كشف السعودي ماجد الشيباني، محلل الأداء والمدرب المرخص من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أن فريق الاتحاد «استحق» لقب الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم دون أدنى شك في ذلك، مضيفاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك تفاصيل عدة خلف هذا الاستحقاق، أولها التنظيم الدفاعي المميز المصحوب بأرقام تاريخية، حيث خرج الفريق بشباك نظيفة 18 مرة، واستقبلت شباكه 13 هدفاً فقط، بوصفه أفضل رقم دفاعي لفريق في تاريخ الدوري السعودي للمحترفين».
وواصل الشيباني حديثه عن فريق الاتحاد هذا الموسم، موضحاً: «من الناحية الهجومية كان الاتحاد أكثر الفرق تنوعاً لمصادر خطورته وتسجيله، من لعب مفتوح أو كرات ثابتة، حيث أنهى الموسم بـ29 هدفاً من كرات ثابتة»، وهو العدد الأكبر في الدوري.
وفيما يخص وجود الهلال في المركز الثالث، وهل كان ذلك متوقعاً؟ وما الأسباب التي قادت لهذا التراجع بحسب وجهة نظره، يقول الشيباني: «بالطبع غير متوقع، والسبب برأيي تدريبي بحت، ويتعلق بعمل الجهاز الفني بقيادة رامون دياز الذي ظهر منذ بداية الموسم فاقداً للسيطرة على بعض التفاصيل، وثبت عدم تحكمه الكامل بالمجموعة».
وأشار الشيباني في حديثه عن الهلال، قائلاً: «البعض نسب تعثرات الهلال للإرهاق، ولنفي هذه المسألة يكفي أن تعرف أن نصف تعثرات الهلال جاءت قبل مشاركته العالمية... الفريق طوال الموسم لم يتجاوز عدد مرات إقناعه فنياً في المباريات 4 أو5 لقاءات على الأكثر، وهذا إخفاق لا يمكن تبرير ساحة المدرب فيه».
وعن الحديث عن أن الجيل الحالي للهلال يعيش مراحله الأخيرة، وربما لن يتجاوز عامين، وما قراءته للمشهد، يوضح: «الفريق يعيش أهم صيف في تاريخه من نواحٍ عدة. ركائز الفريق بصدد تغيير أدوار بعضهم من خيارات رئيسية، لخيارات دكة وعمق تشكيل»، مضيفاً: «صيف يأتي بدعم حكومي تاريخي، وبعد فترتين دون تسجيل، وبتحسن، ورفع جودة واضح في صفوف منافسيك المباشرين (الاتحاد تحديداً)».
وأشار محلل الأداء الشيباني في حديثه إلى أهمية عدم إغفال نهاية عقود عدد كبير من اللاعبين المحترفين الأجانب، مضيفاً: «كل ما سبق يقود لحقيقة أن هذا الصيف مفصلي في مستقبل الهلال، والفريق بحاجة ماسة لنوعية خيارات تكمل نواقصه، وبإمكانه البناء عليها مع جيل شاب بدأ يصعد، ومن المتوقع زيادة عدد دقائقه تدريجياً».
وأشاد المدرب المرخص من قبل الاتحاد الآسيوي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بقرار زيادة عدد اللاعبين المحترفين الأجانب، موضحاً: «أنا من أنصار زيادة عدد الأجانب، وأرى أنها انعكست إيجابياً على الأندية والمنتخبات، وتُحقق معها نتائج لم يكن ممكناً تحقيقها قبل وجودهم، والأمر يتعلق بشكل رئيسي بقوة الاحتكاك وعدد الاختبارات التي يوضع فيها اللاعب كل أسبوع، وهو مستوى احتكاك يفوق معظم مسابقات القارة».
وعن هذه النقطة (زيادة اللاعبين الأجانب)، يضيف الشيباني: «برأيي لكيلا تنعكس الفائدة، يجب تقنين العدد؛ لضمان مساحة عادلة للاعب السعودي، خصوصاً مع وجود عوائق كثيرة تمنع احترافه الخارجي، ولا يملك مساحة للعب في مستوى عالٍ إلا في الدوري السعودي للمحترفين»، مختتماً حديثه في هذا الجانب بالقول: «أفضّل الاكتفاء بسبعة محترفين أجانب حداً أقصى».
وفيما يتعلق بفريق النصر، واحتياجاته ليكون بطلاً، قال الشيباني: «النصر يحتاج وجود نموذج عمل فعلي، ثم الصبر عليه لتقييمه، والتعديل عليه مرة بعد مرة، حتى يؤتي حصاد ثماره. النصر أكثر نادٍ فيه استعجال للنجاح من كل منتسبيه، وهذا ما يدفع للتغيير باستمرار، وأحياناً يفقد مكتسبات كان من الممكن مع الوقت وفي ظروف مختلفة أن يصبح لها دور محوري مع الفريق».
ويرى الشيباني أن الدوري السعودي أقرب لكونه «مثيراً» من كونه «قوياً»، مضيفاً: «الدوري يصبح قوياً باتساع دائرة التنافس فيه، مع ضرورة وجود أقطاب المنافسة في حالة فنية جيدة، ورتم ثابت نسبياً. دورينا متقارب نقطياً وهذا يجعله مثيراً، لكن أضلاع المنافسة فيه معظمها عاشت فترات تذبذب متكررة وطويلة نسبياً، ورغم ذلك لم يخرجوا من السباق للنهاية، وهذا مؤشر على تراجع جودة المسابقة».
وفيما يخص الفوارق النقطية بين أندية الصدارة وفرق المؤخرة والوسط، يختتم الشيباني حديثه: «موسم استثنائي من الصعب القياس عليه، من ناحية فقدان ركن رئيسي للمنافسة مثل الأهلي، ومن ناحية أخرى الاكتفاء بهبوط ناديين فقط أحدهما حُسم أمره مبكراً لعدم قدرته على التسجيل، وهذا جعل أندية كثيرة تضمن البقاء مبكراً وتفقد الحافز».
وتصدر نادي الاتحاد الدوري السعودي للمحترفين، ليتوّج باللقب للمرة الأولى منذ عام 2009 وذلك بعد أن جمع 72 نقطة، تاركاً الوصافة للنصر الذي كان متصدراً العديد من الجولات، وجمع النصر 67 نقطة، بينما حل الهلال ثالثاً برصيد 59 نقطة، أما الشباب فحضر في المرتبة الرابعة برصيد 56 نقطة بفارق نقطة واحدة عن التعاون.
وبفارق كبير جاء الفتح سادساً في الترتيب برصيد 43 نقطة، ثم جاء الاتفاق سابعاً برصيد 37، ثم ضمك 36، فالطائي والرائد برصيد 34 نقطة، وتشارك أبها والفيحاء بـ33 نقطة لكل منهما، بينما حلّ الوحدة في المركز الـ13 برصيد 32 نقطة، بينما أنقذ الخليج موسمه من الهبوط بحصوله على 31 نقطة، تاركاً السقوط للأولى لفريقي العدالة والباطن بنقاطهما 28 و20.