الأيام الأخيرة للحكم الثنائي في السودان كانت أياماً مليئة بالمفاجآت والتطورات غير المحسوبة، وذلك بسبب التغيير الجذري الذي حدث في الساحة السياسية المصرية، جراء الانقلاب العسكري الذي قاده الضباط الأحرار في مصر، فأطاحوا بالنظام الملكي في 1952.
المفاجأة بالنسبة للسودان كانت هي تخلي نظام الضباط الأحرار في مصر عن شعار «وحدة وادي النيل»، وقبولهم مبدأ ممارسة السودانيين لحقهم في تقرير مصيرهم.
نتيجة لهذه التطورات، جرت المحادثات الإنجليزية - المصرية حول مستقبل السودان، واستطاع الوفد المصري أن يفرض على المفاوض البريطاني ضرورة الإسراع بتحرير السودان،
أزعج البريطانيين كثيراً أن مصر اقتحمت معاقلهم في جنوب ا