جرى اعتقال المئات في مراكز الشرطة، فيما تلقى الآلاف بينهم أصحاب متاجر اتصالات من مسؤولين لتحذيرهم من أي شيء يشير إلى «احتجاج أو بلبلة».



متخصص في شؤون الإرهاب: إطلاق النار في شاطئ بونداي يظهر أن تهديد «داعش» موجود في أستراليا وفي العالم

استقبل لاري دورفان المدير العام لكنيس غريت رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز لدى وصوله إلى الكنيس في سيدني 19 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
استقبل لاري دورفان المدير العام لكنيس غريت رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز لدى وصوله إلى الكنيس في سيدني 19 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

متخصص في شؤون الإرهاب: إطلاق النار في شاطئ بونداي يظهر أن تهديد «داعش» موجود في أستراليا وفي العالم

استقبل لاري دورفان المدير العام لكنيس غريت رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز لدى وصوله إلى الكنيس في سيدني 19 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
استقبل لاري دورفان المدير العام لكنيس غريت رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز لدى وصوله إلى الكنيس في سيدني 19 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

يرى المحلل بروس هوفمان أن الأدلة التي تزعم أن تنظيم «داعش» كان الملهم وراء الهجوم الذي أودى بحياة 15 شخصاً على الأقل في احتفال بعيد الأنوار (حانوكا) اليهودي في أستراليا، يمكن أن تثير مخاوف جديدة من مدى تأثير هذا التنظيم الإرهابي بعد مرور ست سنوات على هزيمته عسكرياً. وتقول السلطات الأسترالية إن الأعلام والمواد المتفجرة التي تم العثور عليها، والتي تعود إلى الأب وابنه اللذين نفذا الهجوم، تشير إلى تأثير التنظيم.

الحاخام بنيامين إلتون (يسار) يستقبل رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز (يمين) وزوجته جودي هايدون (غير ظاهرة في الصورة) لدى وصولهما إلى الكنيس الكبير في سيدني 19 ديسمبر 2025. وتشهد أستراليا حالة حداد عقب هجوم استهدف احتفالات الجالية اليهودية بعيد حانوكا في 14 ديسمبر في شاطئ بونداي والذي أسفر عن مقتل 16 شخصاً على الأقل بينهم مسلح واحد (إ.ب.أ)

وقال هوفمان، وهو زميل شيلبي كولوم وكاثرين دبليو ديفيس الأول لمكافحة الإرهاب والأمن الداخلي في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، في تقرير نشره المجلس، إن الهجوم يأتي في وقت ترددت فيه تقارير عن إحباط الكثير من المخططات الإرهابية المزعومة في أوروبا.

وتضع قدرة العقيدة الفكرية لـ«داعش» المرنة على البقاء والمخاوف المستمرة بشأن العنف المتطرف عبئاً إضافياً على عاتق مسؤولي الأمن لتأمين الفعاليات العامة الكثيرة التي تقام في نهاية العام. وأضاف هوفمان أن المسؤولين الأستراليين يقولون إن العقيدة الفكرية لـ«داعش» كانت الدافع للمسلحين اللذين شنا الهجوم على الاحتفال اليهودي في سيدني.

وزير الحكم المحلي بولاية نيو ساوث ويلز رون هونيغ (يسار) وحاكمة الولاية مارغريت بيزلي (يسار) وزعيمة المعارضة كيلي سلون (يمين) ورئيس وزراء الولاية كريس مينز (يمين) يضعون الزهور على نصب تذكاري في شاطئ بونداي بمدينة سيدني 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

فماذا يعني هذا بالنسبة للتهديد الحالي الذي يمثّله تنظيم «داعش»؟

وتابع هوفمان أن هذا الربط يشير إلى أن تهديد «داعش»، والعقيدة الفكرية القاتلة التي يتبناها كل من «داعش» و«القاعدة»، لا يزال قائماً حتى مع «اقترابنا» من الذكرى الخامسة والعشرين لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وقد استغرق تحالف ضم تسعين دولة خمس سنوات لهزيمة تنظيم «داعش» بعد أن أعلن عن الخلافة وسيطر على أجزاء من سوريا والعراق.

ولكن الجماعة أثبتت أنه يمكنها البقاء، وإن كان بشكل مختلف (كجماعة إرهابية مثلاً)، وأنها لا تزال تشكل تهديداً للأمن العالمي. ودعمت العقيدة الفكرية لـ«داعش» الراسخة والمناهضة للغرب ومبررها العقائدي لاستهداف الكفار (بما في ذلك المسيحيون واليهود والمسلمون الذين لا يلتزمون بممارساتها الدينية المتشددة)، الجماعة منذ نشأتها في أواخر حقبة تسعينات القرن الماضي عندما كانت متحالفة بشكل وثيق مع تنظيم «القاعدة».

ويمكن أن يكون هذا أمراً مفاجئاً للكثيرين، بالنظر إلى أن تنظيم «داعش» وما يسمى الخلافة التي أسسها قد تمت هزيمتهما في عام 2019، وتم قتل الكثير من قادته. ولكن بينما تمت هزيمة «داعش» ككيان حاكم، فإن التحالف الذي شارك في دحر التنظيم لم يتمكن من القضاء عليه تماماً أو تقويض عقيدته الفكرية بشكل كامل. ومن ثم، عاد «داعش» ببساطة إلى جذوره بصفته منظمة إرهابية.

مشيّعون يتفاعلون عند نصب تذكاري على شاطئ بونداي في سيدني 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

هل «داعش» يواصل تشكيل خطر على الصعيد العالمي؟

أثبت تنظيم «داعش» قدرة مدهشة على العمل على مستوى العالم منذ تقويض ما يسمى الخلافة المزعومة. ففي يوم أحد الفصح عام 2019، على سبيل المثال، شن التنظيم تفجيرات انتحارية منسقة في سريلانكا أسفرت عن مقتل 269 شخصاً. وفي يناير (كانون الثاني) 2024، نفذ تفجيرين انتحاريين متزامنين في إيران أسفرا عن مقتل 84 شخصاً.

وبعد مرور شهرين، قتل مسلحون من تنظيم «داعش» 145 شخصاً في حفل موسيقي بموسكو. وفي رأس السنة الميلادية هذا العام، أسفر هجوم دهس بسيارة في شارع بوربون الشهير بمدينة نيو أورليانز الأميركية عن مقتل 14 شخصاً. وفي اليوم السابق على هجوم عيد الأنوار (حانوكا) في أستراليا، أطلق عنصر من تنظيم «داعش» النار في سوريا على جنديين أميركيين ومترجمهما المدني؛ ما أسفر عن مقتلهم جميعاً.

ما هي الخطوات التي كان يمكن أن يتخذها المسؤولون الأستراليون لمنع شن مثل هذا الهجوم؟

من الواضح أن الحكومة الأسترالية والشرطة وأجهزة الاستخبارات والأمن لم يعطوا الأولوية لنشر أعداد كافية من رجال الشرطة والأمن لتأمين فعالية سنوية تقيمها الجالية اليهودية في سيدني في مكان عام في الليلة الأولى من عيد الأنوار (حانوكا).

وحدث ذلك رغم تزايد عدد الهجمات على أهداف يهودية، إضافة إلى التهديدات التي تم الإبلاغ عنها وسط تصريحات لقادة يهود محليين عن تزايد حوادث معاداة السامية.

وعلى سبيل المثال، قبل أسابيع قليلة من احتفال العام الماضي بعيد حانوكا، تعرض كنيس يهودي في ملبورن الأسترالية لهجوم بقنابل حارقة.

ووقع ذلك الحادث عقب عملية تخريب متعمدة لكنيس يهودي آخر في المدينة ذاتها، وهجمات حرق متعمد على حي يهودي ومتجر لبيع الأطعمة الكوشر (الحلال بالنسبة للديانة اليهودية) في سيدني، وذلك من بين حوادث أخرى.

وفي مارس (آذار) 2024، تم العثور على شاحنة في ضاحية مجاورة مليئة بالمتفجرات وقائمة أسماء بأهداف يهودية.

واستمرت حوادث الحرق والتخريب العمد خلال عام 2025. وفي أغسطس (آب)، طردت أستراليا سفير إيران لديها بعد اتهام طهران بالتخطيط لهجمات إضافية.

وقبل أقل من أسبوعين، أفاد المجلس التنفيذي لليهود الأستراليين بأن حوادث معاداة السامية في أستراليا كانت أعلى خمسة أضعاف تقريباً من المتوسطات السنوية المسجلة قبل هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 التي شنها مقاتلو «حماس» على إسرائيل، والتي تعدُّر الأسوأ في تاريخ البلاد.

وكان أخذ خطر العنف في مثل هذا الحدث بجدية، وضمان توفير حماية أفضل للجالية اليهودية، هو بالضبط ما كان يتعين على المسؤولين الأستراليين القيام به لمنع مثل هذا الهجوم.

هل هناك تهديدات أخرى بعنف متطرف تجب مراقبتها، وكيف يتعين على السلطات التعامل معها؟

خلال الأسابيع القليلة الماضية فقط، تم إحباط مخططات إرهابية لمهاجمة أسواق عيد الميلاد في ألمانيا وبولندا. وألقت الشرطة في بافاريا الألمانية القبض على خمسة رجال بتهمة التخطيط لاقتحام حشد جماهيري ودهسهم بسيارة، وفي بولندا تم توجيه اتهام لطالب جامعي بمحاولة التواصل مع تنظيم «داعش» لشن هجوم بقنابل على سوق احتفالية في البلاد.

مشيّعون يتفاعلون بعد مراسم جنازة إديث بروتمان بكنيسة جميع الأرواح بمقبرة روكوود في سيدني 19 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

ووجهت السلطات الفرنسية مؤخراً تحذيراً من خطر «مرتفع جداً» من شن هجوم إرهابي، يستهدف بصفة خاصة أسواق عيد الميلاد. وفي الولايات المتحدة، أحبط مكتب التحقيقات الفيدرالي ًمخططاً مزعوماً من جانب متطرفين يساريين لتنفيذ سلسلة هجمات في محيطي لوس أنجليس ومقاطعة أورانج ليلة رأس السنة.

واختتم هوفمان تقريره بالقول إن كل هذه الحوادث تؤكد على الحاجة إلى توخي اليقظة وتبني استراتيجية نشطة ولكن شاملة لمكافحة الإرهاب. ولا يمكن أن يكون انشغال إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتأمين الحدود، والقبض على المهاجرين غير الشرعيين، واستهداف تجار المخدرات، على حساب الحفاظ على التركيز على التهديدات القائمة منذ زمن طويل من إرهابيي الشرق الأوسط مثل «داعش».


 باكستان: «دول معادية» وراء مزاعم خاطئة تربط البلاد بحادث إطلاق النار في أستراليا

تكريم ضحايا إطلاق النار في سيدني (اب)
تكريم ضحايا إطلاق النار في سيدني (اب)
TT

 باكستان: «دول معادية» وراء مزاعم خاطئة تربط البلاد بحادث إطلاق النار في أستراليا

تكريم ضحايا إطلاق النار في سيدني (اب)
تكريم ضحايا إطلاق النار في سيدني (اب)

قال وزير الإعلام الباكستاني، عطا الله تارار، الأربعاء إن بلاده ضحية حملة تضليل منسقة على شبكة الإنترنت أعقبت إطلاق النار على شاطئ بوندي في أستراليا.

واتهم تارار «دولاً معادية»، بما فيها الهند، بنشر مزاعم خاطئة تفيد بأن أحد المهاجمين باكستاني الجنسية.

حضر المشيعون جنازة بوريس وصوفيا غورمان الزوجين البطلين اللذين حاولا إيقاف مُطلق النار في شاطئ بوندي قبل أن يُقتلا كلاهما خلال حادث إطلاق نار جماعي استهدف فعاليةً للاحتفال بعيد حانوكا اليهودي يوم الأحد في سيدني بأستراليا - 19 ديسمبر 2025 (رويترز)

وأضاف، في مؤتمر صحافي بإسلام آباد، أن القيادة الباكستانية تدين بشدة الهجوم الذي وقع الأحد الماضي، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً في حادث إطلاق نار استهدف يهوداً، أثناء الاحتفال بعيد الحانوكا.

وتابع الوزير أن معلومات مضللة بدأت تنتشر على الفور تقريباً بعد الهجوم، حيث حددت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي زوراً هوية أحد المشتبه بهم بأنه مواطن باكستاني يدعى نافيد أكرم.

وأضاف أن هذه الادعاءات انتشرت بسرعة عبر المنصات الرقمية، ورددتها بعض وسائل الإعلام دون التحقق منها. ولفت تارار إلى أن النتائج اللاحقة، بما في ذلك تأكيد من جانب الشرطة الهندية، أثبتت أن أحد المهاجمين، وهو ساجد أكرم، كان من الهند، بينما ابنه البالغ من العمر 24 عاماً، نافيد أكرم - الذي شارك أيضاً في الهجوم - وُلد في أستراليا.

وأوضح الوزير أن المعلومات المضللة يبدو أنها ناتجة عن حالة تشابه في الهوية، حيث يشارك رجل باكستاني مقيم في سيدني نفس اسم أحد المشتبه بهما. وأشار تارار إلى أن الرجل الباكستاني كان «ضحية حملة خبيثة ومنسقة»، وأن حملة التضليل مصدرها الهند.

ولم يصدر أي رد فوري من وزارة الشؤون الخارجية الهندية أو من أي مسؤولين آخرين.


باكستان تعتقل متحدثاً باسم جماعة مرتبطة بـ«داعش»

عناصر من الشرطة الباكستانية في حالة استنفار (متداولة)
عناصر من الشرطة الباكستانية في حالة استنفار (متداولة)
TT

باكستان تعتقل متحدثاً باسم جماعة مرتبطة بـ«داعش»

عناصر من الشرطة الباكستانية في حالة استنفار (متداولة)
عناصر من الشرطة الباكستانية في حالة استنفار (متداولة)

أفادت وسائل إعلام باكستانية، الخميس، بأن عناصر استخبارات البلاد اعتقلوا المتحدث باسم جماعة محلية مرتبطة بتنظيم «داعش» صنَّفتها الولايات المتحدة إرهابية في 2021.

ويشير محللون إلى أن الخطوة مثلت ضربة للجماعة المسلحة التي تحاول استعادة نشاطها في المنطقة.

ووفقاً لقناة «باكستان تي في»، تمت عملية القبض في مايو (أيار).

وذكر التقرير أن سلطان عزيز عزام، المتحدث باسم ما يسمى تنظيم «داعش» في ولاية خراسان، تم القبض عليه أثناء محاولة العبور من أفغانستان المجاورة إلى باكستان. وينحدر عزام من إقليم ننجرهار شرق أفغانستان.

ولم تؤكد الحكومة الباكستانية الاعتقال بعد. وشهدت البلاد مؤخراً ارتفاعاً في هجمات المسلحين التي تلقي السلطات فيها باللائمة على تنظيم «داعش»، أو الجماعة المحلية المرتبطة بها و«طالبان باكستان».

وتسعى الولايات المتحدة لاعتقال عزام منذ 2021، عندما صنَّفت وزارة الخارجية الجماعة إرهابية. ويشير محللون إلى أن الاعتقال قد يقوّض الآلة الإعلامية للجماعة التابعة لـ«داعش» إلى حد كبير.

في غضون ذلك، اعتقلت وكالة التحقيق الفيدرالية الباكستانية (إف آي إيه) متهماً رئيسياً في قضية احتيال كبيرة على صندوق المعاشات بقيمة تجاوزت 46 مليون روبية، وذلك بعد إلغاء محكمة لقرار إخلاء سبيله بكفالة قبل الاعتقال، حسبما أفادت وكالة أنباء «أسوشييتد برس أوف باكستان»، الخميس. ونقلت الوكالة عن مسؤول قوله، الخميس، إن دائرة مكافحة الفساد التابعة لوكالة التحقيق الفيدرالية في إسلام آباد، ألقت القبض على طلحة رسول، وهو مقيم في إسلام آباد، بعد أن رفض قاضٍ بالمحكمة الخاصة الوسطى الثانية طلب الإفراج عنه بكفالة. وتتعلق القضية بمزاعم اختلاس من صندوق معاشات إدارة مؤسسة الهندسة الحكومية. ووفقاً للتحقيقات الأولية، نسَّق المتهم مع متهمين آخرين مدرجين في القضية، بتحويل أموال المعاشات من الحساب البنكي لصندوق معاشات إدارة مؤسسة الهندسة الحكومية. وقال المسؤول إنه تم تنفيذ عملية الاحتيال باستخدام شيكات مصرفية مزورة وتوقيعات مزيفة في فرع المنطقة الزرقاء لأحد البنوك الخاصة؛ ما أدى إلى اختلاس مبلغ 46153330 روبية (أكثر من 46 مليون روبية). وتم تسجيل القضية بناءً على شكوى تلقتها وكالة التحقيق الفيدرالية بشأن عمليات سحب غير منتظمة من صندوق المعاشات.

وبعد أمر المحكمة، تم اعتقال المتهم، وبدء إجراء مزيد من التحقيقات لتتبع مسار الأموال وتحديد المستفيدين الإضافيين. وأضاف المسؤول أن الجهود جارية للقبض على المتهمين الآخرين المتورطين في عملية الاحتيال. وأكدت وكالة التحقيق الفيدرالية مجدداً التزامها بمتابعة القضية حتى نهايتها المنطقية ومحاكمة جميع المسؤولين.