جدل في تونس بسبب احتمال ترشح السبسي مجدداً

عدد المسجلين في الانتخابات البلدية المقبلة تجاوز 5 ملايين

TT

جدل في تونس بسبب احتمال ترشح السبسي مجدداً

تعرف الساحة السياسية التونسية جدلاً حادّاً حول المرشحين المحتملين لرئاسة تونس خلفاً للرئيس التونسي الحالي الباجي قائد السبسي، الذي لم يخفِ طموحه في الترشح من جديد والمنافسة على رئاسة تونس عام 2019.
وتزايد هذا الجدل بعد انتشار خبر تلقي الرئيس، البالغ من العمر 91 سنة تقريباً، هدية من رجل الأعمال التونسي حمدي المدب، كانت عبارة عن قميص رياضي كتب عليه باللغة الفرنسية الأحرف الأولى من اسم الرئيس، وتاريخين مهمين: الأول يؤرخ لتأسيس نادي الترجي (1919)، والثاني لمئوية هذا الفريق التي تتزامن مع موعد إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتركزت النقاشات حول أهمية هذا التاريخ بالنسبة للرئيس، خصوصاً أنه ترك الأبواب مفتوحة، ولم يحسم في الأمر بشكل نهائي، حيث قال خلال لقائه برجل الأعمال المدب بمناسبة فوز فريقه بالبطولة العربية التي أقيمت أخيرا في مصر: «لدينا التزام مع التونسيين إلى حدود 2019، أما الباقي ففي علم الله».
وبمجرد خروج هذه التصريحات إلى النور، اعتبرت الطبقة السياسية في هذا الكلام قبولاً مبدئياً من الرئيس بفكرة الترشح، لأنه لم يحسم الأمر، ولم يعلن صراحة عن عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية. أما قسم من المعارضة فقد رأى أن المشهد برمته يعيد إلى الأذهان سيناريو مشابهاً لما قام به الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وفي هذا الشأن، قال المحلل السياسي جمال العرفاوي إن السبسي فتح باب التأويل على مصراعيه بخصوص فرضية تجديد ولايته على رأس الجمهورية، ووجه رسالة صريحة إلى كل الحالمين بخلافته في قصر قرطاج بكلمات مقتضبة، لكنها تحمل عدة معان لا تخفى على متابعي الوضع السياسي في البلاد.
وكان راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (حزب إسلامي) قد فاجأ الساحة السياسية بتصريحات، دعا من خلالها يوسف الشاهد رئيس الحكومة إلى عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة سنة 2019.
على صعيد آخر، أكد أنور بلحسن، نائب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أن عدد المسجلين في الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها يوم 17ديسمبر (كانون الأول) المقبل بلغ نحو 5 ملايين و813 ألف مسجل بالسجل الانتخابي.
وأضاف المصدر ذاته أن «تحيينات التسجيل كانت في حدود 84 ألفاً و410 مسجلين، في حين أن التسجيلات الجديدة بلغت 507 آلاف و415 مسجلاً»، موضحاً أن عدد المقاعد المتنافس عليها في الانتخابات البلدية محددة في 7182 مقعداً، موزعة على 350 بلدية. كما شدد نائب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على أن إعادة النظر في موعد الانتخابات البلدية «غير مطروحة بالمرة».
وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد فتحت أبواب التسجيل يوم 19 يونيو (حزيران) الماضي على أن يكون آخر أجل في العاشر من أغسطس (آب) الحالي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.