تكنولوجيا تحارب مواقع «داعش»

{غوغل} وآلية جديدة للبحث عن المفاهيم الإسلامية

TT

تكنولوجيا تحارب مواقع «داعش»

أعلن المتحدث باسم التحالف الدولى لمحاربة «داعش» تراجع نسبة المشاركة مع المواقع الداعشية في موقع «تويتر» بنسبة 92 في المائة خلال شهر مايو (أيار) الماضي.
وقال العقيد رايان ديلون في مقابلة مع تلفزيون «الحرة» الأميركي أمس، إن التحالف أسس هاشتاغا في «تويتر» عنوانه: «أسقطوا (داعش)». ومن أهداف الهاشتاغ إرشاد الزوار لطرق إبلاغ المسؤولين عن أي مواد «داعشية».
من بين هذه الطرق، كما يقول الهاشتاغ: «تقدر على القضاء على (داعش) بلمسة أصبع صغير. إذا رأيت أي محتويات تؤيد (داعش)، اضغط على الأيقونة المرفقة، لتدلك على الخطوات التالية...». حسب إضافة جديدة في موقع التحالف، يمكن تحقيق الشيء نفسه في موقع «فيسبوك».
في الأسبوع الماضي، خلال جهود مشتركة لثلاث شركات تواصل اجتماعي أميركية في الإنترنت: «تويتر» و«فيسبوك» و«غوغل»، أعلنت «غوغل»، التي تملك موقع «يوتيوب»، تكنولوجيا جديدة لتقليل الإقبال على الفيديوهات الإرهابية في الإنترنت.
وقال متحدث باسم «يوتيوب»: «عندما يبحث الناس عن فيديو معين في (يوتيوب)، طبعا يكتبون كلمة، أو كلمات لتشغيل ماكينة البحث. الذي يحدث، عادة، هو أن يظهر الفيديو المطلوب. لكن، حسب التكنولوجيا الجديدة، يظهر فيديو قصير عن الإرهاب والإرهابيين، بهدف التحذير من زيارة ذلك الموقع المعين». وأضاف المتحدث أن فيديو «ريدايركت» (إعادة التوجه) يظهر عند البحث عن فيديوهات إرهابية، أو لها صلة بالإرهاب.
وأشار المتحدث إلى أن هذه التكنولوجيا طبقت لمحاربة العنصرية في «يوتيوب»، حيث تقدر على الإشارة إلى فيديوهات العنف العنصري والتفرقة العنصرية. وعند الضغط على المشاركة، تنهال آلاف الروابط على الفيديو العنصري لتمنع الوصول إليه. وقال إن هذه التكنولوجيا يمكن أن تستعمل في الحرب ضد الإرهاب.
في مارس (آذار) الماضي، سحبت شركات أميركية كبرى إعلاناتها من موقع «يوتيوب»، احتجاجا على السماح بفيديوهات عنصرية، أو جنسية، أو غير أخلاقية. من بين هذه الشركات، «فيرازون» للاتصالات التلفونية والتلفزيونية، و«جونسون آند جونسون» للمنتجات الطبية.
لكن، انتقدت هذه التكنولوجيا الجديدة منظمات حرية الرأي. وقال جفري جستر، مدير مركز «ديجيتال ديموقراسي» (الديمقراطية الرقمية): «صار واضحا أن شركات الإعلانات تستغل هذه الحرب ضد العنف والتفرقة والإرهاب توثر على محتويات مواقع التواصل الاجتماعي... يعني التأثير على مصداقية وحيادية هذه المواقع».
من جهة ثانية, رأت «غوغل» أن البحث عن المفاهيم الإسلامية يعرض مواقع مرتبطة بجماعات الكراهية التي تحث على العنف عوضاً عن التسامح، وقررت تقنين نتائج البحث عن المفردات المتعلقة بالإسلام، مع عدم نشر معلومات خاطئة عن الدين، الأمر الذي من شأنه خفض قراءة تفاسير خاطئة عنه، مثل مفردات الجهاد والشريعة. ويربط كثير من المستخدمين، خصوصاً في الدول الغربية، بين الإسلام والجرائم الإرهابية، على الرغم من تعرض المسلمين في تلك الدول إلى كثير من جرائم العنصرية والكراهية.
وتعتمد الشركة على خوارزميات (الخوارزمية هي نهج عمل برنامج ما لتحقيق الهدف المرغوب) رياضية لتقييم نتائج البحث، وتحديد ما إذا كانت مسيئة للدين أم لا، لتمنع عرض المواقع التي تحث على العنف، أو تسيء إلى الدين بأي شكل من الأشكال، أو تلك التي تقدم محتوى مضللاً. وكان المستخدمون في السابق يعثرون على نتائج بحث سلبية مليئة بالمعلومات المغلوطة، لدى البحث باستخدام مفردات الجهاد والشريعة مثلاً.
وتقدم «غوغل» كذلك خدمة إكمال الكلمات أثناء كتابة مفردات البحث، لتقترح على المستخدم الكلمات المرتبطة، التي تطلق عليها الشركة اسم ميزة «الإكمال الآلي» Autofill، والتي كانت في السابق تكمل جملة «هل الإسلام» بـ«يسمح بالإرهاب»، وكانت تكمل جملة «هل تحتاج المسلمات إلى» بكلمة «الإنقاذ»، بينما حذفت جميع الكلمات السلبية المتعلقة بالديانتين المسيحية واليهودية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مثل إضافة كلمة «أشرار» إلى جملة «هل اليهود».
كما ووصف محرك البحث عن الصور الخاص بالشركة، في يوليو (تموز) من عام 2015، صورة فتيات بشرتهم سوداء بـ«غوريلا»، مع عرض مواقع تصف البيت الأبيض بأنه منزل للزنوج لدى البحث عنه، مع وصف رئيس الولايات المتحدة الأميركية (آنذاك) بأنه ملك للزنوج في مايو (أيار) 2015، ولكن الشركة أصلحت هذه الاقتراحات بعد انزعاج المستخدمين منها، والإبلاغ عنها.
وبتحليل توجه «غوغل»، فإن الشركة تعتمد على تقييم المحتوى، وعدم عرض بعضه في نتائج البحث، ولكنها لم تذكر أنها ستمنع المحتوى المدفوع من الظهور في النتائج، ذلك أن كثيراً من المواقع تقوم بالترويج لصفحاتها من خلال دفع مبالغ مالية لقاء عرض الصفحات في أعلى نتائج البحث، أو في الصفحتين الأولى والثانية، ذلك أن غالبية المستخدمين يرضون بنتائج البحث التي تظهر في الصفحات الأولى، ولا يتعمقون في الصفحات اللاحقة. وليس من المعروف كيفية تقييم «غوغل» ماهية المواقع التي تقدم محتوى سلبياً، وتلك الموضوعية، ذلك أن هذا الأمر يتطلب دراسة الدين الإسلامي وطوائفه ومذاهبه للتمييز بين الصفحات الموضوعية وتلك المسيئة.
يذكر أن «غوغل»، المالكة لشبكة «يوتيوب»، بدأت الأسبوع الماضي بمكافحة الإرهاب بطريقة جديدة تتمثل في شكل إعادة توجيه من يبحث عن محتوى يحث على العنف نحو محتوى مناهض، وذلك لدى استخدام كلمات رئيسية مرتبطة بالفكر المتطرف. وتعتبر هذه الميزة جزءاً من استراتيجية متعددة المحاور وضعتها «غوغل»، الشهر الماضي، بهدف هدم الفكر الإرهابي في منصتها. وتم بدء تطبيق هذه الميزة على البحث عن عروض تنظيم داعش، ليعرض أمام المستخدمين عروضاً أخرى من أشخاص كانوا قد انضموا للتنظيم في السابق، وانسحبوا منه، يروون قصصهم المروعة لتوعية الآخرين بما يحدث في الخفاء، بالإضافة إلى عرض نقاشات لرجال الدين ترفض الفكر المتطرف. كما نفت «غوغل» في السابق ادعاءات حول تحيزها نحو رغبات الحزب المحافظ في الولايات المتحدة لقاء خفض ضرائبها.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.