تقيم بعض البلدان أنصابًا لـ«الجندي المجهول»، لكي تتذكر مرة في العام جنودها الذين سقطوا في الحروب. جندي واحد، بلا اسم، لأن الذاكرة البشرية أضيق بكثير من أن تتسع لأسماء الآلاف والملايين، عندما يكبر عدد الضحايا في ثنايا الذاكرة، ويصبح الأمر محرجًا حقًا. فلنختصر الجميع في نصب واحد ونقم قبرًا هائلاً للبطل، وقوس نصر، ومقامات من الذهب.
أصر تولستوي على أن يعطي جميع أبطاله أسماء علم في «الحرب والسلم». نحو 500 منهم. يجب أن نربط الاسم بالذاكرة. لقد حفظنا اسم عنترة واسم حصانه واسم هائمته، وظل المئات من أعوانه أو أعدائه بلا أسماء، وبلا ذكرى. عنترة وشركاه. نابليون ورجاله. هوشي منه ومقاتلوه.