اتحاد الكرة السعودي يحصر تقنية الفيديو في المباريات الكبيرة

ستشمل الديربيات والمواجهات الجماهيرية في الموسم الجديد

الحكام السعوديون في أحد الدروس حول تطبيق تقنية الفيديو المساعد («الشرق الأوسط»)
الحكام السعوديون في أحد الدروس حول تطبيق تقنية الفيديو المساعد («الشرق الأوسط»)
TT

اتحاد الكرة السعودي يحصر تقنية الفيديو في المباريات الكبيرة

الحكام السعوديون في أحد الدروس حول تطبيق تقنية الفيديو المساعد («الشرق الأوسط»)
الحكام السعوديون في أحد الدروس حول تطبيق تقنية الفيديو المساعد («الشرق الأوسط»)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الاتحاد السعودي لكرة القدم هو من سيحدد المباريات في الدوري السعودي للمحترفين التي ستطبق فيها تجربة تقنية الفيديو المساعدة للحكام وذلك مع بداية الموسم الجديد, حيث تم تحديد 10 مباريات لكن لم يتم اختيارها حتى هذه اللحظة وستكون تقنية الفيديو لدى الحكم الرابع بالتنسيق مع حكم الساحة ولن يتم السماح للمدرب أو رئيس النادي أو اللاعبين بمشاهدة الحالات.
ويتوقع أن تطبق هذه التجربة على المباريات الجماهيرية والحساسة كالهلال والنصر والاتحاد والأهلي وكذلك مباريات الديربي «والاتفاق والقادسية» «والرائد والتعاون» خصوصا إذا كان الطاقم التحكيمي محليا, على أن لا تتدخل لجنة الحكام الرئيسية في عملية الاختيار.
وهذه التجربة هي الأولى في تاريخ المسابقات السعودية على أن يتم تطبيقها في الموسم ما بعد القادم في جميع المباريات بتكلفة تقدر بـ1,8 مليون ريال تتمثل في الأجهزة والفنيين.
وكان المعسكر الخارجي للحكام الذي أقيم في إسبانيا شهد تجربة تقنية الفيديو على الحكام السعوديين عمليا خلال قيادتهم للمباريات الودية بإشراف رئيس لجنة الحكام الخبير الإنجليزي مارك كلاتنبيرغ وأعضاء اللجنة.
وسبق أن استخدمت تقنية الفيديو المساعد للحكام للمرة الأولى في النسخة الأخيرة من كأس العالم للأندية والتي أقيمت في اليابان، إذ يقوم الحكم بإيقاف المباراة عندما يشك في قرار ما ويذهب إلى الفيديو الذي يكون موجوداً خارج المستطيل الأخضر ويتأكد من الحالة ثم يتخذ القرار على هذا الأساس.
وجاء قرار اتحاد الكرة بعد المشاكل والاعتراضات من قبل الأندية السعودية على مستوى التحكيم خلال المواسم الأخيرة، إذ ارتُكبت الكثير من الأخطاء التحكيمية التي سببت جدلا واسع النطاق في الشارع الرياضي ووسائل الإعلام التي دائما ما تحمل الحكم السعودي مما أثر على زعزعة الثقة بقراراته والمطالبة بالحكام الأجانب وتجربة تقنية الفيديو ربما تحل هذه المشكلة خصوصا ما يتعلق بالأخطاء المؤثرة.
ووجهت انتقادات لتقنية حَكَم الفيديو المساعد، عقب انتهاء بطولة كأس العالم للقارات لكرة القدم، التي فازت بها ألمانيا بتغلبها على تشيلي بنتيجة هدف دون مقابل.
وبدا أن مدافع تشيلي غونزالو خارا يلكز بمرفقه اللاعب الألماني تيمو فيرنر في وجهه خلال المباراة، لكنه حصل فقط على إنذار، حتى بعد استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد.
وشهدت البطولة عددا من المواقف المثيرة للجدل، والتي استخدمت فيها هذه التقنية.
وقال المدافع السابق لفريق آرسنال الإنجليزي، لي ديكسون، إن هذه التقنية «فوضوية».
وأضاف في حديث لقناة «أي تي في» البريطانية: بالنظر إلى الرياضات الأخرى التي تستخدم نظام حكم الفيديو المساعد، فإننا (في كرة القدم) أضحوكة.
وبوسع الحكم أن يقرر ما إذا كان يريد الاستعانة بتقنية الفيديو، لكن المسؤولين الآخرين، بمن فيهم المسؤولون عن تقنية الفيديو أنفسهم، يمكنهم أن يقترحوا على الحكم أن يستخدم التقنية.
وإذا استخدم الحكم تلك التقنية فله الخيار بأن يتبنى قرار حكم الفيديو المساعد، أو يراجع بنفسه صور الفيديو عبر شاشة على جانب الملعب.
وراجع حكم المباراة النهائية، ميلوراد مازيتش، الشاشة ليشاهد إعادة للاحتكاك بين خارا وفيرنر، وقرر أن الخطأ يستحق الإنذار فقط وليس الطرد من المباراة.
ومن جانب آخر حذرت لجنة الحكام الرئيسية الحكام المقيمين والبالغ عددهم 78 مقيما من عدم التخلف عن دورة المقيمين التي ستعقد يوم 7 أغسطس (آب) من الشهر المقبل حيث لن يتم تكليف أي مقيم في جميع المسابقات السعودية طوال الموسم في حالة عدم حضوره الدورة وكانت لجنة الحكام قد استبعدت كل من فهد العريني وناصر مظفر وعبد الله الأحمري من قائمة الحكام المشاركين في الدوري السعودي وتم ترشيحهم كمقيمين بداية من الموسم الجديد.
وكان الاتحاد السعودي لكرة القدم أقر في الموسم المنصرم تحديد ثمان مباريات لكل ناد للاستعانة بالحكم الأجنبي وذلك من أجل تخفيف الضغط على الحكم السعودي الذي أصبح يعاني من الانتقادات والمشاكل من قبل مسؤولي الأندية على أن يرفع النادي خطابا للاتحاد السعودي لكرة القدم قبل مباراته بـ15 يوما مدفوعة الرسوم تفاديا للرفض سواء كانت المباراة على أرضه أو خارج أرضه.
ويسعى رئيس لجنة الحكام الخبير الإنجليزي مارك كلاتنبيرغ الذي يتواجد خارج المملكة حيث يتوقع وصوله يوم 10 أغسطس من الشهر المقبل إلى معالجة جميع المشاكل التي تواجه الحكام بما فيها مستحقاتهم المتأخرة من خلل الجلوس مع مسؤولي الاتحاد السعودي لكرة القدم خصوصا أن الحكم السعودي يتعرض إلى الكثير من المشاكل والصعوبات وأن هذه المستحقات حق من حقوقه ولا بد أن يتم صرفها وتنتظر لجنة الحكام تعليمات الاتحاد السعودي فيما يخص دوري البراعم تحت 14 سنة الذي سينطلق مع بداية الموسم الجديد فيما يتعلق بعدد المباريات وعدد الحكام الذين سيديرون هذه المسابقة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».