هدى الرشيد

هدى الرشيد
إعلام هنا لندن

هنا لندن

حكايتي مع الإعلام قصة عشق وحب منذ البداية. وكما يقال العشق قاتل. أتذكر السنة الأولى لالتحاقي بالـ«بي بي سي» كانت حافلة بالمعاناة. أولها الغربة ومشاقها وضياعها، وكان هناك أيضاً الصراع لإثبات القدرة على أداء العمل الإذاعي. كان مميزاً لا شك، لكنه أيضاً كان جديداً عليّ في أجوائه وشاقاً في متطلباته. لكن شدة الحياة تعلمك في النهاية، وبتوفيق من الله أن تكون أشد منها. وإذا كان لا بد من التطرق إلى رحلتي الإعلامية، فهناك السلبيات كما فيها الإيجابيات. ولقد حوربت في بلادي وخارجها حرباً ضارية شعواء. لكن بقدر ما حُوربت بقدر ما وفقني الله وأخذ بيدي؛ لأن عدالة الله هي في الأرض أيضاً كما هي في الآخرة.

هدى الرشيد
إعلام «بي بي سي» ورحلة السبعة وسبعين عاما

«بي بي سي» ورحلة السبعة وسبعين عاما

ما دمت أصبحت تاريخا فسوف أكتب وأتحدث عن التاريخ وليس لي صلة بالحاضر. الـ«بي بي سي» بالنسبة لي تتعدي محدودية المكان والزمان. عندما تدرك أن مستمع الـ«بي بي سي» في الصحراء وقلب البداوة يسمعك ويحكم مؤشر مذياعه بشكل شبه متواصل على إذاعة الـ«بي بي سي»، ويشاركه في ذلك الحضري في المدينة مثقف أو غير ذلك. وعندما يعارض والدي عملي في الإعلام ويتنبأ لي بالفشل ولا يعترف بي إلا عندما يسمعني أذيع نشرة الأخبار من الـ«بي بي سي» ويصبح من المتحمسين الفخورين بابنته، وكان أيضا له مذياعه المخصص فقط لمحطة الـ«بي بي سي»، فهل احتاج لقول المزيد!

هدى الرشيد (لندن)