«الجبهة الجنوبية» في «الجيش الحر» تتمسك بحل يؤدي إلى رحيل الأسد

أحزاب كردية وعربية تدعو إلى فيدرالية ولامركزية

TT

«الجبهة الجنوبية» في «الجيش الحر» تتمسك بحل يؤدي إلى رحيل الأسد

أعلنت فصائل في «الجيش السوري الحر»، موقعة على هدنة جنوب غربي سوريا، تمسكها بحل سياسي «نهايته رحيل بشار الأسد وزمرته»، في وقت دعت فيه أحزاب سياسية عربية وكردية أخرى إلى اعتماد الفيدرالية واللامركزية حلاً للبلاد.
وقالت «الجبهة الجنوبية» في «الجيش السوري الحر»، في وثيقة سمتها «ميثاق شرفٍ»، هي الأولى من نوعها، إن الميثاق ينظم بعد الهدنة الأميركية - الروسية – الأردنية، جنوب غربي سوريا، «العلاقة، ويحدد معالم المرحلة المقبلة».
وأشار البند الأول، بحسب موقع «كلنا شركاء» السوري المعارض، إلى أن «مناطق تجميد القتال والهدن ما هي إلا خطوة في طريق الحل السياسي، الذي لن نقبل إلا أن تكون نهايته هي رحيل (بشار) الأسد وزمرته، وبداية لمرحلةٍ جديدة في تاريخ سوريا».
وقال: «الروس هم ضامنون للنظام، لإيقافه هو وحلفاؤه عن الإجرام والانتهاكات الإنسانية بحق الشعب السوري، ريثما نصل لحل سياسي، ولم يكونوا قط أصدقاءً للشعب السوري، لذلك نعتبر أي تعامل مباشر من أي فصيل أو كيان أو هيئة مع روسيا خارج المرجعيات الثورية، وبمعزل عن حلفائنا الضامنين، هو خروج عن المصلحة العامة، وخيانة لدماء الشهداء».
وتابع البيان: «نحذر أهلنا في سوريا من أصحاب الفكر المتطرف، ومن التنظيمات الظلامية التي تحاول نشر سمومها في سوريا قاطبة، ونناشد أهلنا أن يجنبوا أبناءهم هذا الفكر الدخيل على ثورتنا، الذي يعتمد في بعض أفكاره على تجنيد الأطفال، وغسل أدمغتهم، وتغييب عقولهم، واستغلالهم لتنفيذ مخططاته وأهدافه».
كما حذر الميثاق «كتائب الثوار من عمليات بيع السلاح؛ سلاحنا وجد لحماية ثورتنا ومبادئها، ورد الظلم عن أهلنا في سوريا»، لذلك حذرت الجبهة الجنوبية «كل التشكيلات العسكرية الثورية أو أفرادها من المتاجرة به وبيعه لجهات غير معلومة، قد تكون مدعومة من ميليشيات النظام والتنظيمات المتطرفة»، كما حذر «من أخطر المواضيع التي يلعب على وترها النظام، وجند أشخاصاً لهذا الغرض»، معتبراً أن كل شخص يسعى وراء المصالحات أو يروج لها «عدواً وعميلاً للنظام»، وسيعامل على هذا الأساس.
في المقابل، أصدرت مجموعة من الأحزاب الكردية والعربية والآشورية بياناً، قالت فيه إنه «في ظل تعقيدات الأزمة السورية نتيجة استشراء القتل والتدمير وتضارب أجندات ومصالح القوى الدولية والإقليمية، التي باتت تلقي بظلالها الخطيرة على المنطقة، وتهدد السلم والأمن العالمي، إذ لم تتجه الأمور نحو حل سياسي توافقي، واحترام إرادة الشعوب، وإيجاد الحلول على أساس حوارات جادة مسؤولة، وبضمانات دولية».
وزادت: «المستجدات التي أفرزتها الأحداث تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك صحة التوجهات السياسية للفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا، بقواها السياسية والعسكرية والمشروع الديمقراطي التعددي التشاركي الذي يستند إلى أخوة الشعوب، والمشاركة الفاعلة من كل مكونات المنطقة من الكرد والعرب والسريان الآشوريين والتركمان، مسلمين ومسيحيين وإيزيديين، في الإدارة».
وأشار البيان إلى أن «قواتنا العسكرية، الممثلة بـ(قوات سوريا الديمقراطية)، نجحت في محاربة الإرهاب والاستبداد، وتحاصر الدواعش في عاصمتهم المزعومة الرقة، وتسيطر هذه القوات على أكثر من ثلث الأراضي السورية»، وأيدت «الحل السياسي على أساس بناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية فيدرالية، كما نجد من الضرورة إعادة هيكلة هيئة التفاوض، وذلك بإشراك القوى الفاعلة المؤمنة بالحل السلمي الديمقراطي، ومع عقد مؤتمر وطني للحوار لإيجاد مخرج سلمي للأزمة السورية».
وبين الأحزاب الموقعة على البيان «حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا» و«الحزب الآشوري الديمقراطي» و«حزب الاتحاد الديمقراطي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.