كاتب بريطاني يطالب بإسقاط «صنم داروين»

يشكك بفكرتي التطور التدريجي والانتقاء الطبيعي

داروين
داروين
TT

كاتب بريطاني يطالب بإسقاط «صنم داروين»

داروين
داروين

دعا كاتب بريطاني إلى إسقاط «صنم تشارلز داروين» المشهور بنظريته حول النشوء والارتقاء، والبقاء للأفضل، وإلحاقه بأصنام المستبدين التي أسقطت على يد الشعوب.
وقال أندريو نورمان ويلسون الكاتب والصحافي الذي يعرف بمؤلفاته الجريئة حول السير الشخصية للمشاهير وقصصه التي تتناول مواضيع التاريخ والدين، إن الوقت قد حان لتنحية داروين ونظريته المتناقضة من مكانته العلمية المقدسة. وذكر ويلسون في مقالة نشرتها صحيفة «إيفننغ ستاندارد» اللندنية، التي كان من كتاب الأعمدة فيها، بمناسبة صدور كتابه الشهر المقبل، والموسوم: «تشارلز داروين: صانع الأساطير الفيكتوري»، إن «الحقيقة الكبرى حول التطور التدريجي كانت سائدة على مدى 50 عاما على الأقل قبل أن يبدأ تشارلز داروين أعماله العلمية».
وطالب ويلسون أن يزال تمثال داروين الذي يتصدر قاعة المتحف التاريخ الطبيعي مثلما أزيحت صورته من على ورقة 10 جنيهات إسترلينية النقدية التي وضعت عليها حديثا صورة الكاتبة جين أوستن. وذكر الكاتب أنه عكف على البحث على مدى خمسة أعوام للإعداد لكتابه الجديد.
وقارن الكاتب بين جموع المناصرين لداروين الذين يعتبرون الآخرين المشككين بأعماله مصابين بلوثة عقلية، وقال إنهم يعظمونه كما عظم مناصرو ستالين زعيمهم المستبد. وقال إن نجم داروين أخذ يأفل بنهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين لكنه عاد إلى السطوع مرة أخرى في منتصف القرن العشرين حيث شهد العالم ظهور علوم الجينات التي وضع أساسها بالأصل العالم النمساوي غريغور مندل مؤسس علم الوراثة الذي عاصر داروين، وهي العلوم التي تعززت باكتشاف بنية الحمض النووي «دي إن إيه» عام 1957.
ويدعي الكاتب في مقالته الموسومة: «حان الوقت لفضح تشارلز داروين بوصفه (عالماً) مزيفا» إن الداروينية ليست علما كما هو الحال مع علوم الجينات التي أرساها مندل، فالداروينية نظرية لا تزال تحتاج إلى دعم مجموعات من العلماء حول العالم.
وتساءل: «لماذا نشخص بأبصارنا نحو داروين الذي ارتكب أخطاء كثيرة بدلا من مندل؟ وأجاب أنه توجد إجابة بسيطة لذلك هي أن الداروينية الجديدة كانت تتكون من جزء علمي فقط، وجزء ديني أو لا ديني. ومن الصعب على أنصار النظرية أن يمجدوا مندل لأنه كان قسا كاثوليكيا».
ونوه ويلسون بأن نظرية الارتقاء والتطور التدريجي للأنواع كانت سابقة لداروين إذ إن جده كان من أنصارها قبل نصف قرن من عمل داروين كما بشر بها علماء وفلاسفة من أوروبا سبقوه. إلا أن داروين أراد أن يكون «الرجل الذي اخترع الارتقاء» لذا فقد لفظ كل السابقين له، وزعم أن أفكار جده لم تؤثر عليه.
وأضاف داروين فكرتين لنظريته يعتبرهما أندريه ويلسون فكرتين مزيفتين. الأولى: أن الارتقاء يتم رويدا رويدا وأن الطبيعة لا تحدث فيها طفرات. ويورد الكاتب آراء عالمين أميركيين مشهورين هما ستيفن جي غولد ونايلز ألدريج اللذين صرحا قبل 30 عاما بأن هاتين الفكرتين باطلتان. وقد أثبت علم المتحجرات أنه لا توجد حلقات مفقودة مثل تلك التي تؤمن بها النظرية الداروينية. وكان العالم غولد قد صرح أن عدم وجود مراحل انتقالية متدرجة هو «واحد من أسرار مهنة علم المتحجرات». وبدلا من تلك الانتقالات التدريجية فقد أظهرت الدراسات على المتحجرات وعلى العظام وجود سلسلة من القفزات والطفرات.
وقال الكاتب إنه مهما حاول أنصار الداروينية التوافق مع هذه النتائج فإن الحقيقة تظل أنه لو كانت نظرية الانتقاء الطبيعي صحيحة لكان العلماء قد عثروا على مئات الآلاف من الحلقات المفقودة في سياق التطور التدريجي.
أما الفكرة الثانية لداروين فهي أن الطبيعة قاسية بلا رحمة، وأن القوي يزيح الضعيف وأن التعاطف والتهادن ليسا من حالات الطبيعة. وقد أخذ داروين فكرة «البقاء للأصلح» من الفيلسوف هربرت سبنسر، وبهذه الفكرة فقد اخترع داروين كوكبة أسطورية من طبقة أنانية ينتمي إليها هو نفسه بهدف دفع أفراد تلك الطبقة إلى إهمال الفقراء والفروق بين الأغنياء والفقراء لأن ذلك هو هدف الطبيعة.
وأنهى ويلسون حديثه بالقول إن داروين كان يعتقد أن أفراد طبقته سيتفوقون في أعدادهم على «المتوحشين» (أي الجنس الأسمر من البشرية) الذين ليسوا «من الأصلح». وقد وظف النازيون فكرته هذه لاستئصال الشعوب الأدنى منهم.



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.