يبحث السائق البريطاني لويس هاميلتون، بطل العالم سبع مرات للفورمولا 1، عن المجد العالمي مع فريقه الجديد فيراري المنضم إليه بعد 12 عاماً مع مرسيدس، معرباً عن ثقته بقدرات «الحصان الجامح» على الفوز بالألقاب، وذلك بعدما خاض لفاته الأولى خلف مقود سيارته الجديدة استعداداً لباكورة الجولات في أستراليا الشهر المقبل.
ويطارد «السير» البالغ 40 عاماً والذي توّج للمرة الأخيرة مع «الأسهم الفضية» عام 2020، لقبه الثامن القياسي بهدف فك ارتباطه مع الأسطورة الألماني مايكل شوماخر.
ومنذ فقدانه عام 2021 اللقب أمام سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن في الجولة الختامية على حلبة مرسى ياس في أبو ظبي في سباق أثار الكثير من الجدل، حلّ البريطاني سادساً وثالثاً ثم سابعاً في الأعوام الثلاثة الأخيرة، وشاهد منافسه اللدود «ماد ماكس» يحكم قبضته في تلك الأعوام.
أسعد هاميلتون مشجعيه بتجربة سيارة إس إف-25 الجديدة على حلبة فيراري في فيورانو مودينيزي في ضواحي مودينا شمال إيطاليا قبل أن يتوقف لتحية الـ«تيفوزي».
ألهب وصول بطل العالم سبع مرات الحماس في قلوب جماهير سكوديريا التي تنتظر لأكثر من 15 عاماً بفارغ الصبر العودة إلى مسار الانتصارات، حيث يعود آخر لقب للسائقين إلى 2007 مع الفنلندي كيمي رايكونن، والصانعين إلى 2008.
«الشغف هنا لا يقارن» قال هاميلتون في أول مؤتمر صحافي له الأربعاء مرتدياً الزي الأحمر: «لقد عملت مع فريقين بطلين للعالم من قبل (ماكلارين ومرسيدس)، وأعرف كيف يبدو الفريق الفائز. الشغف هنا لا يقارن، والفريق يملك كل المكوّنات اللازمة للفوز ببطولة العالم. الأمر يتعلق فقط بجمع كل شيء معاً».
وأضاف صاحب الرقم القياسي بعدد الانتصارات (105) والانطلاق من المركز الأول (104) من بين عدة أرقام في الفئة الأولى «لا أحد يقول إننا مثاليون في كل شيء. يتعيّن علينا التطور في كل النواحي وهم لا يتركون أي شيء للصدفة لمحاولة القيام بذلك. هذا الفريق لديه تاريخ لا يصدق، لذلك أعتقد أنه في حمضه النووي لديه عقلية الفوز».
حقق هاميلتون، الذي انضم إلى فيراري بعد 12 عاماً قضاها في «مرسيدس» فاز خلالها بستة من ألقابه العالمية السبعة، حلم طفولته بالتوقيع مع الحظيرة الإيطالية، واضعاً نصب عينيه التتويج الثامن القياسي مع العلامة التجارية الأسطورية.
وتابع في حديثه لقناة «سكاي» الإيطالية بعد جلوسه للمرة الأولى خلف مقود سيارة «إس إف-25» والتي سيقودها طوال هذا الموسم: «فريق فيراري مختلف تماماً. بمجرد ارتداء البدلة ودخول المرأب وارتداء الخوذة والجلوس على المقعد، تشعر بشغف لا يصدق. كل شيء مثير. عندما كنت طفلاً، كنت أحلم بالتسابق لصالح فيراري، وما زلت (أقرص) نفسي لأصدق أن هذا يحدث حقاً».
تحدث هاميلتون المتحدر من ستيفينيدج الواقعة على بُعد نحو 50 كيلومتراً شمال لندن، عن انطباعاته الأولى بشأن سيارته الجديدة، والتي سيتعمق في كشف أسرارها الأسبوع المقبل خلال التجارب الشتوية ما قبل الموسم في البحرين، وأقرّ بأنه سيحتاج إلى بعض الوقت للتكيّف.
إثبات الكثير رغم سجل مثقّل بالإنجازات-وأردف: «عجلة القيادة وجميع إعدادات المفاتيح مختلفة تماماً، وكذلك البرنامج. أتكيّف مع سيارة مصممة بشكل مختلف تماماً عما عملت به في الماضي. لتحقيق الشيء ذاته، أشعر باختلاف كبير. لكنني لا أشعر بالحاجة إلى تغيير أسلوب قيادتي بشكل كبير في الوقت الحالي. أشعر في الواقع براحة تامة في السيارة، والأمر يتعلق فقط باتخاذ خطوة واحدة في كل مرة».
واستطرد قائلاً: «استغرق الأمر مني ستة أشهر على ما أعتقد في مرسيدس لتحقيق فوزي الأول، بصراحة لا أعرف (كم من الوقت سيستغرق الأمر) ولكنني أفعل كل ما بوسعي لكي أكون جاهزاً للسباق الأول».
ويتعيّن على هاميلتون أن يثبت الكثير على الرغم من سجله المثقّل بالإنجازات والأرقام القياسية، علماً أنه فاز العام الماضي بسباقين فقط، وأنهى انتصاره بجائزة بريطانيا الكبرى في يوليو (تموز) سلسلة من عامين ونصف العام من دون أن يصعد إلى أعلى عتبة على منصة التتويج، وتحديداً منذ فوزه بجائزة جدّة الكبرى في 5 ديسمبر (كانون الأول) 2021 (65 سباقاً).
ومع هاميلتون وزميله شارل لوكلير من موناكو، الذي وصفه الإنجليزي بـ«السائق السريع والمحترف والناضج»، يملك فيراري ثنائياً من شأنه أن يجعل كل الفرق الأخرى تخشى على نفسها.
يدرك الفرنسي فريدريك فاسور مدير «فيراري» أنه سيضطر إلى التخفيف من النشوة السائدة، لذا يقول: «الجميع مليء بالتوقعات والحماس والعاطفة. الآن مع الخبرة التي اكتسبتها خلال العامين الأوليّن، أعلم أنه يتعيّن علينا تهدئة التوقعات قليلاً».
وختم قائلاً: «إذا كنت تريد الفوز بالسباقات، عليك أن تمتلك سيارة جيدة، وأن تطور من أدائك في كل سباق، وأن تقوم بعملك على أكمل وجه. الأمر لا يتعلق بالجماهير وبالحماس».