المغرب: اتفاق يفتح الباب لحل أزمة الإضرابات في قطاع التعليم

مسيرة نظّمها الأساتذة أمام البرلمان بالرباط قبل أيام ضد النظام الأساسي للتعليم (الشرق الأوسط)
مسيرة نظّمها الأساتذة أمام البرلمان بالرباط قبل أيام ضد النظام الأساسي للتعليم (الشرق الأوسط)
TT
20

المغرب: اتفاق يفتح الباب لحل أزمة الإضرابات في قطاع التعليم

مسيرة نظّمها الأساتذة أمام البرلمان بالرباط قبل أيام ضد النظام الأساسي للتعليم (الشرق الأوسط)
مسيرة نظّمها الأساتذة أمام البرلمان بالرباط قبل أيام ضد النظام الأساسي للتعليم (الشرق الأوسط)

توصلت الحكومة المغربية والنقابات إلى اتفاق يقضي بتجميد النظام الأساسي لموظفي قطاع التعليم الذي احتج عليه الأساتذة، وخاضوا ضده إضرابات متتالية.

وجاء ذلك بعد جلسة حوار عقدت بمقر رئاسة الحكومة بالرباط، لمعالجة أزمة إضرابات الأساتذة منذ أزيد من شهر. وحسب مصدر نقابي «فقد جرى الاتفاق على تعديل النظام الأساسي، وإيقاف الاقتطاعات من أجور الأساتذة المضربين عن العمل، وتحسين دخل كل الموظفين والموظفات العاملين بقطاع التربية الوطنية، ومعالجة الملفات الفئوية في أفق شهر يناير (كانون الثاني) المقبل».

وخاض الأساتذة والمعلمون في المغرب إضراباً جديداً الاثنين، كان مقرراً أن يستمر 4 أيام، أي إلى غاية الخميس المقبل، في تصعيد متواصل ضد النظام الأساسي لموظفي قطاع التعليم الذي صدر بمرسوم.

والتقى عزيز أخنوش، رئيس الحكومة مع النقابات الأكثر تمثيلية، من أجل مناقشة تحفظات الأساتذة، حيث سبق أن وعد بالتجاوب مع مطالبهم.

وكان رئيس الحكومة أعلن تشكيل لجنة وزارية برئاسته، تتكون من وزير التربية الوطنية شكيب بنموسى، ووزير الإدماج الاجتماعي والتشغيل يونس السكوري، والوزير المكلف بالميزانية فوزي لقجع.

ومنذ 5 أكتوبر (تشرين الأول) يخوض الأساتذة إضرابات عن العمل، لمدة 3 أيام كل أسبوع، لكنهم قرروا هذا الأسبوع الإضراب لمدة 4 أيام، في تصعيد ضد الحكومة التي فتحت الحوار مع النقابات وليس مع التنسيقيات، التي أصبحت القوة الأساسية المؤطرة للإضرابات والاحتجاجات.

رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش (أرشيفية - الشرق الأوسط)
رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش (أرشيفية - الشرق الأوسط)

والنقابات الأكثر تمثيلية هي تلك التابعة لـ«نقابة الاتحاد المغربي للشغل»، و«الاتحاد العام للشغالين بالمغرب»، و«الكونفدرالية الديمقراطية للشغل»، و«الفيدرالية الديمقراطية للشغل»، وهي التي حاورت وزير التربية الوطنية شكيب بنموسى لإخراج نظام أساسي موحد لموظفي التعليم، لحل مشاكل في القطاع، منها مشكلة الأساتذة المتعاقدين. لكن عدداً من فئات الأساتذة عدّوا هذا النظام مجحفاً في حقهم، وبخاصة أنه ينص على عقوبات جديدة ضدهم في حالة تقصيرهم، مع إمكانية محاسبتهم بخصوص مستوى جودة التعليم. كما أنهم رفضوه بسبب عدم تضمنه زيادات في الأجور.

ويقول أحد الأساتذة المضربين إن سبب التصعيد بزيادة عدد أيام الإضراب يعود إلى رفض الحكومة التفاوض مع التنسيقيات، واكتفائها بالتفاوض مع النقابات برغم أنها لا تمثل قطاعاً واسعاً من الأساتذة.

وانضوى عدد من الأساتذة والمعلمين في تنسيقيات فئوية، بلغ عددها حوالي 22 تنسيقية، ويضاف إلى هؤلاء «نقابة الاتحاد الوطني للشغل»، المقربة من حزب «العدالة والتنمية»، التي لم يشركها وزير التعليم في الحوار، مما جلب عليه غضبها، وانخرطت بدورها في الإضراب.


مقالات ذات صلة

التعليم في غزة يواجه صعوبات بالغة بعد استئناف الموسم الدراسي

المشرق العربي مدرسة تحولت إلى مركز إيواء للنازحين في جباليا بشمال قطاع غزة يوم 27 فبراير الماضي (أ.ف.ب)

التعليم في غزة يواجه صعوبات بالغة بعد استئناف الموسم الدراسي

تواجه محاولات الجهات الحكومية في قطاع غزة لإحياء مسيرة التعليم صعوبات بالغة، بعدما توقفت الدراسة لأكثر من عام في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ طلاب يتجمّعون للاحتجاج في حرم جامعة كولومبيا 29 أبريل 2024 في مدينة نيويورك الأميركية (أ.ب)

واشنطن تلغي تمويلاً لجامعة كولومبيا بتهمة معاداة السامية

ألغت إدارة ترمب منحاً وعقوداً بقيمة إجمالية تبلغ 400 مليون دولار لجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك بسبب «التقاعس عن مواجهة المضايقات المستمرة للطلاب اليهود».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزيرة التعليم الأميركية ليندا ماكماهون في مبنى «الكابيتول»... (أ.ف.ب)

ترمب يطلق جهود تفكيك وزارة التعليم معترفاً بالحاجة إلى الكونغرس

أطلق الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، جهوداً لتفكيك وزارة التعليم، مع خفض نحو 80 ألف وظيفة في «إدارة شؤون المحاربين القدامى»، وعدد غير محدد من الـ«سي آي إيه».

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مبنى وزارة التعليم وسط تقارير تفيد بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ستتخذ خطوات لسحب التمويل من وزارة التعليم الفيدرالية (رويترز)

ترمب يستعد لإلغاء وزارة التعليم: مسودة أمر تنفيذي تُثير الجدل

يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب إصدار أمر تنفيذي قريباً يهدف إلى إلغاء وزارة التعليم، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب أثناء إلقائه كلمة في جلسة للكونغرس بمبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن 28 فبراير 2017 (أ.ب)

ترمب يتعهد بتجميد التمويل للمؤسسات التعليمية التي تستضيف «احتجاجات غير قانونية»

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه سيقطع التمويل الفيدرالي عن أي مؤسسة تعليمية «تسمح بالاحتجاجات غير القانونية»، في منشور له على منصة «تروث سوشيال» الخاصة به.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

السودان يسعى للعودة إلى الاتحاد الأفريقي وهيئة «إيغاد»

أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT
20

السودان يسعى للعودة إلى الاتحاد الأفريقي وهيئة «إيغاد»

أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)

أبدى السودان رغبته في استئناف نشاط عضويته في الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا، المعروفة اختصاراً بـ«إيغاد»، بعدما كان قد جمد عضويته في يناير (كانون الثاني) 2024، بينما دعت «إيغاد» وفي وقت سابق، إلى فتح صفحة جديدة مع السودان. كما تسعى الحكومة السودانية التي يرأسها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، إلى فك تعليق عضويتها في الاتحاد الأفريقي، بعدما كان الاتحاد قد علّق عضوية السودان إثر الانقلاب العسكري الذي قاده الجيش على الحكومة المدنية الانتقالية في أكتوبر (تشرين الأول) 2021.

جاء ذلك خلال زيارة رسمية أجراها نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، إلى جيبوتي، حيث التقى الرئيس إسماعيل عمر غيلة، وسلمه رسالة خطية من البرهان تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، كما التقى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف.

نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار (إكس)
نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار (إكس)

من جانبه، أكد وكيل وزارة الخارجية السودانية، حسين الأمين الفاضل، أن نائب رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، جدد رغبة السودان في استئناف نشاطه بمنظمة «إيغاد».

وخلال اللقاء، هنأ عقار الرئيس الجيبوتي بفوز بلاده برئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، معرباً عن ثقته في أن تتمكن القيادة الجديدة من تصحيح مسار المفوضية نحو القيام بدورها المطلوب في إيجاد الحلول الناجعة للقضايا الأفريقية.

وبحث الجانبان تطورات الأوضاع العسكرية والمسار السياسي في السودان، وملف السودان في الاتحاد الأفريقي ومنظمة «إيغاد»، وفق إعلام مجلس السيادة السوداني.

وعلق السودان عضويته بعد يوم من القمة التي عقدتها «إيغاد» في يناير بالعاصمة الأوغندية كمبالا، والتي شارك فيها قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي تخوض قواته حرباً ضد الجيش منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023.

وكانت الحكومة السودانية قد احتجت حينها على تجاهل الهيئة لقرار السودان الذي نُقل إليها رسمياً، بوقف انخراطه في «إيغاد» وتجميد تعامله معها في أي موضوعات تخص السودان، بسبب دعوة الهيئة لحميدتي، وأيضاً بسبب رفض السودان رئاسة دولة كينيا للجنة الرفيعة المعنية بملف الحرب السودانية، بحجة أن كينيا منحازة لـ«قوات الدعم السريع». وتطالب «إيغاد» طرفي النزاع في السودان بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وإنهاء الحرب.

الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيلة خلال حضوره الدورة الاستثنائية 42 لمنظمة «إيغاد» (رويترز)
الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيلة خلال حضوره الدورة الاستثنائية 42 لمنظمة «إيغاد» (رويترز)

كما سبق أن اتهم السودان «إيغاد» بإضفاء الشرعية على «قوات الدعم السريع»، التي يعدها الجيش السوداني قوات متمردة عليه، رغم أنها كانت فصيلاً يتبع له حتى اليوم الأخير قبل اشتعال الحرب. واستنكر السودان حينها دعوة حميدتي إلى اجتماع قمة يحضره رؤساء الدول والحكومات، وعدّ ذلك تحيزاً وتدخلاً في الشأن الداخلي للبلاد.

وذكرت وكالة أنباء السودان الرسمية «سونا» أن اللقاء تناول تطورات الأوضاع بالبلاد وسبل تفعيل آليات عودة السودان لمقعده في الاتحاد الأفريقي، لا سيما أن ملابسات تعليق عضويته جاءت في مرحلة مختلفة عن المرحلة التي يمر بها السودان الآن. وأبدى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي استعداد المفوضية التام لمناقشة قضية عودة السودان ومزاولة نشاطه مع المؤسسات ذات الصلة داخل الاتحاد الأفريقي.

واندلع القتال بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل 2023، بعد توتر على مدى أسابيع بين الطرفين بشأن عملية سياسية مدعومة دولياً تهدف إلى نقل السلطة إلى المدنيين وتنحي العسكريين عن الحكم.