أشعر بحسرة كبيرة وأنا أتحدّث عن ذكرياتي الرمضانية أيام زمان. فنحن اليوم نعيش هذا الشهر بأسلوب مغاير تماما عمّا كنّا نعيشه في الماضي. كلّ شيء تبدّل فيه، وبتنا نفتقد تلك الأجواء العابقة بالحبّ والصدق، وبالأخصّ إلى لمّة العائلة التي كانت تشكّل رمزًا أساسيًا من رموز هذا الشهر الفضيل.
لقد كنت من سكّان منطقة رأس النبع في بيروت، حيث كان منزلنا يقع في شارع محمد الحوت. كلّ ما كان يدور في فلك هذا الشهر كانت البركة عنوانه، فمائدة رمضان كانت بسيطة، بحيث توضع أطباق الطعام عليها بعفوية، عكس الاصطفاف الأنيق المصطنع الذي تشهده اليوم.