قطع طريق الإمدادات العسكرية لانقلابيي اليمن في حجة

TT

قطع طريق الإمدادات العسكرية لانقلابيي اليمن في حجة

أعلن الجيش اليمني قطعه خطوط الإمداد كافة عن ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في جبهة ميدي بمحافظة حجة المحاذية للسعودية، خلال اليومين الماضيين.
وباتت خيارات الميليشيات الانقلابية في ميدي شبه منعدمة، «ولم يعد أمامها غير التسليم للجيش الوطني أو أن حصارها في أماكنها سيأتي أكله»، وفقاً لما نقله الموقع الإلكتروني للجيش الوطني «سبتمبرنت»، مضيفاً: «الميليشيات زرعت في مدينة ميدي وحرض وأريافهما كميات جنونية من حقول الألغام، الأمر الذي أخر حسم المعارك فيها، وتسبب في سقوط كثير من الأبرياء وحتى المقاتلين».
وتشهد جبهة المخا الساحلية، غرب تعز، منذ الأسبوع الماضي معارك عنيفة بين الجيش الوطني، المسنود من طيران وبوارج التحالف، وميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية وسط تقدم قوات الجيش الوطني وتكبيد الميليشيات الانقلابية الخسائر البشرية والمادية الكبيرة.
وتزامن احتدام المواجهات في جبهة الساحل مع تجددها أمس، في جبهة الكدحة بمديرية المعافر، غرب المدينة، وسط تقدم قوات الجيش واستعادة مواقع كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين بعد مواجهات عنيفة سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين، بينما قتل قيادي حوثي يدعى أبو صقر في جبهة الوازعية.
كما صعد الانقلابيون من قصفهم على مختلف الأحياء السكنية بمدينة تعز، مما تسبب في حدوث أضرار مادية في أملاك المواطنين ومنازلهم، إضافة إلى سقوط قتلى وجرحى من بينهم الطفلة هيفاء محمد عبد الوهاب ذو الخمسة أعوام، التي تمزق جسدها وبترت ساقها جراء سقوط 5 قذائف على الشقب.
مصادر عسكرية في محور تعز العسكري، أفادت لـ«الشرق الأوسط» بأن «المعارك على أشدها في جبهة الساحل الغربي وجبهة الكدحة في المدينة وسط تقدم قوات الجيش المسنود من مقاتلات التحالف من الاتجاه الشمالي الشرقي لمعسكر خالد بن الوليد والسيطرة على عدد من المواقع في محيط المعسكر وكميات من الأسلحة والذخائر، وتقدمهم إلى بوابة المعسكر قرب منطقة النجيبة، بالإضافة إلى تقدمهم إلى منطقة العصفورية من الاتجاه الجنوبي». وأضافت أن «قوات الجيش الوطني حققت، أمس، تقدماً جديداً في جبهة الكدحة واستعادت مدرسة درخاف وموقعين يطلان على سوق الكدحة بعد مواجهات عنيفة سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين، في الوقت الذي تصدت فيه لهجمات وتسلل إلى مواقعها في مختلف الجبهات والمناطق المحاذية بين تعز ولحج الجنوبية».
ومن جانبه، تفقد قائد المنطقة العسكرية الرابعة، فضل حسن، أمس، الخطوط الأمامية لقوات الجيش الوطني المرابطة في جبهة كرش شمال لحج، وأشاد بالمعنويات التي يتمتع بها أفراد الجيش الوطني وما يحققونه من تقدم في معاركهم على الأرض.
وحث أفراد الجيش الوطني على بذل مزيد من الجهد والصبر، لافتاً إلى أن «النصر والخلاص النهائي من الميليشيات الانقلابية بات على وشك التحقق».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.