د. أحمد الخميسي

د. أحمد الخميسي
كتب «ذات الرداء الأبيض» لويلكي كولنز... وقصص تشيخوف

«ذات الرداء الأبيض» لويلكي كولنز... وقصص تشيخوف

نحن لا نكف عن التعلم أبدا، لكن تبقى في الذاكرة أسماء من علمونا في بداية الطريق، مثلها مثل الحب الأول، ربما لأن بواكير انفتاح القلب والعقل تخدش الذاكرة بقوة وعنفوان، فتمكث أبدا. وقد بدأت علاقتي بالقراءة في سن صغيرة ولم يكن أمامي في بيتنا سوى صوان واحد من الكتب، فرغت مما فيه، ولجأت إلي «عم حجازي» الذي كان يعرض الكتب على سور فيلا مهجورة بالقرب منا ويقف بجوارها أمام لوح رسم ممسكا بفرشاة يرسم صور المطربين والنجوم. كنت قد عقدت اتفاقا مع عم حجازي أن أعطيه قرش صاغ مقابل أن أقرأ قدر ما أستطيع من دون أن آخذ كتابا لي أو معي.

د. أحمد الخميسي
ثقافة وفنون أنطوان تشيخوف

أنطوان تشيخوف

أذكر ذات مرة كنا في مرحلة الشباب نجلس مع الكاتب العظيم نجيب محفوظ وسألناه عن كتاب بعينه فأجاب بأنه لا يتذكر ذلك العمل ثم استدرك: «الكتب والكتاب مثل الطعام تأكله فإذا فتشت عنه لن تراه، لكن أثره يسري في دمك في مكان ما». أعتقد أن لكل الأدباء الكبار أثرهم الذي يسري في أرواحنا وخواطرنا. إلا أن للتأثر أشكالا متعددة، هناك من تتأثر بأسلوبه مثل همنجواي الذي لقن الجميع فن الجملة التلغرافية وقال بذلك الصدد: «على الكتاب أن يكتبوا وهم واقفون، حينها سيتقنون كتابة الجمل القصيرة». هناك من تتأثر برؤاه مثل مكسيم جوركي الذي قال: «جئت لهذا العالم لأختلف معه». هناك من تتأثر بلغته مثل يحيي حقي.

د. أحمد الخميسي