أميركا تشيد بجهود القادة العسكريين لـ«توحيد» الجيش الليبي
دورية أمنية لمراقبة الحدود الليبية من المهربين وتجار البشر (أ.ف.ب)
أشادت الولايات المتحدة الأميركية بـ«جهود القادة العسكريين الليبيين لبناء جيش موحد، قادر على حماية الشعب الليبي والدفاع عن سيادة البلاد». وأشارت واشنطن في بيان لسفارتها، مساء أول من أمس، إلى تأكيد الملحقين العسكريين للسفارة الأميركية خلال اجتماعهم الأخير بالقادة العسكريين الليبيين في طرابلس على «التزامنا المشترك بتعزيز الاستقرار والأمن الإقليمي».
ومن جانبه، كشف القائم بأعمال السفارة الأميركية، ليزلي أوردمان، عن مشاركة ليبيين في برنامج التدريب على مكافحة الإرهاب، الذي ترعاه حكومة الولايات المتحدة لتعزيز القدرة على ردع وتعقب وكشف الأنشطة الإرهابية. وقال إن البرنامج التابع لوزارة الخارجية الأميركية يقدم التدريب على مكافحة الإرهاب في جميع أنحاء العالم؛ «لمساعدة موظفي إنفاذ القانون، والمستجيبين الأوائل على التعامل مع التحديات الأمنية، مع التأكيد على سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان».
في سياق ذلك، أعلن الرئيس التشادي، إدريس ديبي إيتنو، أن اجتماعه مع ريتشارد نورلاند، السفير والمبعوث الأميركي الخاص لدى ليبيا، ركز على «دعم خارطة طريق الأمم المتحدة لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا بحلول نهاية العام»، لافتاً إلى أن «الحكومة الأميركية وعدت بدعم الجهود الليبية لتحقيق هذا الهدف»، الذي أوضح أنه «لا يتأتى من دون الأخذ بمقترحات الدول المجاورة لليبيا». وبعدما نقل عن نورلاند إعرابه عن قلقه من «استمرار العنف في السودان»، اعتبر بيان للرئاسة التشادية مساء أول من أمس، أن «الاجتماع دليل على استعداد تشاد والولايات المتحدة للعمل في تآزر من أجل عودة السلام والاستقرار في ليبيا».
من جهة أخرى، التقى القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، الذي يزور إيطاليا حالياً، مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو، الذي أكد «ضرورة تعزيز العلاقة التي تحظى بها الحكومة الإيطالية مع ليبيا، وبالأخص مع حفتر». وقال مكتب حفتر في بيان، مساء أول من أمس، إن «الاجتماع تناول العمل المشترك لمكافحة التطرف، والحد من الهجرة غير المشروعة»، مشيراً إلى «إشادة كروسيتو بدور حفتر في دحر الجماعات الإرهابية في ليبيا، ولما له من أهمية كبيرة في استقرار أمن المنطقة بالكامل». كما أشاد بـ«دوره في تعزيز الاستقرار ودعمه لبعثة الأمم المتحدة، ودعوتها لإجراء الانتخابات خلال هذا العام». كما أوضح البيان أنه تم أيضا مناقشة «تشكيل لجان مُشتركة لمراقبة وتأمين الحدود الليبية الجنوبية لتعزيز الأمن القومي للبلدين».
كما بحث حفتر مع وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوزي، «آلية توطيد العلاقة والتعاون بين ليبيا وإيطاليا في المجالات الأمنية، وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الهجرة غير المشروعة، وإعداد البرامج التدريبية للعناصر التابعة للأجهزة الأمنية». ونقل عن وزير الداخلية الإيطالي تأكيده على «ضرورة تعزيز العلاقة بين البلدين بما يخدم مصالحهما، والعمل على التصدي لكافة المخاطر التي تواجه المنطقة»، لافتاً إلى ثنائه على ما وصفه بـ«العمل الكبير الذي تقوم به القوات المُسلحة الليبية».
من جهة ثانية، وبينما واصل النائب العام الليبي، الصديق الصور، استدعاء مسؤولين في حكومة الوحدة «المؤقتة»، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، بتهمة «مخالفات مالية»، أعلنت الكتائب العسكرية بمدينة الزنتان، في بيان لها اليوم السبت، انضمامها لما يسمى بـ«اتحاد ثوار ليبيا»، وأكدت «عودتها بقوة إلى المشهد السياسي والعسكري في البلاد».
وكانت هذه الكتائب قد أعلنت تشكيل لواء جديد في الزنتان، يضم العسكريين والمساندين من المدينة بإمرة مختار شهوب، آﻣﺮ المجلس العسكري السابق. واعتبر سنان عبد المجيد، منسق حراك شباب مدينة الزاوية، أن «حرق خيمة الحراك (مساء أمس الجمعة) محاولة لإخافة منسقي الحراك وإبطال صوتهم»، مؤكداً «استمرار الحراك في عمله حتى تتحقق جميع مطالب أهالي المدينة».
الجيش السوداني يحقق «انتصاراً كبيراً» ويستعيد عاصمة الجزيرةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/5100309-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D8%AD%D9%82%D9%82-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%8B-%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%8B-%D9%88%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9
الجيش السوداني يحقق «انتصاراً كبيراً» ويستعيد عاصمة الجزيرة
احتفالات شعبية في مدينة بورتسودان بعد سيطرة الجيش على مدينة ود مدني السبت (أ.ف.ب)
أعلن الجيش السوداني، السبت، استعادة مدينة «ود مدني» عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد من قبضة «قوات الدعم السريع»، التي سيطرت عليها منذ أكثر من عام، وشاب الغموض عملية استرداد المدينة بسهولة غير متوقعة، إثر انسحاب «قوات الدعم السريع» من المدينة والمواقع المتقدمة في كل أنحاء الولاية.
وهنأ الجيش السوداني الشعب السوداني بدخول قواته مدينة ود مدني، التي تبعد نحو 186 كيلومتراً جنوب العاصمة الخرطوم، وقال المتحدث الرسمي باسمه العميد نبيل عبد الله، إن قواته تعمل الآن على «نظافة جيوب المتمردين داخل المدينة»، وإن القوات المسلحة والقوات المساندة لها تتقدم بعزيمة وإصرار في كل المحاور.
وعبر الجيش والفصائل المتحالفة معه إلى قلب المدينة من خلال الجسر الرئيسي «جسر حنتوب» الذي يعبر النيل الأزرق من شرق المدينة، دون خوض أي معارك مع «قوات الدعم السريع» التي كانت تسيطر المدينة عليها منذ ديسمبر (كانون الأول) 2023.
ومع تصاعد العمليات العسكرية في الجزيرة لم تدخل «قوات الدعم السريع» في أي اشتباكات عسكرية جدية أو معارك كبيرة في معظم المواقع التي كانت تقع تحت سيطرتها.
وخلال عام من سيطرتها على ولاية الجزيرة، اتهمت «قوات الدعم السريع» بارتكاب مجازر وانتهاكات فظيعة ضد الأهالي، أدت إلى مقتل الآلاف من المواطنين العزل ونهبت ممتلكاتهم.
وبحسب متابعات «الشرق الأوسط»، سرّع الجيش السوداني والفصائل المتحالفة معه، خلال الأيام الماضية من وتيرة العمليات العسكرية في ولاية الجزيرة، وأحرز تقدماً كبيراً في جبهات القتال، بدءاً من السيطرة على مدينة «الحاج عبد الله» وعدد من البلدات المجاورة لها التي تقع غرب ود مدني، ثم في شرق المدينة بما في ذلك بلدات «أم القرى» و«الشبارقة».
وكان مدهشاً لكثير من المراقبين أن «قوات الدعم السريع» على الرغم من كثافة انتشارها في ولاية الجزيرة، بدأت التراجع من مواقعها وارتكازاتها دون خوض معارك فعلية.
«الدعم» يعترف بالخسارة
وفي أول تعليق صادر عن «قوات الدعم السريع»، اعترف المستشار القانوني لقائد قوات الدعم السريع محمد المختار بـ«خسارة معركة الجزيرة»، بقوله في مقطع فيديو: «خسرنا معركة لم نخسر الحرب»، وأضاف: «الحرب كر وفر»، قبل أن يعود ليتابع: «معركتنا ستظل مستمرة ولن نتراجع».
وشنت «قوات درع السودان» التي تقاتل إلى جانب الجيش، ويقودها القائد المنشق عن «الدعم السريع» «أبو عاقلة كيكل»، الجمعة، هجوماً مباغتاً، استطاعت على أثره استعادة بلدة «أم القرى» شرق مدني، بعد انسحاب «قوات الدعم السريع»، وهي بلدة تقع في منطقة استراتيجية جغرافياً في الطريق إلى عاصمة الولاية.
وواصلت قوات كيكل، السبت، توغلها في العمق، وسيطرت على عدد من البلدات والقرى الصغيرة، ومن ثم تمكنت من عبور «جسر حنتوب» على الضفة الشرقية لنهر النيل الأزرق والالتحام بقوات قادمة من محاور أخرى للوصول إلى وسط ود مدني دون قتال يذكر.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن القيادة العسكرية العليا للجيش السوداني، وضعت خططاً عسكرية معقدة لاسترداد ود مدني، ومهاجمتها بمتحركات قادمة من كل جبهات القتال، بمشاركة كبيرة من القوات المساندة لها، أبرزها «قوات درع السودان»، والقوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة الدارفورية، وعدد من كتائب وميليشيات الإسلاميين التي تحارب في صفوف الجيش منذ بدء الحرب.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، قائد «قوات درع السودان»، أبو عاقلة كيكل، يقف أمام مدخل الفرقة الأولى مشاة التابعة للجيش السوداني بوسط المدينة.
وقال مواطنون من ود مدني لــ«الشرق الأوسط»، إنهم لاحظوا حركة غير عادية ليلة الجمعة لـ«قوات الدعم السريع»، التي كانت تنتشر في الأحياء السكنية وتسيطر على المواقع المهمة للحكومة في المدينة. وأفاد سكان قرويون جنوب مدني بأنهم شاهدوا عناصر من «الدعم السريع» على متن سيارات عسكرية مقاتلة وأخرى مدنية، يتجهون عبر الطريق الغربي باتجاه العاصمة الخرطوم.
اتهامات أميركية لـ«الدعم»
وكانت قوات الجيش قد انسحبت من مدينة ود مدني في 11 ديسمبر 2023، ودخلتها «قوات الدعم السريع» دون قتال كبير أيضاً، ووقتها أعلن الجيش فتح تحقيق في ملابسات وأسباب انسحاب قواته من مواقعها العسكرية في مدينة ود مدني.
ورغم مرور أكثر من عام على الواقعة، لم تصدر نتائج التحقيق بشأن انسحاب القوات التي كانت موجودة في المدينة، وهي الفرقة الأولى مشاة.
وأتت التطورات الميدانية بعد بضعة أيام من العقوبات التي أصدرتها إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن، بحق قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو، الشهير باسم «حميدتي»، واتهمت قواته انتهاكات كبيرة، بما في ذلك جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وجرائم حرب في إقليم دارفور غرب البلاد.
وقالت مصادر سياسية مدنية متعددة لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إنها لم تكن تستبعد دخول الجيش ولاية الجزيرة دون معارك، ورجحت أن تكون العملية قد تمت ضمن عمليات إعادة تموضع وترتيبات عسكرية جديدة لـ«قوات الدعم السريع»، وخفض وجودها العسكري في بعض الولايات.
وأضافت المصادر أن مجريات العمليات العسكرية على الأرض، كانت تشير بوضوح طوال الأيام الماضية، إلى متغيرات عسكرية متوقعة، بما في ذلك انسحاب «قوات الدعم السريع» دون خوض معارك كبيرة أو مواجهات ضخمة مع الجيش.
وألمحت المصادر إلى احتمال أن يكون انسحاب «الدعم السريع» من الولاية التي سيطر عليها لأكثر من عام، ضمن إطار تكتيكي عسكري للتوغل في ولايات أخرى، خاصة بعد تقدمها في ولاية النيل الأزرق في الجزء الجنوبي الشرقي للبلاد، أو تهديدات لولايات في شمال البلاد.
محاصرة الخرطوم
ووصف خبراء عسكريون تحدثوا لــ«الشرق الأوسط»، فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم، استعادة الجيش لمدينة ود مدني، بأنها «نصر كبير»، وقالوا إن هذا النصر يعني فعلياً نجاح التكتيكات العسكرية التي اتبعها الجيش، من أجل محاصرة «قوات الدعم السريع» في جنوب العاصمة الخرطوم، وتابعوا: «هذه الخطط بدأت باستعادة المدن الرئيسية في ولاية سنار، وكان الهدف منها قطع الطريق أمام أي تقدم أو تحرك لـ(قوات الدعم السريع)، وعدم إتاحة الفرصة لها لتهديد مناطق أخرى».
وأفاد خبراء، وهم ضباط سابقون في الجيش السوداني، بأن تحرير ولاية الجزيرة يعني إنهاء أي وجود لـ«الدعم السريع»، ويضع قواته التي لا تزال تسيطر على مناطق واسعة في الخرطوم جنوباً باتجاه ولاية الجزيرة، في «كماشة» تمكن الجيش من القضاء عليها.
احتفالات شعبية
وفور وصول أنباء استعادة الجزيرة من قبضة «الدعم السريع»، خرج آلاف المواطنين في مدن البلاد المختلفة، ابتداء بالعاصمة الإدارية المؤقتة، مروراً بمدينة «عطبرة» في ولاية نهر النيل (شمال)، إلى مدينة أم درمان ثانية كبرى مدن العاصمة السودانية الخرطوم، وإلى القضارف شرقاً، احتفالاً باستعادة الجيش السوداني ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة.
ومنذ ديسمبر 2023، سيطرت «قوات الدعم السريع» على 6 محليات في ولاية الجزيرة، ولم يتبق للجيش سوى محلية المناقل التي ما زالت تحت سيطرته، ويسعى عبر محورها لاستعادة الولاية كاملة.
وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في وسط البلاد والخرطوم، لا تزال «الدعم السريع» تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من إقليم كردفان وبعض المناطق في النيل الأزرق والأبيض.
ويقول الخبراء إن الجيش وفي حال فرضه لسيطرته الكاملة على ولاية الجزيرة، سيحاصر «قوات الدعم السريع» في العاصمة الخرطوم من الجهتين، الجنوبية، والشمالية، عبر مدينة الخرطوم بحري التي استعاد الجيش أجزاء واسعة منها أخيراً، ويضعها في «كماشة» يصعب الخروج منها.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في 15 أبريل (نيسان) 2023، وأدت لمقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم، إلى مناطق آمنة، ولجوء أكثر من 3 ملايين إلى دول الجوار، بحسب تقديرات أممية.