بعد ختام تاريخي لبطولة كأس العالم للأندية في جدة، وهي النسخة الأخيرة بشكلها القديم، سيكون عشاق الكرة على موعد مع البطولة بنظامها الجديد في موعد حُدد له منتصف يونيو (حزيران) عام 2025.
واجتمع مجلس «فيفا» في مدينة جدة السعودية عشية انطلاق نصف نهائي كأس العالم للأندية 2023 التي أُقيمت في السعودية، حيث اتَّخذ قرارات مهمة تتعلق بالنسخة الأولى المحدَّثة من بطولة كأس العالم للأندية، التي ستُقام بنظام جديد اعتباراً من عام 2025، حين تستضيف الولايات المتحدة الأميركية هذه النسخة بمشاركة 32 فريقاً، من كل اتحاد من الاتحادات القارية الست.
وصادق المجلس بالإجماع على منهجية تصنيف الأندية التي ستُتَّبع ضمن المبادئ الأساسية للتأهل، والتي جرت الموافقة عليها خلال اجتماع المجلس المنعقد في مارس (آذار) 2023، وبهدف ضمان أعلى جودة ممكنة بناءً على معايير رياضية تشمل المواسم الأربعة الأخيرة، اعتباراً من مرحلة المجموعات للمسابقة الأبرز على صعيد الأندية في كل اتحاد من الاتحادات القارية، وتثميناً لنتيجة كل مباراة من مباريات تلك المسابقة، صادق المجلس على المنهجية التالية للتصنيف الجديد الخاص ببطولة كأس العالم للأندية، بحيث تُحسب 3 نقاط في حال الفوز، ونقطة واحدة في حال التعادل، و3 نقاط في حال التقدم لكل دور من أدوار المسابقة.
وبالنسبة إلى الأندية الأوروبية، ونظراً لاكتمال ثلاثة مواسم ومرحلة المجموعات من الموسم الرابع ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا، وبما أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يعتمد بالفعل نظام معامِلات تصنيف الأندية التابعة للاتحادات الوطنية المنضوية تحت مظلته، فإن المبادئ المنهجية المعتمَدة حالياً لحساب معامِلات تصنيف الأندية الأوروبية، فيما يتعلق حصراً بمسابقة دوري أبطال أوروبا، ستنطبق بشكل استثنائي على عملية تحديد تصنيف الأندية الأوروبية الذي سيُعتمَد في مسار التأهل لكأس العالم للأندية 2025، والتي ستتبع المنهجية المصادَق عليها لتحديد تصنيف الأندية الأوروبية، وهي نقطتان في حال الفوز، ونقطة واحدة في حال التعادل، و4 نقاط في حال التأهل لمرحلة المجموعات، و5 نقاط في حال التأهل للدور ثمن النهائي، ونقطة واحدة في حال التقدم لكل دور من الأدوار اللاحقة.
وبناءً على مبادئ التأهل المصادَق عليها ونتائج مسابقات الأندية القارية ذات الصلة، ضمنت الأندية التالية مشاركتها مسبقاً في بطولة كأس العالم للأندية 2025، وهي من قارة أفريقيا التي سيمثلها 4 أندية، من خلال الفوز بلقب دوري أبطال أفريقيا، وهي: الأهلي المصري، بطل نسختي 2021 و2023، والوداد البيضاوي المغربي، بطل نسخة 2022، وأيضاً بطل نسخة 2024، الذي من المنتظر تحديد هويته، بالإضافة إلى فريق سيجري تحديده عبر مسار التصنيف.
وعلى صعيد قارة آسيا التي سيمثلها 4 أندية في البطولة، فقد ضَمِنَ الهلال السعودي المشاركة بصفته بطل نسخة عام 2021، إلى جانب فريق أوراوا ريد دايموندز الياباني بصفته بطل نسخة 2022، وأيضاً بانتظار تحديد هوية البطل لنسخة 2023 - 2024، إلى جانب فريق رابع سيجري تحديده عبر مسار التصنيف.
وحسب التصنيف المنشور في موقع «فيفا» أمس، فإن الهلال يتصدر التصنيف بـ97 نقطة، يليه تشونبوك موتورز الكوري الجنوبي بـ72 نقطة، يليه مواطنه أولسان بـ62 نقطة، ثم كواساكي الياباني بـ61 نقطة، ثم بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي بـ55 نقطة، ثم الدحيل القطري بـ53 نقطة، ثم أوراوا الياباني بـ49 نقطة، يليه النصر السعودي 49 نقطة.
أما على مستوى القارة الأوروبية، فسيمثلها 12 نادياً في البطولة، بحيث تشارك 4 أندية بصفتها «أبطالاً للنسخ الأربع لبطولة دوري أبطال أوروبا»، والتي جرى تحديد 3 منها، هي: تشيلسي الإنجليزي، بطل نسخة 2021، وريال مدريد الإسباني، بطل نسخة 2022، ومانشستر سيتي الإنجليزي، بطل نسخة 2023، بالإضافة إلى بطل نسخة 2024 الذي من المنتظر تحديد هويته، إلى جانب ثمانية أندية أوروبية ستشارك عبر مسار التصنيف، وقد جرى تحديد خمسة منها حتى الآن، هي: بايرن ميونيخ الألماني، وباريس سان جيرمان الفرنسي، وإنتر ميلان الإيطالي، وبورتو وبنفيكا البرتغاليان، مع تبقي ثلاثة مراكز عبر مسار التصنيف سيجري تحديدها لاحقاً بعد انتهاء النسخة الحالية لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
وفيما يتعلق بالمشاركين من قارة أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي، فقد تقرر أن تمثلها 4 أندية هي الفائزة باللقب القاري، كأس أبطال أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي، والتي ضمنت منها ثلاثة فرق المشاركة بصفتها أبطالاً للمسابقة، هي فرق: مونتيري المكسيكي، بطل نسخة 2021، وسياتل ساوندرز الأميركي، بطل نسخة 2022، وفريق كلوب ليون المكسيكي، بطل نسخة 2023، بالإضافة إلى بطل نسخة 2024 الذي من المنتظر تحديد هويته.
أما بالنسبة إلى قارة أوقيانوسيا فقد تقرر أن يمثلها نادٍ واحد، هو فريق أوكلاند سيتي النيوزيلندي، على الرغم من أن نسخة دوري أبطال أوقيانوسيا لم تنطلق حتى الآن، لأنه من بين الأندية التي يُحتمل أن تشارك في هذه النسخة، لا يوجد أي نادٍ بإمكانه تجاوز أوكلاند سيتي من حيث النقاط التي حصل عليها النادي النيوزيلندي حتى الآن خلال الفترة التأهيلية المُعتمدة في التصنيف الحالي.
وفيما يتعلق بقارة أميركا الجنوبية، فقد تقرر أن تمثلها ستة أندية، أربعة منها بصفتها أبطالاً لبطولة ليبرتادوريس، جرى تحديد ثلاثة منها، هي: فريق بالميراس البرازيلي، بطل نسخة 2021، وفريق فلامينغو البرازيلي، بطل نسخة 2022، وفريق فلومينينسي، بطل نسخة 2023، بالإضافة إلى بطل نسخة 2024 الذي من المنتظر تحديد هويته، إلى جانب ناديين اثنين سيجري تحديدهما مستقبلاً عبر مسار التصنيف، فيما سيُخصَّص المقعد الأخير لنادٍ من البلد المضيف (أميركا) لم يتم تحديد هويته حتى الآن.
وبشأن حظوظ الفرق الثلاثة من أجل المشاركة في البطولة العالمية، أكد عبد المجيد المنصور نائب رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم «سابقاً» والخبير في لوائح وأنظمة كرة القدم، أن ناديي الاتحاد والفيحاء ينبغي عليهما تحقيق لقب النسخة الحالية لدوري أبطال آسيا للمشاركة في البطولة العالمية، أما خيار التأهل عبر مسار التصنيف فليس متاحاً لهما، لأن مسار التصنيف يتطلب من الفرق أن تكون شاركت في ثلاث نسخ متتالية لدوري أبطال آسيا 2021 و2022 و2023، وهو الأمر الذي لا ينطبق عليهما كونهما لم يشاركا في النسخ الماضية، بينما نادي النصر لديه فرص أخرى للعب في بطولة العالم بخلاف تحقيقه اللقب الآسيوي، وهي التأهل عبر مسار التصنيف.
وأضاف المنصور في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «معيار احتساب النقاط في مسار التصنيف يعتمد على 3 نقاط مقابل تحقيق كل فوز، ونقطة واحدة في حال التعادل، و3 نقاط في حال التقدم لكل دور من أدوار المسابقة، مع الإشارة إلى أنه في حال حسم نتيجة أي مباراة في الأدوار الإقصائية في الأشواط الإضافية أو عن طريق ضربات الترجيح سيجري احتساب نقطة واحدة للفائز باعتبار أن الأشواط الأصلية انتهت بالتعادل».
وبيَّن المنصور الفرص المهيَّأة للنصر للتأهل عبر مسار التصنيف، قائلاً: «أولاً هناك فرصة رقمياً، لكنها صعبة على أرض الواقع لأن هناك أربعة أندية تتقدم في التصنيف على نادي النصر، هي ثلاثة أندية كورية جنوبية (تشونبوك، وأولسان، وبوهانغ)، بالإضافة إلى نادي كواساكي الياباني، إذ ينبغي أن تخرج هذه الأندية الأربعة من دور الستة عشرة من دوري أبطال آسيا، مع فوز النصر في جميع مبارياته ذهاباً وإياباً في دور الستة عشرة والثمانية ونصف النهائي حتى يتمكن من تجاوز الرصيد النقطي لفريق تشونبوك الكوري الجنوبي، أما الفرصة الثانية فهي فوز فريق تشونبوك الكوري الجنوبي باللقب، وبالتالي ازدياد حظوظه في المشاركة لأن الفريق الكوري الجنوبي هو ثاني أكثر فريق نقاطاً في التصنيف الآن، وبالتالي تحقيقه البطولة سيجعل هناك نادٍ آخر في مسار التصنيف لأن تشونبوك سيشارك بصفته بطلاً، أما أفضل الاحتمالات هو فوز الهلال السعودي بالبطولة، وعليه سيكون الهلال بطل نسختَي 2021 و2023، وبما أن آسيا لديها 4 مقاعد فسيشغل الهلال مركز البطل، ونفس الحال بالنسبة لأوراوا الياباني بطل نسخة 2022، لذلك سيكون هناك مقعدان متاحان للتأهل عبر مسار التصنيف، وبالتالي ازدياد حظوظ تأهل النصر، مضيفاً: «هناك خيار فقدان النصر فرصة اللعب في بطولة كأس العالم للأندية 2025 حتى لو كان يملك أعلى رصيد نقطي في جدول التصنيف للفرق غير البطلة، وهي تحقيق إما الاتحاد أو الفيحاء لقب دوري أبطال آسيا النسخة الحالية، لأن نظام الاتحاد الدولي لكرة القدم يشترط عدم مشاركة أكثر من فريقين من كل دولة، إلا في حال كانوا أبطالاً لقارتهم، لذلك فوز الاتحاد أو الفيحاء باللقب سيحرم النصر من الوجود في البطولة العالمية حتى لو كان أعلى نقاطاً في التصنيف، وسيؤخذ نادٍ آخر غير سعودي بدلاً عنه.