لم تكد تشرق شمس الثامن من أبريل (نيسان) من عام 1911 إلا وصوت غراب مشؤوم كان نعيقه أوضح من زقزقة العصافير، لتلد الأم المتمردة الشاكة بالدين والوجود ثمرة حب وزواج من كاهن أرثوذكسي محافظ.. كانت الثمرة الفيلسوف الروماني إميل سيوران، وذلك في قرية رازيناري، إحدى قرى ترانسيلفانيا الرومانية، والتي كانت حينها تحت هيمنة نمساوية مجرية، كان الصراع بين النموذجين، الأم والأب، العصفورة والغراب، واضحا في فلسفته إلى أن توفي في 12 يونيو (حزيران) 1995 بباريس. رضع سيوران من أعتى الفلسفات تشاؤما. وأسس للمعنى والغضب كما يشرح حميد زنار في كتيب وضعه عنه بعنوان: «المعنى والغضب..