«مكافحة التطرف» بمجلس الأمن تدعو لتبادل المعلومات مع الأزهر حول الإرهاب

الخارجية الأميركية تُصنف «الجماعة الإسلامية» بمصر وحزبها «منظمات إرهابية»

TT

«مكافحة التطرف» بمجلس الأمن تدعو لتبادل المعلومات مع الأزهر حول الإرهاب

بينما أشاد وفد لجنة مكافحة التطرف بمجلس الأمن برئاسة جان بول لابورد، بدور مرصد الأزهر في التصدي للإرهاب، وشدد الوفد الذي يزور مصر حاليا على أهمية تعزيز التعاون المشترك في هذا المجال، وحتمية تبادل المعلومات حول جرائم الإرهاب، صنف تقرير وزارة الخارجية الأميركية السنوي بشأن الإرهاب «الجماعة الإسلامية» في مصر ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، التي ضمت نحو 70 منظمة حول العالم.
وشارك مرصد الأزهر في الاجتماع الذي نظمته مصر في إطار رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن الدولي في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، والذي دار موضوعه حول «سبل مكافحة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأغراض الإرهاب». وأكد أعضاء الوفد خلال زيارته لمرصد الأزهر أمس، أهمية دور مصر المحوري في دعم أمن واستقرار المنطقة، وجهودها الحثيثة للتصدي للتحديات التي تهدد دول المنطقة وفي صدارتها الإرهاب.
وتولى لابورد منصب المدير التنفيذي للجنة مكافحة الإرهاب لدى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في يونيو (حزيران) 2013. وقبل توليه هذا المنصب عمل في القضاء الفرنسي، وتولى منصب قاض في المحكمة العليا الفرنسية.
من جانبه، قال الدكتور يوسف عامر، المشرف العام على مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، إن الهدف الرئيسي لإنشاء مرصد الأزهر هو تصحيح المفاهيم الخاطئة ومحاربة الفكر المتطرف بكل أشكاله، وملاحقة ما ينشر عن التنظيمات المتطرفة من أفكار منحرفة ومتطرفة، وتفنيدها والرد عليها على وسائل التواصل الاجتماعي، وبنفس اللغة التي نشر بها.
مؤكدا أن ما يقوم به المرصد من تصحيح المفاهيم المغلوطة ومحاربة الفكر المتطرف غير قاصر على منطقة بعينها، وإنما نستهدف به العالم أجمع، نظرا لأن المرصد يعمل بإحدى عشرة لغة أجنبية تغطي أغلب دول العالم، لافتا إلى استعداد مرصد الأزهر للتعاون مع المؤسسات الإقليمية والدولية المختلفة لمحاربة الفكر المتطرف ونشر ثقافة السلام العالمي.
في السياق ذاته، أكد المستشار مجدي أبو العلا رئيس محكمة النقض (أعلى محكمة في مصر) خلال لقائه وفد مجلس الأمن، ضرورة مكافحة الإرهاب دوليا، مشيرا إلى أن القضاء على التطرف والإرهاب يبدأ من تربية النشء بالأسرة والتعليم والإعلام ثم الخطاب الديني. وشرح رئيس المحكمة للوفد دور الأمن المصري والقوات المسلحة في مكافحة الإرهاب. كما تطرق اللقاء إلى الحديث عن دور محكمة النقض في قضايا الإرهاب، مؤكدا على التعاون الدائم بين المحكمة والأمم المتحدة ولجنة مكافحة الإرهاب في هذا المجال.
في غضون ذلك، صنف تقرير وزارة الخارجية الأميركية «الجماعة الإسلامية» بمصر ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. جاء قرار التصنيف باعتبارها جماعة إرهابية منذ أكتوبر (تشرين الأول) عام 1997.
وأشار التقرير إلى أن «الجماعة الإسلامية» تأسست في سبعينات القرن الماضي، وتعد واحدة من أكبر الجماعات الإرهابية في مصر، وأسست حزب «البناء والتنمية» في عام 2011 الذي خاض الانتخابات البرلمانية في العام نفسه، وحصد 13 مقعدا.
وأدرج رئيس حزب «البناء والتنمية» طارق الزمر (هارب) ضمن قائمة ضمت 59 إرهابيا، أعلنت عنها 4 دول، هي المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين، على خلفية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لتمويل الجماعات الإرهابية.
ويشار إلى أن حزب «الجماعة الإسلامية» انضم مع أحزاب أخرى هي «الوسط، والوطن، والأصالة، والفضيلة، والإصلاح، والاستقلال، والعمل الجديد، والراية، والحزب الإسلامي» إلى تحالف أطلق عليه «دعم الشرعية»، الذي حرض على العنف والقتل والتظاهر ضد السلطة الحاكمة في البلاد، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان الإرهابية، عن السلطة في عام 2013.
وأوضح تقرير الخارجية الأميركية أن الأعضاء المؤسسين لـ«الجماعة الإسلامية» في مصر تم إطلاق سراحهم قبل ثورة 2011، بعدما أعلنوا تخليهم عن الإرهاب؛ لكنه لفت إلى أنه في الوقت نفسه تم إلقاء القبض على عدد من أعضاء الجماعة في عدد من دول العالم ممن يعملون لصالح تنظيم «القاعدة» الإرهابي، وأن الجناح الخارجي للجماعة يتكون بشكل أساسي من الأعضاء الموجودين في عدة دول خارج مصر، وهدفه الرئيسي إقامة دولة إسلامية في مصر بدلا من الحكومة الحالية.
وأشار تقرير الخارجية إلى أن زعيم الجماعة الروحي عمر عبد الرحمن، الشيخ الضرير - بحسب وصف التقرير - قضى عقوبة السجن مدى الحياة في السجون الأميركية، بسبب تورطه في تفجيرات مركز التجارة العالمي بالولايات المتحدة الأميركية عام 1993، لافتا إلى أن أنصاره دعوا لشن هجمات انتقامية بعد موته في السجون الأميركية.
ولا يزال القضاء المصري ينظر ملف حل حزب «البناء والتنمية» وتصفية أمواله بتهمة تمويل ودعم الإرهاب. وكانت المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة بمصر قد تلقت ملف لجنة شؤون الأحزاب السياسية الخاص بحل الحزب. وقال مصدر قضائي إن «الحزب خالف قانون الأحزاب السياسية ودعم الإرهاب والتطرف».
وكانت لجنة شؤون الأحزاب السياسية برئاسة المستشار عادل الشوربجي، قد سبق أن أرسلت مذكرة عاجلة إلى النائب العام المستشار نبيل صادق، لإجراء التحقيق في شأن مخالفة حزب «البناء والتنمية» للقواعد المقررة بنص المادة الرابعة من قانون الأحزاب السياسية، حيث ورد تقرير النائب العام إلى اللجنة متضمنا أن الحزب خالف بالفعل شروط التأسيس المقررة قانونا.
من جانبه، ذكر التقرير الأميركي أن «الجماعة الإسلامية» شنت هجمات مسلحة في التسعينات، استهدفت قوات الأمن المصرية، ومسؤولين حكوميين، وعددا من المواطنين الأقباط، كما أعلنت مسؤوليتها عن محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 1995، كما شنت أيضا هجوما مسلحا ضد مجموعة من السائحين الأجانب في الحادثة المعروفة باسم حادثة الأقصر عام 1997، لافتا إلى أن جزءا من الجماعة أعلن تخليه عن العنف عام 1999.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.