الداخلية التونسية تلاحق عنصراً إرهابياً خطيراً

«أبو همام» يتواصل مع خلايا نائمة وسافر إلى ليبيا وعاد منها متسللاً

شوقي عبد الوهاب مراد «أبو همام» الإرهابي المطلوب («الشرق الأوسط»)
شوقي عبد الوهاب مراد «أبو همام» الإرهابي المطلوب («الشرق الأوسط»)
TT

الداخلية التونسية تلاحق عنصراً إرهابياً خطيراً

شوقي عبد الوهاب مراد «أبو همام» الإرهابي المطلوب («الشرق الأوسط»)
شوقي عبد الوهاب مراد «أبو همام» الإرهابي المطلوب («الشرق الأوسط»)

تواصل وزارة الداخلية التونسية تعقب أثر العناصر الإرهابية الخطيرة التي أعلنت مبايعتها للتنظيمات الإرهابية وبايع البعض منها تنظيم داعش وانضم إلى فروعه المنتشرة في عدة دول منها تونس. وفي هذا الشأن، دعت الوحدات الأمنية التونسية المختصة في مكافحة الإرهاب إلى «الإبلاغ الفوري عن العنصر الإرهابي الفار، التونسي شوقي مراد»، ونشرت صورته الأصلية قبل الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية وصورة ثانية تقريبية للشخص نفسه بعد تحوله إلى عنصر إرهابي خطير.
ووفق المعطيات الأولية حول هذا الإرهابي، فإنه يدعى شوقي مراد ويكنى «أبو همام» وهو أصيل منطقة هرقلة التابعة لولاية - محافظة - سوسة (وسط شرقي تونس) ويعمل صيادا وهو صاحب مركب صيد تخلى عنه إثر انضمامه إلى التنظيمات الإرهابية. انضم الإرهابي التونسي المطارد من قبل قوات الأمن التونسي، إلى التنظيمات الإرهابية بعد ثورة 2011 وانطلاقا من سنة 2014 خطط لتنفيذ مجموعة من الأعمال الإرهابية وعمليات التخريب المتعمد للمنشآت العمومية والخاصة.
وفر خلال ملاحقته من قبل قوات الأمن التونسية إلى ليبيا المجاورة، ثم عاد منها متسللا مع مجموعة أخرى من الإرهابيين التي أعلنت في السابق انضمامها إلى تنظيم «القاعدة» ببلاد المغرب الإسلامي، ثم التحق بكتيبة عقبة بن نافع الإرهابية المتحصنة في جبال الشمال الغربي والوسط الغربي التونسي.
وذكرت أجهزة الأمن التونسي المتخصصة في مكافحة جرائم الإرهاب، أن الإرهابي التونسي الملاحق كان ينسق مع عدد من الخلايا الإرهابية النائمة في تونس، وكان يخطط لتنفيذ أعمال إرهابية ضمن ما بات يعرف بـ«الذئاب المنفردة».
وطوال الفترة الماضية كان الإرهابي «أبو همام» على اتصال مع خلية إرهابية تنشط في جهة سوسة وقد تمكنت وحدات مكافحة الإرهاب من إلقاء القبض على بعض عناصرها نهاية السنة الماضية وهم الذين اعترفوا باستقطاب البعض منهم من قبل هذا الإرهابي الخطير وتسفيرهم إلى ليبيا المجاورة لتلقي تدريبات على استعمال الأسلحة وصناعة المتفجرات.
وأشاروا في اعترافاتهم إلى التخطيط لأعمال إرهابية خطيرة في كامل التراب التونسي وخاصة منطقة سوسة التي عرفت سنة 2015 أخطر هجوم إرهابي إثر مهاجمة منتجع سياحي وقتل ما لا يقل عن 40 سائحا أجنبيا من بينهم نحو 30بريطاني.
وكان التونسي خليفة الشيباني المتحدث باسم الإدارة العامة للحرس الوطني التونسي، قد أكد خلال الأسبوع الماضي، خبر إلقاء القبض على عنصر تكفيري خطير صادرة بشأنه عدة أحكام قضائية من بينها حكم بالسجن مع النفاذ العاجل لمدة 30 سنة من أجل الانتماء إلى خلية إرهابية وتلقي تدريبات خارج التراب التونسي. وأفاد المصدر ذاته في تصريح إعلامي، أن فرقة الأبحاث والتفتيش بالحرس الوطني بمنطقة سيدي بوزيد (وسط تونس) نصبت كمينا محكما وتمكنت من الإطاحة بالعنصر التكفيري الخطير البالغ من العمر نحو 24 سنة والقاطن بمنطقة سيدي علي بن عون من ولاية - محافظة - سيدي بوزيد.
على صعيد متصل، أبدت الوحدات الأمنية التونسية المختصة في مكافحة الإرهاب اهتماما بالبلاغ الذي أصدره تنظيم داعش الإرهابي حول الإرهابي التونسي أبو عبد الرحمن التونسي أو غسان الرحال بعد اختفائه منذ أشهر.
وتخشى السلطات التونسية من إمكانية تسلله إلى تونس عبر ليبيا وهو ما يمثل خطرا مضاعفا على الأمن التونسي خاصة إثر توجيه اتهامات خطيرة ضده. وقال التنظيم الإرهابي إنه متهم بالعمالة لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ورصدت مكافأة مالية قدرها 50 ألف دولار أميركي لمن يدلي بمعلومات عنه. وشغل الإرهابي التونسي عدة مناصب في تنظيم داعش الإرهابي من بينها أمير الأمنيين في محافظة دير الزور السورية وريفها. ويحمل جوازي سفر بلجيكي وإيطالي، ورجح تنظيم داعش أن يكون قد فر إلى تركيا قبل أن تختفي أخباره. وتشير أرقام رسمية قدمتها الحكومة التونسية إلى أن عدد الإرهابيين التونسيين الذين يوجدون خارج تونس وانضموا إلى تنظيمات إرهابية، لا يقل عن 2929 إرهابيا، وتوجد نسبة 70في المائة منهم في سوريا فيما تتوزع البقية على بؤر التوتر في كل من ليبيا والعراق ومالي. وتؤكد وزارة الداخلية على عودة نحو 800 إرهابي إلى تونس من إجمالي آلاف الشباب التونسي الملتحق بالتنظيمات الإرهابية منذ ثورة 2011.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.