بعد تسجيل نفسها عاصمة عالمية جديدة للرياضة، تشهد السعودية حقبة نشطة واستثنائية على صعيد تفعيل الألعاب المختلفة، وذلك سعياً لبناء مستقبل زاهر مصحوب بفن صناعة المواهب الشابة وتعزيز العمل الاحترافي في هذا المجال.
ويعد «الاتحاد السعودي للخماسي الحديث» أحد المشاريع التي وجدت صدى مميزاً وإقبالاً منقطع النظير من العناصر الشابة والموهوبة، وذلك منذ قرار الأمير عبد العزيز الفيصل وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية بتأسيسه عام 2021.
ويرأس ناصر الدغيثر «الاتحاد السعودي للخماسي الحديث»، ويحل حسين العبد الوهاب نائباً له، ويشمل الاتحاد عدة ألعاب؛ هي «ليزر رن (رماية وجري)، بياثل (سباحة ورماية وجري)، ترياثل (سباحة ومبارزة ورماية وجري)، بنتاثلون (سباحة ومبارزة ورماية وجري وفروسية)».
وبعد بدء أنشطة الاتحاد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عقب استكمال الحوكمة الإدارية ووضع اللوائح المالية والإدارية وتشكيل الهيكلة، شارك أكثر من 400 لاعب ولاعبة من جميع الفئات العمرية في أنشطته، حيث وصلت نسبة فئة 9 أعوام فأقل إلى 40 في المائة، ونسبة السيدات إلى 33.3 في المائة، ويأخذ إقبال الرجال النسبة الأكثر حيث وصل إلى 66.7 في المائة، إلا أن عدد تسجيل السيدات في المنتخب رسمياً كان أكثر من الرجال.
كما جرى إقامة بطولتين في الرياض؛ الأولى لرياضة «بياثلون» في الصالات الرياضية الخضراء في شهر ديسمبر الماضي، والثانية بطولة «ليزر رن» بجامعة اليمامة في شهر فبراير (شباط).
وسجل المنتخب السعودي للسيدات والرجال في مشاركته الأولى دولياً منجزاً آسيوياً في بطولة السباق الثلاثي، و«الليزر رن» الدولية بتايلاند، حيث لفتت مشاركة سيدات الأخضر الأنظار في البطولة، بعد أن قدمن أداء رياضياً محترفاً وناجحاً، وحققت اللاعبة أروى النجراني ميداليتين فضيتين، فيما حقق محمد باهيثم ميداليتين «فضية وذهبية».
ويستعد الأخضر للبطولة المقبلة في جدة بإقامة 6 معسكرات استكشافية حول المملكة بهدف تعزيز وتطوير المواهب وتكثيف الحصص التدريبية ورفع مستوى اللياقة، ويقيم الاتحاد أيضاً معسكرات للجنسين لاستقطاب المواهب، بإشراف مدربين رسميين، معتمدين بشهادات من الاتحادين الدولي والسعودي.
كما تم التعاقد مع المدرب الروماني ماريان جورج، وهو لاعب سابق ومدرب ومحاضر دولي للعبة حاصل على أعلى مركز في التصنيف من الاتحاد الدولي في المرتبة 4 دولياً. في حين تم تقديم دورات للحكام والمدربين الأجانب والسعوديين، أمثال نوال العطوي ورحاب العتيبي وعبير جرام وهند عدلي وهيام دودي وباسم الحربي ووليد عسيري وعبد الرحمن المحيميد ومحمد الغامدي، فيما يصل عدد الحكام والحكمات إلى 24.
وبادر الاتحاد الخماسي الحديث السعودي إلى التعاون مع الاتحادات الرياضية، مثل اتحادات الفروسية والسباق الثلاثي والسباحة، والمبارزة والرماية وألعاب القوى، بالإضافة إلى الاجتماعات مع الاتحاد القطري والاتحاد الإماراتي للخماسي الحديث.
ويسعى الاتحاد لتقوية استراتيجياته وتعزيزها على خطط طويلة وقصيرة المدى حيث تبدأ طويلة المدى من خلال إقامة بطولات لمختلف الشرائح المجتمعية في مناطق المملكة كافة، من خلال اتفاقيات مع اتحادات الألعاب ذات العلاقة، مثل السباحة والرماية والسباق الثلاثي وغيرها، فيما تبدأ خطة نشر اللعبة عن طريق اتفاقيات شراكة مع المدارس وإقامة فعاليات داخلية والتنسيق مع الأندية لاعتماد اللعبة وفق جدول مُعد وجارٍ العمل عليه خلال الربع الثاني من عام 2024.
أما الخطط قصيرة المدى فستكون من خلال إعداد معسكرات استكشافية لاستقطاب المواهب وإقامة بطولات رياضية لكل المسابقات والألعاب في جميع مناطق المملكة، على أن يتم تسجيل اللاعبين واللاعبات ممن يحققون أرقاماً مميزة ويحققون ميداليات المراكز الثلاثة.