برلين تعيد النظر في تسليم أسلحة إلى أنقرة

إردوغان يقلل من شأن تهديداتها... وفرنسا تدخل على خط قضية الناشطين

رجب طيب إردوغان يلقي كلمة في اسطنبول أمس (إ.ب.أ)
رجب طيب إردوغان يلقي كلمة في اسطنبول أمس (إ.ب.أ)
TT

برلين تعيد النظر في تسليم أسلحة إلى أنقرة

رجب طيب إردوغان يلقي كلمة في اسطنبول أمس (إ.ب.أ)
رجب طيب إردوغان يلقي كلمة في اسطنبول أمس (إ.ب.أ)

أعلنت برلين، أمس، أنها ستعيد النظر في تسليم أسلحة ألمانية إلى تركيا، فيما توقفت محطات تلفزيونية ألمانية عن بثّ إعلانات تركية، على خلفية قرار محكمة تركية الثلاثاء الماضي بحبس 6 من ناشطي حقوق الإنسان اعتقلوا في إسطنبول الأسبوع قبل الماضي، بينهم مواطن ألماني.
وصرّح فيليب جورنيتز، المتحدث باسم وزارة الاقتصاد المسؤولة عن هذا الملف، لوكالة الصحافة الفرنسية بأن «إعادة النظر في العلاقات» مع تركيا التي أرادتها برلين بسبب الخلاف بين البلدين حول احترام حقوق الإنسان «تشمل كل المجالات، من ضمنها سياسة تصدير الأسلحة». وأضاف: «لهذا السبب تخضع طلبات تصدير الأسلحة إلى عملية إعادة نظر حالياً».
وأكد كلام جورنيتز بشكل جزئي المعلومات التي نشرتها صحيفة «بيلد» الألمانية عن أن الحكومة «جمدت كل عمليات تسليم الأسلحة الحالية أو المقررة إلى تركيا». وأشار إلى أن «معيار احترام حقوق الإنسان يلعب دورا مهما جدا فيما يخص تصدير الأسلحة».
وفي ردّ حاد على تحذير وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله لمواطنين الألمان من السفر إلى تركيا بعد إعلان الخارجية الألمانية أول من أمس تشديداً لتحذيرات السفر ومطالبته الشركات الألمانية بعدم العمل في تركيا، ندد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بهذا التحذير قائلا إن على ألمانيا أن «تستعيد ثباتها».
وأضاف إردوغان، في كلمة له خلال توقيع اتفاق قرض طبي في إسطنبول أمس الجمعة، أن تحذير وزارة الخارجية الألمانية من السفر إلى تركيا لا أساس له و«خبيث» وأنه على برلين أن تفصح عن معلومات بخصوص إرهابيين قال إن «ألمانيا تؤويهم»، مشدّداً على أنه لا توجد قوة بإمكانها تشويه صورة تركيا. وتابع: «هناك محاولات لممارسة الضغوط على الشركات الألمانية في تركيا عبر دعايات مغرضة. على الحكومة الألمانية التي تؤوي إرهابيين فارين من تركيا تقديم توضيحات حول ذلك أولاً».
كما أعرب إردوغان عن إدانته لتصريحات وزيرة الاقتصاد الألمانية بريجيت زيبريز، وقال إن تصريحاتها «ترمي لتخويف وإقلاق الشركات المستثمرة في تركيا برسائل غير مباشرة وليس لها أي أساس». وأضاف أن «هذا الأمر لا يليق بالسياسة ولا بشخصية سياسية».
من جانبه، قال مصدر أمني ألماني أمس إن تركيا قدمت للسلطات الألمانية قائمة تضم أكثر من 680 شركة ألمانية يُشتبه أنها تدعم الإرهاب، وهو عشرة أمثال الرقم الذي أوردته وسائل إعلام ألمانية.
وقالت صحيفة «دي تسايت» الألمانية، الأربعاء، إن القائمة تضم شركات ألمانية كبرى مثل «دايملر» و«باسف». وأكد نائب رئيس الوزراء التركي للشؤون الاقتصادية، محمد شيمشك، عبر «تويتر» أول من أمس أن تقرير الصحيفة «كاذب تماماً».
وشدد إردوغان على أن بلاده «ملتزمة بحماية الشركات الألمانية في المستقبل، كما فعلت في الماضي، وليس بمقدور ألمانيا والعالم أجمع تشويه صورة تركيا»، لافتاً إلى أنه لا توجد أي تحقيقات تتعلق بالشركات الألمانية في تركيا والادعاءات المتعلقة بذلك «كاذبة».
وطالبت الخارجية الألمانية، أول من أمس، بإطلاق سراح مواطنها بيتر شتيودتنر الذي أصدر القضاء التركي قراراً بحبسه بتهمة دعم حزب العمال الكردستاني، وقالت إن المواطنين الألمان القادمين إلى تركيا ليسوا في مأمن وشركاتها هناك تعيش حالة من القلق. وجاء ذلك بعد أن أصدر القضاء التركي الثلاثاء قراراً بحبس 6 من أصل 10 أشخاص تم توقيفهم في 5 يوليو (تموز) الحالي في مدينة إسطنبول، بينهم المواطن الألماني بيتر شتيودتنر، بتهمة «تقديم الدعم لمنظمة إرهابية مسلحة».
وحذّر وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله مواطني بلاده المسافرين إلى تركيا من أعمال العنف التي تمارس هناك، معتبراً أن الوضع في تركيا الآن يشبه ما كانت عليه ألمانيا تحت سيطرة الشيوعية. وقال لصحيفة «بيلد» الألمانية، أول من أمس، إنه «ما لم تتوقف تركيا عن ممارسة ما تصنعه تلك الفترة، فالمواطنون الألمان المسافرون إلى هناك هم فقط المسؤولون عن المخاطر التي قد يواجهونها». واعتبر شويبله أن الاعتقالات التعسفية من جانب الحكومة التركية الآن تشبه الممارسات التي كانت في ألمانيا، وقت سيطرة الحكومة الشيوعية على ألمانيا الشرقية.
وكان مسؤولون ألمان قد أبدوا اعتراضاً خلال الفترة الماضية على ما اعتبروه «أعمال العنف الممارسة من جانب الحكومة التركية»، ما تسبب في تأزم العلاقة بين برلين وأنقرة.
وكشف مسح حديث لمجلة ألمانية تأييد 77 في المائة من الألمان إنهاء مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
في المقابل، رفض رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم تصريحات السلطات الألمانية التي قال إنها تهدف لزرع الشك في نفوس المستثمرين، مضيفاً أن تركيا آمنة مثل ألمانيا. وقال يلدريم إن «تركيا تريد من ألمانيا اتخاذ إجراءات ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني وأتباع فتح الله غولن المقيم في أميركا، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب في 15 يوليو العام الماضي».
بدورها، أعلنت هيئة حماية الدستور الألمانية (الاستخبارات الداخلية) أنها تنظر إلى تركيا باعتبارها خصماً، بسبب أنشطتها الاستخباراتية داخل ألمانيا. وقال رئيس الهيئة، هانز جيورج ماسن خلال أحد المؤتمرات في برلين، أمس: «لم نعد ننظر بصفتنا جهازاً استخباراتياً إلى تركيا منذ محاولة الانقلاب العسكري في الصيف الماضي، والتغييرات في السياسة الداخلية التركية على أنها شريك فقط، بل أيضاً كخصم في ضوء عمليات التأثير التي تمارسها في ألمانيا». وقال ماسن إن تركيا تمارس الكثير من أشكال النفوذ على الجالية التركية في ألمانيا، و«هذا يثير قلقي للغاية».
وأشار ماسن إلى أن الدلائل على الممارسات التجسسية لتركيا في ألمانيا تتمثل في البلاغات المقدمة ضد أنصار حقيقيين أو مزعومين لفتح الله غولن، الذي تحمله أنقرة مسؤولية محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة.
وكان إردوغان اتهم الناشطين الحقوقيين بعد اعتقالهم في إسطنبول، ومن بينهم ممثلون عن منظمة العفو الدولية والمحاضر الجامعي الألماني بيتر شتيودتنر، بأنهم على صلة بالانقلابيين وكانوا يخططون لمحاولة انقلاب ثانية خلال اجتماعهم في إسطنبول، ويتهم الادعاء العام التركي المعتقلين بدعم «تنظيم إرهابي مسلح».
واشتدت حدة التصريحات المتبادلة بين الجانبين، بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أول من أمس أن الأشخاص الذين يسافرون إلى تركيا لأسباب خاصة أو تجارية يتعين عليهم توخي مزيد من الحذر، لأنه يمكن اعتقالهم وأن الشركات تواجه مخاطر استثمارية في تركيا بسبب أوجه قصور قانونية.
وردت تركيا بأن العلاقات بين البلدين لا يمكن أن تقوم على «الابتزاز والتهديدات»، بعد تعهد وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل باتخاذ إجراءات من شأنها أن تحد من الاستثمار في تركيا.
وأصدرت وزارة الخارجية التركية بيانا قالت فيه: «علاقاتنا لا يمكن أن تقوم على أساس الابتزاز والتهديدات، لكن على أساس المعايير والمبادئ المقبولة دولياً»، متهمة وزير الخارجية الألماني بتبني «نهج مشوه وأحادي الجانب».
واستدعت ألمانيا السفير التركي علي كمال، الأربعاء، للاحتجاج على اعتقال الحقوقيين الستة، ومن بينهم المواطن الألماني، مطالبة بالإفراج الفوري عنهم وقالت وزارة الخارجية التركية إن شكوى ألمانيا «غير مقبولة» وتعد «تدخلا مباشرا في القضاء التركي».
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن ألمانيا أفضل من يعلم أن الأتراك ودولهم عبر التاريخ لم ينحنوا أمام أي تهديد أو ابتزاز.
واعتبر أن نظيره الألماني، زيغمار غابرييل، تجاوز في تصريحاته التي طالب فيها بإطلاق سراح موقوفين بتهمة دعم الإرهاب والتجسس في تركيا، قائلا إنه «تمادى لدرجة أنه حدد مهلة لتركيا لتنفيذ ذلك وطالب بتجاهل القضاء التركي، بأسلوب بعيد عن اللباقة الدبلوماسية».
وأوضح جاويش أوغلو، أن تركيا تدرس التهديدات الألمانية تجاهها، وستقدم الرد المناسب عليها. وقال إن ألمانيا باتت الدولة الرئيسة التي تحتضن جميع الإرهابيين، الذين يعملون ضد تركيا، ويواصلون أنشطتهم فيها، على غرار عناصر العمال الكردستاني وأتباع غولن.
في السياق ذاته، نفى وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي أن تكون الاستثمارات الألمانية في بلاده مستهدفة للاشتباه في علاقتها بالمحاولة الانقلابية الفاشلة قبل عام، وشدد على ضمان الحكومة والقانون لها بشكل كامل.
وسعى زيبكجي في مقابلة مع «رويترز» إلى تهدئة التوترات المتصاعدة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) قائلاً إن الأزمة مع ألمانيا مؤقتة، وإن على كلا الطرفين تجنب التصريحات التي قد تتسبب في أضرار اقتصادية طويلة الأمد. وقال زيبكجي: «الزعم بأن السلطات التركية أعطت ألمانيا أسماء شركات ألمانية مرتبطة بتنظيم غولن غير صحيح. هذا خبر زائف». وأضاف: «الأزمة التركية الألمانية مؤقتة. يجب تحاشي التصريحات التي قد تلحق أضراراً دائمة بالاقتصادين. على ألمانيا أن تعيد النظر في التصريحات غير الملائمة».
ودخلت فرنسا، أمس، على خط الأزمة معبرة عن قلقها الشديد تجاه اعتقال الناشطين الحقوقيين في تركيا. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان صحافي إن باريس تدعو أنقرة للإفراج عن الناشطين الحقوقيين واحترام الالتزامات الأوروبية والدولية فيما يتعلق بحقوق الإنسان والحريات الأساسية.



روسيا: المفاوضات مع أميركا بشأن أوكرانيا تستغرق وقتاً لأن الطريق ليست سهلة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
TT

روسيا: المفاوضات مع أميركا بشأن أوكرانيا تستغرق وقتاً لأن الطريق ليست سهلة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

أكد يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، أن الطريق نحو التوصل إلى تسوية للصراع الأوكراني ليست سهلة؛ ولذلك فالمفاوضات بين بوتين والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف «تأخذ وقتاً طويلاً».

ونقل تلفزيون «آر تي» عن أوشاكوف قوله إن روسيا والولايات المتحدة تعملان على تنسيق النقاط الصعبة التي يجب أن تحدد شكل ومصدر وثيقة مستقبلية بشأن أوكرانيا.

لكن أوشاكوف شدد على أن العمل على صياغة الاقتراحات والنصوص للوثيقة المتعلقة بأوكرانيا ما زال في مراحله المبكرة.

وحذّر مساعد بوتين من مصادرة أي أصول روسية، قائلاً إن أي مصادرة محتملة للأصول الروسية سيتحملها أفراد محددون ودول بأكملها.

على النقيض، قال كيث كيلوغ المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا، الأحد، إن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب هناك «قريب جداً»، وإنه يعتمد على حل قضيتين رئيسيتين عالقتين؛ هما مستقبل منطقة دونباس، ومحطة زابوريجيا للطاقة النووية.

وقال كيلوغ، الذي من المقرر أن يتنحى عن منصبه في يناير (كانون الثاني) المقبل، في «منتدى ريغان للدفاع الوطني» إن الجهود المبذولة لحل الصراع في «الأمتار العشرة النهائية»، التي وصفها بأنها «دائماً الأصعب».

وأضاف كيلوغ أن القضيتين الرئيسيتين العالقتين تتعلقان بالأراضي، وهما مستقبل دونباس في المقام الأول، ومستقبل محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، وهي الكبرى في أوروبا، وتقع حالياً تحت السيطرة الروسية.

وأكد: «إذا حللنا هاتين المسألتين، فأعتقد أن بقية الأمور ستسير على ما يرام... كدنا نصل إلى النهاية». وتابع: «اقتربنا حقاً».


تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن

صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
TT

تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن

صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)

ذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اليوم (الجمعة)، أن سفينة على بعد 15 ميلاً بحرياً غربي اليمن أبلغت عن تبادل لإطلاق النار بعد رصدها نحو 15 قارباً صغيراً على مقربة منها.

وأضافت السفينة أنها لا تزال في حالة تأهب قصوى وأن القوارب غادرت الموقع.

وأفاد ربان السفينة بأن الطاقم بخير، وأنها تواصل رحلتها إلى ميناء التوقف التالي.

وتشن جماعة الحوثي في اليمن هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر تقول إنها مرتبطة بإسرائيل، وذلك منذ اندلاع الحرب في غزة بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على جنوب إسرائيل. وقالت الجماعة إن هجماتها للتضامن مع الفلسطينيين.


بوتين: المقترح الأميركي بشأن أوكرانيا يتضمّن نقاطاً «لا يمكن الموافقة عليها»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

بوتين: المقترح الأميركي بشأن أوكرانيا يتضمّن نقاطاً «لا يمكن الموافقة عليها»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بعض المقترحات في خطة أميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، غير مقبولة للكرملين، مشيراً في تصريحات نُشرت اليوم (الخميس) إلى أن الطريق لا يزال طويلاً أمام أي اتفاق، لكنه شدد على ضرورة «التعاون» مع واشنطن لإنجاح مساعيها بدلاً من «عرقلتها».

وقال بوتين في التصريحات: «هذه مهمّة معقّدة وصعبة أخذها الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب على عاتقه».

وأضاف أن «تحقيق توافق بين أطراف متنافسة ليس بالمهمة بالسهلة، لكن الرئيس ترمب يحاول حقاً، باعتقادي، القيام بذلك»، متابعاً: «أعتقد أن علينا التعاون مع هذه المساعي بدلاً من عرقلتها».

وأطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب أقوى دفعة دبلوماسية لوقف القتال منذ شنت روسيا الغزو الشامل على جارتها قبل نحو أربع سنوات. ولكن الجهود اصطدمت مجدداً بمطالب يصعب تنفيذها، خاصة بشأن ما إذا كان يجب على أوكرانيا التخلي عن الأراضي لروسيا، وكيف يمكن أن تبقى أوكرانيا في مأمن من أي عدوان مستقبلي من جانب موسكو.

وتأتي تصريحات الرئيس الروسي في الوقت الذي يلتقي فيه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جاريد كوشنر، بكبير المفاوضين الأوكرانيين رستم أوميروف، اليوم، في ميامي لإجراء مزيد من المحادثات، بحسب مسؤول أميركي بارز اشترط عدم الكشف عن هويته؛ لأنه غير مخوّل له التعليق علانية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشخصيات روسية سياسية واقتصادية يحضرون محادثات مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في قصر مجلس الشيوخ بالكرملين في موسكو بروسيا يوم 2 ديسمبر 2025 (أ.ب)

محادثات «ضرورية»

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن محادثاته التي استمرت خمس ساعات، الثلاثاء، في الكرملين مع ويتكوف وكوشنر كانت «ضرورية» و«مفيدة»، ولكنها كانت أيضاً «عملاً صعباً» في ظل بعض المقترحات التي لم يقبلها الكرملين، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وتحدث بوتين لقناة «إنديا توداي تي في» قبل زيارته لنيودلهي، اليوم. وبينما لم تُبث المقابلة بأكملها بعد، اقتبست وكالتا الأنباء الروسيتان الرسميتان «تاس» و«ريا نوفوستي» بعض تصريحات بوتين.

ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين القول في المقابلة، إن محادثات الثلاثاء في الكرملين تحتّم على الجانبين «الاطلاع على كل نقطة» من مقترح السلام الأميركي «وهذا هو السبب في استغراق الأمر مدة طويلة للغاية».

وأضاف بوتين: «كان هذا حواراً ضرورياً وملموساً»، وكانت هناك بنود، موسكو مستعدة لمناقشتها، في حين «لا يمكننا الموافقة» على بنود أخرى.

ورفض بوتين الإسهاب بشأن ما الذي يمكن أن تقبله أو ترفضه روسيا، ولم يقدّم أي من المسؤولين الآخرين المشاركين تفاصيل عن المحادثات.

ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين القول: «أعتقد أنه من المبكر للغاية؛ لأنها يمكن أن تعرقل ببساطة نظام العمل» لجهود السلام.