تركيا تدفع بتعزيزات عسكرية في مواجهة الأكراد في عفرين

TT

تركيا تدفع بتعزيزات عسكرية في مواجهة الأكراد في عفرين

دفع الجيش التركي بتعزيزات جديدة من الآليات العسكرية والمدفعية الثقيلة والذخيرة لدعم وحداته المنتشرة في منطقة الحدود مع سوريا قبالة مدينة عفرين التي يسيطر عليها فصيل «وحدات حماية الشعب» الكردية، في وقت يستمر فيه التوتر والقصف المتبادل بين الطرفين على جانبي الحدود.
وقالت مصادر عسكرية تركية أمس السبت إن دفعة جديدة من التعزيزات العسكرية وصلت إلى محافظة كيليس جنوب تركيا قبالة منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الليلة قبل الماضية. وأوضحت أن هذه التعزيزات تضم 6 شاحنات محملة بمدافع ثقيلة ومركبتين محملتين بالذخيرة لدعم القوات الموجودة أصلاً في منطقة «موسى بيلي» الحدودية المقابلة لعفرين.
وتعد هذه المرة الثانية التي يرسل فيها الجيش التركي تعزيزات إلى منطقة «موسى بيلي»، إضافة إلى استمرار إرسال التعزيزات إلى المناطق الحدودية في غازي عنتاب، وكذلك إلى المناطق التي تمت السيطرة عليها في شمال سوريا في إطار عملية «درع الفرات» التي دعم فيها الأتراك فصائل من «الجيش السوري الحر» على محور جرابلس - أعزاز.
وجاءت هذه التعزيزات في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أول من أمس، أن أي تهديد ضد تركيا على الحدود الجنوبية سيقابل بعملية مشابهة لـ«درع الفرات» في سوريا وسنجار بشمال العراق اللتين نفذتهما تركيا من قبل.
وتواترت تقارير إعلامية تركية في الفترة الأخيرة حول عملية محتملة في شمال سوريا باسم «سيف الفرات» لتطويق عفرين وطرد الميليشيات الكردية من جنوب أعزاز حيث يهدد وجودها هناك بين الوقت والآخر مناطق سيطرة فصائل «درع الفرات». وتشير هذه التقارير إلى مشاركة نحو 7 آلاف من القوات التركية و20 ألفاً من مقاتلي «الجيش السوري الحر» في عملية «سيف الفرات» المرتقبة.
ولم تؤكد أنقرة رسمياً هذه التقرير وإن كانت أبقت الاحتمالات مفتوحة أمام تنفيذ مثل هذه العملية في أي وقت، فيما أشار بعض المصادر إلى أن موسكو تسعى إلى دفع الميليشيات الكردية في جنوب أعزاز وعفرين إلى الانسحاب شرقاً.
وأكدت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» أن واشنطن قدّمت ضمانات لتركيا بعدم التعرض لأي تهديد جدي من جانب الميليشيات الكردية المدعومة من الأميركيين. لكن أنقرة لا تعوّل على هذه الضمانات في ظل استمرار التعاون والتسليح الأميركي للقوات الكردية التي تعتبرها أنقرة إرهابية فيما تراها واشنطن حليفاً وثيقاً ضد «داعش» وتعتمد عليها في عملية تحرير الرقة.
وكانت روسيا طلبت، الخميس، من «قوات سوريا الديمقراطية» (التي يشكّل الأكراد عمادها) الانسحاب من بلدات في الشمال السوري سيطرت عليها سابقاً لصالح فصائل «الجيش الحر» المدعوم من تركيا، لتجنب حصول صدام مع القوات التركية.
في غضون ذلك، تصاعد التوتر مجدداً بين القوات التركية و«وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين، وقصفت المدفعية التركية منذ أول من أمس مواقع الميليشيات الكردية في المدينة.
وقالت مصادر عسكرية إن عناصر من «وحدات حماية الشعب» فتحت نيرانها من منطقة جبل بارسا المتاخمة للحدود باتجاه مواقع الجيش التركي في مدينة كيليس جنوب البلاد، وردت المدفعية التركية المتمركزة في كيليس على الفور بقصف مواقع الأكراد وفق «قواعد الاشتباك» المتبعة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.